الجزائر

بفعل تواضع النمو في البلدان الأكثـر استهلاكا للطاقة النفط يتراجع وأسعار الغاز تستقر



عرفت أمس، أسعار النفط تراجعا طفيفا في الأسواق الرئيسية، مع طغيان توجهات انكماشية في السوق. فقد بلغ سعر برنت بحر الشمال في بورصة لندن 113.4 دولار للبرميل، بينما بلغ سعر ويست تكساس انترميديات في بورصة نيويورك 94.1 دولار للبرميل.
وقد أثرت نتائج الاقتصاد الأمريكي على مستويات الأسعار عموما، حيث كشفت الأرقام عن تواضع النمو في أكبر البلدان استهلاكا للطاقة.
أما في اليونان، فإن الوضع الاقتصادي أضحى أفضل بفعل الترتيبات الأوروبية. ولكن التدابير المتخذة في إطار برامج الدعم وبرامج الضبط التي اعتمدتها الحكومة اليونانية ستؤثر على نسب النمو، كما تعاني بريطانيا من انكماش. هذه العوامل تساهم في تقليص الطلب لدى عدد من البلدان ومن ثم تعطي الانطباع بأن التوجه العام في السوق هو نحو التراجع.
فضلا عن ذلك، ساهم ارتفاع الأورو مقابل الدولار في التأثير أيضا على أسعار النفط، حيث يرتبط النفط عادة بتقلبات سعر صرف الدولار، العملة المرجعية في التعاملات لدى أهم البورصات الخاصة بالمواد الأولية والطاقوية مثل لندن ونيويورك وأمستردام.
ومع ذلك، فإن توقعات الخبراء تفيد بأن مستوى الأسعار ستظل عالية. فقد اعتبر الخبير الدولي الدكتور جورج ميشال لـ''الخبر'' أن أسعار النفط ستبقى عالية خلال باقي سنة 2011 رغم تسجيل توازن بين العرض والطلب وتجاوز حصص دول منظمة ''أوبك''، إذ هناك عوامل جاذبة تعمل على رفع الأسعار وجعلها دائما في مستوى عال. فإلى جانب المشكل الليبي، هناك أيضا تقليص الإنتاج النيجيري والمشاكل التي تواجهها عدة بلدان منتجة. وعلى العموم يلاحظ الخبير أن مستوى سعر النفط سيكون فوق 100 دولار هذه السنة  بالنسبة للنفط الخفيف، مثل صحاري بلند الجزائر وبوني لايت النيجيري، إذ يستفيد هذا النفط من طلب أكبر بفعل مزاياه. فخلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الحالية، بلغ متوسط سعر النفط الجزائري مثلا 112.41 دولار للبرميل، بينما بلغ متوسط سعر النفط النيجيري 113.36 دولار للبرميل، كما بلغ متوسط سعر النفط الليبي الخفيف ''السيدر'' 110.93 دولار للبرميل بفعل المشاكل التي تواجهها ليبيا. أما برنت بحر الشمال، فإنه بلغ متوسط 110.77 دولار للبرميل، أي أن الفارق بينه وبين النفط الجزائري بلغ قرابة دولارين.
من جانب آخر، كشفت تقديرات الوكالة الأمريكية للطاقة عن متوسط للنفط الجزائري بلغ 116.62 دولار للبرميل خلال الأسبوع الأول من جوان الجاري.
في نفس السياق، عرفت أسعار الغاز الطبيعي استقرارا في حدود 4.41 دولار لمليون وحدة حرارية. ويلاحظ أن أسعار الغاز تتأثر بعدة عوامل، منها حرب الأسعار غير المرئية التي تقوم بها عدد من البلدان، منها روسيا وقطر اللتين تقومان ببيع جزء من غازها بأسعار تقل بكثير عن معدلات السوق الحرة، ناهيك عن أسعار العقود طويلة الأجل. كما تسوق مصر أيضا لعدد من البلدان، منها إسبانيا وإسرائيل بأسعار منخفضة مما يؤثر على الأسعار.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)