بعض الطرق الصوفية في الجزائر
عرفت الجزائر الكثير من الطرق الصوفية ـ تجاوزت الثلاثين
طريقة ـ وكانت تعد من أهم مراكزها في العالم الإسلامي، بل كانت من أوائل الدول التي
عرفت هذه الظاهرة،وقاد شيوخ ومقدموا الطرق الصوفية ورجال الزوايا بالتصدي للاستعمار ومقاومة حملات الغزو
من بين الطرق التي عرفتها الجزائر القادرية والرحمانية والسنوسية والدرقاوية الخ... كما كان للطرق الصوفية دور كبير في خدمة الإسلام والدعوة إليه في مختلف جهات العالم. اليوم معظم الطرق منتشرة بكامل تراب الجزائر من بينها
الطريقة القادرية
ينتشر أتباع الطريقة القادرية في كثير من البلاد أشهرها سوريا وتركيا والعراق والمغرب والجزائر وفلسطين ولبنان وموزمبيق والكاميرون ونيجيريا والصين والاتحاد السوفيتي وغانا وإيران والجزائر والسودان والنيجر ومالي وغينيا وتشاد وأفغانستان وباكستان والصومال وأندونيسيا ويوغسلافيا ومصر وتونس وماليزيا.
الطريقة القادرية، أحد الطرق الصوفية السنية والتي تنتسب إلى عبد القادر الجيلاني وينتشر أتباعها في بلاد الشام والعراق ومصر وشرق أفريقيا. وقد كان لرجالها الأثر الكبير في نشر الإسلام في قارة أفريقيا وآسيا، وفي الوقوف في وجه المد الأوروبي الزاحف إلى المغرب العربي.
مؤسس الطريقة
هو عبد القادر بن أبي صالح بن عبد الله الجيلي الحسني، ولد بجيلان سنة 470 هـ وقدم بغداد شاباً سنـة 488 هـ ، وتفقه على عدد من مشايخها. جلس للوعظ سنة 520 هـ، وحصل له القبول عند الناس، واعتقدوا ديانته وصلاحه، وانتفعوا بكلامه ووعظه. اشتهر عن الشيخ عبد القادر ما يدل على فقهه وثبات قدمه في العلم. وظهرت على يديه الكثير من الكرامات، وتاب وأسلم على يديه العديد من الناس. توفي وعمره 90 عاماً ودفن بالمدرسة المذكورة سنة 561 هـ.
إلتزام بالكتاب والسنة: يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني: (طريقتنا مبنية على الكتاب والسنة فمن خالفهما فليس منا). ويقول: (اجعل الكتاب والسنة جناحيك طر بهما إلى الله).
الجَـدٌ والكًـدٌ ولزوم الحَـدٍ حتى تنقد: ومعنى (جـد) الجدية في سلوك الطريق إلى الله، ومعنى (كـد) بذل الجهد والجوارح والنفس والروح في السير إلى الله بدون هوادة ولا تراخي، ومعنى(لزوم الحد) الالتزام بالشريعة وتحليل الحلال وتحريم الحرام والوقوف عند حدود الله وعدم تجاوزها، ومعنى (حتى تنقد) حتى تجف النفس عن المعاصي والذنوب والشهوات والملذات والأخلاق السيئة ولا يبقى فيها إلا الله جل في علاه.
الاجتماعٌ والاستماعٌ والإتباعٌ حتى يحصل الانتفاع: ومعنى هذا الاجتماع بالصالحين والعلماء والمرشدين والأخوة في الله والاستماع لهم بأدب وإتباع ما يقولون وما يأمرون من الهدي النبوي وبذلك يحصل لدينا الانتفاع والوصول لما وصلوا إليه.
الاعتقاد بشيخ الطريقة العقيدة الصحيحة: ومعنى هذا أن يحبوه ويحترموه ويقدروه ولا يهملوه ولا يعظمونه فوق الحد المطلوب ولا يغلوا في حبه ولا يعتقدوا فيه العصمة فإنه بشر يخطئ ويصيب لكنه محفوظ بعناية الله إن أخطأ سرعان ما يرجع إلى الله ويتوب إليه، يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني في كتابه الغنية: (يا بني إياك أن تنظر إلى شيخك أنه معصوم إنما هو بشر يخطئ ويصيب فإن رأيت منه مخالفة فابحث له عن عذر شرعي فإن لم تجد له عذر فاستغفر له الله فإنه بشر يخطئ ويصيب).
