الجزائر

بعيدا عن الصحافة.!



قال المحامي الجزائري اللندني الشهير سعد جبار في قناة المغاربية: إن الجزائر تضع في بنوك أوروبا وأمريكا ما يزيد عن 60 مليار دولار، بنسبة فائدة لا تتجاوز 5,%1 ! في حين تعيش البلاد نقصا فادحا في التجهيزات العمومية ومنها فقدان المراحيض العمومية في كل المدن الجزائرية..! واقترح المحامي سعد جبار إنشاء وزارة للمراحيض في الجزائر.. إذا عجزت الحكومة عن إيجاد تصور لصرف الأموال التي تضعها في الخارج؟!
اقتراح سعد جبار هذا ذكّرني بعدة مواقف مضحكة ومؤسفة إلى حد البكاء منها:
أولا: حكى لي المرحوم محمد علي غزالي والي عنابة وتيزي وزو ووزير السكن الأسبق، أنه كان في سنة 1963 صحفيا في جريدة ''الشعب'' رفقة الدكتور محمد العربي ولد خليفة صديقه، واتصلت رئاسة الجمهورية في عهد بن بلة لتطلب منهم إبقاء صفحات الجريدة مفتوحة، لأن بيانا لرئاسة الجمهورية سيصدر ويتضمّن تغييرا وزاريا مهمّا.. وانتظر محمد علي غزالي البيان حتى النزع الأخير من الليل.. وعندما نزل البيان لم يكن فيه أي تغيير يذكر في الوزراء.. فقام غزالي رحمه الله بإضافة اسم جديد من عنده لبيان الرئاسة وهو اسم صديقه وزميله محمد العربي ولد خليفة وعيّنه وزيرا لقنوات الصرف الصحي؟! وهي وزارة ابتدعها الصحفي محمد علي غزالي وأكرم بها زميله وصديقه الدكتور محمد العربي ولد خليفة.! وهذا معناه أن ما يقترحه سعد جبار المحامي من لندن كان مطروحا منذ 1963 على الحكومة الجزائرية.؟!
ثانيا: عندما تركت قناة المغاربية وما اقترحه سعد جبار من حلول لموضوع التنمية في الجزائر، فتحت قناة فضائية أخرى فوجدت سيدة أو آنسة تفسّر أحلام الجزائريين والجزائريات على الهواء مباشرة ''حصة يوم السبت 10/11/2012 قالت فيها: إن آنسة كتبت لها تقول: إنها رأت فيما يرى النائم أنها خرجت تتجول في العاصمة ورأت في المنام أنها اضطرت لقضاء حاجتها.. فذهبت إلى مرحاض عمومي فوجدته مغلقا؟! وطلبت هذه الآنسة من معدّة البرنامج أن تفسّر لها هذا الحلم الغريب.! فكان التفسير أغرب من الحلم نفسه.! فقالت المفسّرة للحالمة.! إنك ستواجهين صعوبات في الزواج؟! ومعنى هذا الكلام أن شبح العنوسة أصبح في الجزائر يطارد الأوانس العوانس حتى في الأحلام.! ولذلك أقترح بدوري إنشاء وزارة للأوانس العوانس؟!
ثالثا: منذ سنوات تناهى إلى علمي بأن كلية الحقوق والعلوم الإدارية بجامعة الجزائر، وجدت صعوبات في تسيير مراحيض الكلية، فقامت بكرائها للقطاع الخاص لتسييرها وتنظيفها وفرض تسعيرة على الطلاب الذين يستخدمون هذه المراحيض.. وكان السعر غير مرض للطلاب، بحيث فرض المستثمر الخاص في مراحيض الكلية على الطلاب قضاء الحدث الأكبر (10) دنانير وقضاء الحدث الأصغر ب(5) دنانير.. وهدد الطلاب بالإضراب.. لأنه لا يعقل أن يأكل الطالب وجبه في المطعم الجامعي ب20,1 دينار.. أي دينار وخمس الدينار وعندما يرميه في الصرف الصحي يدفع 8 أضعاف سعره.! وقد كتبت هذه الحكاية في وقتها في عمود.! وتنبّهت وزارة التعليم العالي مشكورة للقضية فقامت بإلغاء الصفقة؟! لأنه لا يعقل أن الكلية التي تدرّس العلوم الإدارية تفشل في إدارة مراحيضها؟! وتسند المهمة إلى القطاع الخاص.! وفي النهاية ما أردت قوله هو أن ما قاله سعد جبار مسألة جدّية وليست نكتة للضحك.. رغم أن وضع البلاد كله أصبح مضحكا؟!
[email protected]


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)