قدمت تعاونية "الشمعة للثقافة والفنون" من قسنطينة، عرضها المسرحي "شمة دوريجين" للمخرج عبد الجليل نجاي، ونص للراحل عدلان بخوش، مساء أول أمس الإثنين، ضمن منافسة المهرجان الوطني للمسرح المحترف 16، الجارية أطواره بالمسرح الوطني "محي الدين بشطارزي" في الجزائر العاصمة، ويكشف العمل عن سلوك بعض البشر على أنه أسوء وألعن من أفعال الشيطان.ضمن نص لافت للفقيد عدلان بخوش، يقدم الشيطان كداع للخير، وأن البشر هم سبب الخلافات، ويرصد المخرج عبد الجليل نجاي هذه الفكرة من خلال لوحات مشهدية بسيطة، مؤدية دورها، وسمحت للجمهور من استيعاب القصة بسهولة، رغم بعض الأفكار الفلسفية المطروحة، وكذلك اعتماد العمل على عدة مدارس مسرحية في الإخراج، على غرار العبث أو اللامعقول، والاحتفالية.
واتكأت المسرحية على فضاء شبه فارغ، بسينوغرافيا خفيفة، كان النص الحلقة الأقوى للعمل، وحمله الممثلون على قدر من الاستيعاب، وقد نلمس التواطؤ الإيجابي بينهم، بأداء ممتع، عكس متعتهم على الخشبة، فنال تفاعل الجمهور. وتدور أحداث قصة "شمة دورجين" حول "علاوة" الرجل الفخور بنفسه، رغم فقره، الذي يريد أن يستعين بخدع الشيطان لربط علاقة حميمة مع أجنبية، ذلك أنه لا يعرف اللغة التي تتكلمها، ومن ذلك بدأت رحلة اللامنطق، ويظهر الشيطان كساع لفعل الخير بين الناس، غير أن هؤلاء الناس لا يتوانون عن الإساءة فيما بينهم.
يتواجد "علاوة" في مكان ما في أوروبا، ضمن تربص تكويني، يتعرف على عاملة نظافة هناك، ويحاول التقرب منها، لكنها ترفضه، ذلك أنه سلك طريقة غير مرغوب فيها عند الأوروبيين، هذا الأمر ينتهي به إلى المستشفى، إذ هذا السلوك يضعه في صورة أنه غير طبيعي.
قبل ذلك، يوضح "علاوة" للعاملة أن به إسهالا، وهو يعبث بلغة إشارة، فرأفت به وأعطته علبة شوكولاتة، لكنه ما لبث أن تسلمها حتى رماها وهو في حزن، ثم يظهر سبب ذلك في الأخير، وهو السبب الذي جعل منه صاحب عقدة من الفقر والحرمان الذي عاشه في طفولته، إذ اتهم وهو صغير في المدرسة، أنه سرق شوكولاتة من زميلته في القسم، وهو لم يفعل، بل أراد التقرب منها والتعبير عن حبه البريء لها.
وتعاظمت العقدة عنده، لما قام الأستاذ، وقتها، بتعليق لافتة على ظهره مكتوب فيها لص، وطاف بها في أرجاء المدرسة، لذلك كان في كل مرة يعبر عن اعتزازه براتبه "نخلص ربعة ملايين غير ثمنماية وراح يزيدولها.. ونشري زوج شكاير شمة في اليوم"، هكذا هو فخر الفقراء.
يبدو أن العملية الإخراجية التي قدمها عبد الجليل نجاي لم تكن بذلك الوضوح أو التناسق، بسبب اختلاط المدارس التي اعتمد عليها في رؤيته، لكنه تفوق في تحقيق الفرجة، وبعث الدهشة وسط الحاضرين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : دليلة مالك
المصدر : www.el-massa.com