حب الشيخ: لكن حب الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم مقدم عليه وهو المراد الحقيقي من السير والسلوك على يد الشيخ المرشد فهو دليلنا إلى حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
الدعوة إلى الله: والشيخ عبد القادر الجيلاني من أكبر الدعاة إلى الله وهذا معلوم لدى الجميع فمن سلك طريقته التزم بمنهجه واتبع سبيل الأنبياء والمرسلين وكان مبلغا عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
كثرة الذكر لله تعالى: فالذكر هو المعراج في السير إلى الله تعالى في الطريقة القادرية، فمن أهم أعمال المريد كثرة الأذكار والمداومة عليها وعلى الاستغفار و الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم بالليل والنهار وبذلك يرتقي المريد في مقامات المحبة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم والذكر هو الوسيلة العظمى لتزكية النفس وتربيتها وتحليتها بالأخلاق المحمدية.
محبة آل البيت: وحبهم مقدم على كل من سواهم من الناس لأنهم بضعة النبي صلى الله عليه وسلم ووصيته لأمته، مع الحب والتقدير والإكبار والإجلال للصحابة وعلى رأسهم أبو بكر و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب.
حب كل الأولياء والصالحين: وحب مشايخ ومرشدين الطرق الأخرى، ولا يفرقون ولا يميزون بين طريقة وأخرى، ولا يتعصبون لطريقتهم ولا يطعنون بالطرق الأخرى التي تنهج منهج الكتاب والسنة، وذلك كله مع المحبة والتعظيم والتقدير لطريقتهم ولمشايخهم كما ينبغي أن يكون.
الطريقة التيجانية
أحد الطرق الصوفية السنية، تنتسب إلى أبو العباس أحمد التيجاني المتوفى في 1230 هـ، وقد بدأت هذه الطريقة في مدينة أبي سمغون وصار لها أتباع في المغرب و الجزائر وتونس ومصر وفلسطين والشام والسودان (دارفور) والسنغال ونيجيريا.
مؤسس الطريقة التجانية هو أبو العباس أحمد بن محمد بن المختار ابن أحمد بن محمد سالم التجاني، الذي ولد عام1150 هـ الموافق لـ 1737م في قرية عين ماضي، وحفظ القرآن الكريم كما درس العلوم الشرعية وارتحل متنقلا بين فاس، وتلمسان، وتونس، والقاهرة ومكة، والمدينة المنورة، وبغداد.
شد الرحال إلى مدينة فاس سنة 1171 هـ الموافق لـ 1758م، وبهذه المدينة الإدريسية ذات الأهمية العلمية، والرمزية التاريخية، والشحنة الروحية القوية و منارة العلم ليس فقط في شمال أفريقيا بل العالم الإسلامي ، كان أحمد التجاني يحضر مجالس العلم ويحاور كبار علماء المدينة، وإن كان اهتمامه انصب على الجانب الروحي أكثر من أي شيء آخر, وقد إلتقى فيها بعبد الله بن محمد العربي بن أحمد بن عبد الله معن الأندلسي وتكلم معه في أمور ثم لما أراد أن يودعه دعا له بخير الدارين ،وقبل افتراقهما قال له : الله يأخذ بيدك ثلاثاً.
وفي عام 1196 هـ، أنشأ طريقته و صارت فاس المركز الأول لهذه الطريقة، ومنها انتشر إشعاعها إلى عموم إفريقيا.
الطريقة الرحمانية
هي طريقة صوفية، تأسست في 1774 من قبل سيدي أمحمد بوقبرين في الجزائر.الرحمانية أصلا خلوتية عرفت جمهور كبير حتى القرن التاسع عشر ، وتمكنت من ترسيخ نفسها بقوة وانتشرت في شمال أفريقيا.
مؤسسها هو سيدي أمحمد هو مؤسس الطريقة الرحمانية، ولد حوالي عام 1774 م في قرية آيت إسماعيل قرب بوغني في منطقة القبائل. بعد ثلاثين عاما من الغياب ، عاد أخيرا إلى الوطن. استقر أول في قريته آيت إسماعيل ، حيث كان قد أسس بها زاوية. قرر في وقت لاحق الانتقال إلى الجزائر العاصمة لإقامة زاوية آخر. واختار لتسوية في ما أصبح بعد ذلك يكنى بمنطقة الحامة.
