بعدما كانت وجهة الفقراء والمعدمين محلات بيع الشيفون في القليعة تكتسب زبائن من ''أغنياء القوم''

قال عدد من بائعي الألبسة المستعملة بـ القليعة ولاية تيبازة، إن زبائنهم، عكس ما هو معتقد، ليسوا كلهم من العائلات الفقيرة، بل باتوا يستقبلون دوريا عددا من أغنياء القوم، يقصدونهم حتى من الجزائر العاصمة.
 أوضح عدد كبير من التجار أن هؤلاء أصبحوا يقصدونهم، بعد أن يكونوا قد اتفقوا مع صاحب المحل على يوم استقبال السلعة، حيث يتولون اختيار القطع النادرة التي عادة ما تكون فريدة، لا يهم السعر بالنسبة لهم خلافا للأشخاص المحتاجين الذين لا تهمهم سوى الأسعار الرخيصة.
لم يكن اختيارنا لمحلات بيع الألبسة المستعملة أو ما يطلق عليه الشيفون أو الفريبري لمدينة القليعة غرب الجزائر العاصمة اعتباطيا، بل جاء بعد سماعنا عن ارتياد عدد من العائلات العاصمية الغنية لتلك المحلات التي يجدوا بها من قطع الألبسة الفريدة القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية، ما يجدونه في محلات الألبسة الفاخرة، حتى لو دفعوا مقابله المال الكثير.
ومن بين هؤلاء الباعة حسين ، صاحب محل يتربع على مساحة واسعة عند مدخل مدينة القليعة ، الذي وجدناه بصدد ترتيب كوم الألبسة التي كانت بالمحل، على أساس تخصيص مكان لاستقبال بالة جديدة، حسب تعبيره في اليوم الموالي، وأكد محدثنا أن هذا اليوم أصبحت تتواعد فيه عدد من العائلات العاصمية لتقصد المحل، حتى تحضر مراسم فتح البالة الجديدة بحضورها للفوز بالقطع النادرة، و لا يهم الثمن ، مثلما قال السيد حسين الذي أكد أن هؤلاء الأشخاص منهم الطبيبة والمحامية وأستاذة الجامعية، يؤكدون دوما على عدم أهمية السعر بالنسبة لهم، مقابل حصولهم على قطعة فريدة لا يجدونها في محل مختص في بيع ألبسة آخر موضة.
محل ثان قصدناه بذات المدينة التي لاحظنا أنها تعج بمحلات بيع الشيفون ، أكد لنا صاحبه محمد أمين على ذات المسألة، مضيفا أنه يفضل أن يعمل مباشرة مع أشخاص يضمن أنهم يشترون سلعتهم دون اهتمامهم بالأسعار، عوض عرضها لـ من لا يعرف قيمتها ، حسب رأيه يدفع مقابلها ثمنا بخسا، ليضيف قائلا هذا لا يعني أنني لا أتعامل مع المحتاجين لهذه الملابس الذين ليس بقدرتهم اقتناء اللباس الجديد، لكنني أعطي الأولوية لمن يعطيني الضمان أنه سيقتني أكبر عدد ممكن من القطع شريطة أن يحضر فتح البالة الجديدة لا يهمه الثمن.
وصادف تحاورنا مع صاحب المحل الثاني في ذلك اليوم، تلقيه لمكالمة هاتفية كانت من زبونة مهمة حسبما استنتجناه، حيث طمأنها على قدوم بالة هايلة ، حسب تعبيره بعد ثلاثة أيام على الأكثـر ليستدير ناحيتنا، ويشير بيده لهاتفه النقال قائلا هذه من أحسن وأغنى زبائني، أخبرها أولا بأول عن قدوم الجديد الذي تجد فيه ضالتها، خاصة وأن عديد البضائع تحتوي على قطع جد مهمة لم يسبق استعمالها بدليل البطاقة التي نجدها بمؤخرة كل قطعة.