شاعت زاوية الحامة في جميع أنحاء الجزائر. إذ ترحب بالفقراء والأيتام والأجانب. وهي أيضا جامعة حيث يتم تدريس العديد من العلوم. طريقته الخلواتية أصبحت الرحمانية (يعطى لها اسم للا الرحمانية) ، في اشارة الى عبد الرحمن ، اسم والده.
الحركة السنوسية
السنوسية حركة إصلاحية ذات طابع إسلامي توجد في ليبيا والسودان أسسها السيد محمد بن علي السنوسي. وتميزت هذه الحركة عن غيرها من الحركات الإصلاحية الإسلامية، خاصة فيما يتعلق بوسائلها وأهدافها الأكثر عمقًا وفعالية، ويرجع أصلها لسلالة الأدارسة الذين حكموا المغرب في القرن التاسع. وعمت مراكزها الدينية شمالي أفريقيا والسودان الرأس الأخضر، وبعض البلدان الإسلامية الأخرى.
الشيخ محمد بن علي السنوسي 1202هـ ـ 1276هـ 1787 ـ 1859م وهو المؤسس للدعوة السنوسية، وتنسب السنوسية لجده الرابع. وُلد في مستغانم في الجزائر، ونشأ في بيت علم وتُقىً. وعندما بلغ سن الرشد تابع دراسته في جامعة مسجد القرويين بالمغرب، ثم أخذ يجول في البلاد العربية يزداد علماً فزار تونس وليبيا ومصر والحجاز واليمن، ثم رجع إلى مكة وأسس فيها أول زاوية لما عُرِف فيما بعد بالحركة السنوسية. وله نحو أربعين كتاباً ورسالة منها: الدرر السنية في أخبار السلالة الإدريسية وإيقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن.
الشيخ محمد بن علي السنوسي 1202هـ ـ 1276هـ 1787 ـ 1859م وهو المؤسس للدعوة السنوسية، وتنسب السنوسية لجده الرابع. وُلد في مستغانم في الجزائر، ونشأ في بيت علم وتُقىً. وعندما بلغ سن الرشد تابع دراسته في جامعة مسجد القرويين بالمغرب، ثم أخذ يجول في البلاد العربية يزداد علماً فزار تونس وليبيا ومصر والحجاز واليمن، ثم رجع إلى مكة وأسس فيها أول زاوية لما عُرِف فيما بعد بالحركة السنوسية. وله نحو أربعين كتاباً ورسالة منها: الدرر السنية في أخبار السلالة الإدريسية وإيقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن.
السنوسية حركة تجديدية إسلامية.
تأثَّر السنوسيُّ بأئمة المالكية وبالإمام أحمد بن حنبل وأبي حامد الغزالي
تتشدد السنوسية في أمور العبادة، وتتحلى بالزهد في المأكل والملبس.
تدعو السنوسية إلى الاجتهاد ومحاربة التقليد. وعلى الرغم من أن السنوسيِّ مالكيُّ المذهب، إلا أنه لا يرى ضيرا من الخروج على آراء المالكية إذا ارتاح إلى رأي غيرهم.
الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والابتعاد عن أسلوب العنف واستعمال القوة.
الابتعاد عن البدع والخرافات
الاهتمام بالعمل اليدويِّ لجاد من تعاليم السنوسية. وكان السنوسي يقول دائمًا: "إن الأشياء الثمينة توجد في غرس شجرة وفي أوراقها" لذلك ازدهرت الزراعة والتجارة في الواحات الليبية حيث مراكز الدعوة السنوسية.
انتشرت الدعوة السنوسية في أفريقيا الشمالية كلها، وقد امتدت زواياها من مصر إلى مراكش. ووصلت جنوبًا إلى الصحراء في السودان والصومال وغرباً إلى الجزائر وكذلك انتشرت الدعوة السنوسية في خارج أفريقية حيث وصلت إلى أرخبيل الملايو في الشرق الأقصى.
وقد استطاعت السنوسية أن تنشر الإسلام في القبائل الوثنيَّة الإفريقية وتؤسس المدارس التعليمة والزوايا
بلغت زوايا السنوسية الفرعية 121 زاوية تتلقى من زاويتهم الرئيسية التعليمات والأوامر في كل المسائل المتعلقة بتدبير وتوسيع أمر الدعوة السنوسية التي أصبحت تضم المسلمين من جميع الأجناس وأقامت الحركة السنوسية أول معهد ديني إسلامي في ليبيا في واحة الجغبوب وكانت تحت اسمه جامعة محمد بن علي السنوسي.
الطريقة العلوية
تنتسب الطريقة العلاوية الى الشيخ أحمد بن مصطفى العلاوي المستغانمي،حامل لواء الجهاد ضد المستعمر الفرنسي، ( 1291 هـ - 1351 هـ ).
ولد الشيخ أحمد العلوي سنة 1291هـ في مدينة مستغانم الجزائرية وحيداً بين أختين، وقبل حمل أمه به رأت رسول الله محمد في منامها وبيده الشريفة زهرة نرجس، فابتسم في وجهها وألقى بالزهرة إليها، فقبلتها منه على استحياء، ولما أفاقت قصّت الرؤيا على زوجها فأوّلها بأن الله استجاب دعاءه الذي طالما دعا الله به "رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين" وبعد أيام حملت الأم به فاستبشر الأهل بهذا الحمل الذي أعقب الرؤيا، وتمم الله تعالى فرحتهم بولادته، فأخذ الأب يغذوه بالتربية والعلم.
أخذ الشيخ أحمد العلاوي العلم عن علماء وقته حتى تضلّع، ثم دفعه للمربي الكبير الشريف محمد بن الحبيب البوزيدي، فرباه بأنواع الرياضات على طريقة الصوفية حتى فاق أقرانه علماً وأدباً، ولما انتقل الشيخ لجوار ربه أجمع الفقراء على توليه إمارة الزاوية بعد شيخهم، فقام بهمة وعزم صادقين.
شيّد الزوايا لتكون صروحاً علمية، وأقام الندوات الفكرية والمحاضرات والمؤتمرات، وأنشأ الصحف وكانت باللغتين العربية والفرنسية حتى تصل الكلمة لكافة قطعات الشعب، فأنشأ صحيفة البلاغ، ولما رأت فرنسا خطورة هذه الصحيفة على مخططاتها في الجزائر أغلقتها، ثم أنشأ بعدها صحيفة المرشد، وقام خليفته الشيخ عدة بن تونس بإنشاء صحيفة لسان الدين، وفعلاً وصلت هذه الكلمة التي خرجت من قلبٍ صادقٍ حريصٍ على إنقاذ هذه الأمة، فثاب الناس إلى دينهم وتمسكوا بأهدابه، وأموا زوايا الشيخ، حتى ما مضى سنوات عدة إلا وأتباعه يعدون بالملايين.
خلّف العلوي ثروة علمية قيّمة سواء على صعيد العلماء الذين تخرجوا في زواياه، أو الكتب التي صدرت عنه ، وقد استقصيت كتبه ومقالاته في الصحف فحصّلت منها ما يقارب ستة عشر مؤلفاً وقد قامت المطبعة العلاوية التابعة لزاويته بنشر تراثه
توفي الشيخ أحمد العلاوي سنة 1351 هـ ودفن بزاويته في مستغانم، وأقيم عليه مقام يؤمه الزوار من مختلف الأرجاء.
الطريقة العيساوية
هي فرقة صوفية مغربية أسسها سيدي محمد بن عيسى المغربي (ولد في فاس في 872 للهجرة وتوفي في 1524م ودفن في مكناس). وأصل هذه الفرقة الصوفية تعود بدورها إلى سيدي محمد بن سليمان الجازولي. تشتهر الطريقة العيساوية باستعمالها للأمداح بصوت عال واستخدام الموسيقى في مسارات التنوير الروحاني.
لم يقتصر نشاطه داخل الجزائر، يل تعداه إلى كافة أرجاء أوروبا وغيرها، فكانت له الزوايا في بريطانيا وهولندا وفرنسا، والحبشة والحجاز وفلسطين وسوريا والمغرب الأقصى، حتى صار بحق المجدد للقرن الرابع عشر الهجري.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/03/2011
مضاف من طرف : yasmine27
صاحب المقال : yasmine01
المصدر : من مصادر صوفية