الجزائر

بعدما عرفت الظاهرة منحى تصاعدي‮ ‬خلال السنة الجارية



بلغت ظاهرة الهجرة‮ ‬غير الشرعية نحو الضفة الشمالية للبحر الابيض المتوسط ارقاما قياسية في‮ ‬السنوات الاخيرة،‮ ‬بعدما مست العديد من البلدان،‮ ‬وهو ما دفع بالخبراء إلى دق ناقوس الخطر بغية وضع حد لتلك المجازفات البحرية التي‮ ‬تستنزف المجتمعات اليوم‮.‬أمواج البحر بتنس تلفظ جثتين لمهاجرين‮ ‬غير شرعيين‮ ‬
تدخلت،‮ ‬اول امس،‮ ‬عناصر الأمن ووحدات الحماية المدنية بالشلف لانتشال جثتين لشابين لفظتهما أمواج البحر بكل من الشاطئ المركزي‮ ‬والشاطئ الانجليزي‮ ‬ببلدية تنس،‮ ‬حسبما استفيد لدى خلية الاعلام والاتصال لأمن الولاية‮. ‬وأوضح المصدر،‮ ‬أن الجثتين اللتين‮ ‬يرجح أنهما لمهاجرين‮ ‬غير شرعيين‮ (‬من جنس ذكر‮) ‬توجدان في‮ ‬حالة متقدمة من التعفن،‮ ‬حيث لفظت أمواج البحر بالشاطئ المركزي‮ ‬الجثة الأولى في‮ ‬حدود الساعة‮ ‬12‮ ‬ظهرا،‮ ‬ليتم بعدها العثور على جثة أخرى بالشاطئ الانجليزي‮ ‬في‮ ‬حدود الساعة الثالثة زوالا‮. ‬وتدخلت مصالح الحماية المدنية لنقل الجثتين إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى‮ ‬زيغود‮ ‬يوسف‮ ‬بتنس،‮ ‬فيما لا تزال التحقيقات مستمر لتحديد هويتهما‮.‬
الإطاحة بشبكة مختصة في‮ ‬تنظيم رحلات‮ ‬الحراڤة‮ ‬‭ ‬
وفي‮ ‬ظل هذا الواقع الذي‮ ‬عرفت فيه الظاهرة منحى تصاعدي،‮ ‬تمكنت المجموعة الإقليمية للدرك الوطني‮ ‬بولاية مستغانم من الإطاحة بشبكة مختصة في‮ ‬تنظيم رحلات الهجرة‮ ‬غير الشرعية عن طريق البحر،‮ ‬حسبما أستفيد من خلية الاتصال والعلاقات العامة بذات المجموعة‮. ‬وأوضح المصدر،‮ ‬أن العملية تمت بناء على معلومات تفيد بقيام بعض الأشخاص بتنظيم رحلات للإبحار السري‮ ‬من شواطئ ولاية مستغانم باتجاه السواحل الإسبانية‮. ‬وبعد وضع خطة محكمة للإيقاع بالمشتبه فيهم،‮ ‬تمكنت كتيبة الدرك الوطني‮ ‬لمستغانم مدعمة بالفصيلة الأولى للأمن والتدخل‮ (‬الصاعقة‮) ‬من توقيف‮ ‬4‮ ‬أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين‮ ‬27‮ ‬و39‮ ‬سنة،‮ ‬يشير نفس المصدر‮. ‬وقام عناصر الدرك الوطني‮ ‬بتفتيش مساكن المشتبه فيهم بعد إذن صادر من وكيل الجمهورية،‮ ‬ما مكن من العثور على قارب صيد ومحرك وتسعة صفائح بلاستيكية مملوءة بالبنزين بسعة‮ ‬30‮ ‬لترا لكل صفيحة،‮ ‬يضيف المصدر ذاته‮. ‬وجاءت عملية الإطاحة بهذه الشبكة،‮ ‬يضيف نفس المصدر،‮ ‬تنفيذا للمخطط الميداني‮ ‬الذي‮ ‬وضعته المجموعة الإقليمية للدرك الوطني‮ ‬بمستغانم لمكافحة الهجرة‮ ‬غير الشرعية،‮ ‬والذي‮ ‬سمح منذ بداية الشهر الجاري‮ ‬بإفشال العديد من محاولات الإبحار السري‮ ‬على اليابسة وتوقيف‮ ‬29‮ ‬شخصا‮. ‬وسيتم تقديم أفراد الشبكة الموقوفين للجهات القضائية المختصة فور الانتهاء من التحقيقات،‮ ‬كما أشير إليه‮.‬
مختصون‮: ‬هذه أغلب أسباب تفاقم الظاهرة‮ ‬
ويوضح بلجيلالي‮ ‬محمد،‮ ‬أستاذ بجامعة‮ ‬ابن خلدون‮ ‬بتيارت،‮ ‬أن التقرير الصادر عن اللجنة الأوروبية المهتمة بشؤون اللاجئين في‮ ‬السداسي‮ ‬الأول لسنة‮ ‬2018‭ ‬قدر عدد اللاجئين‮ ‬غير الشرعيين ب100‮ ‬ألف لاجئ،‮ ‬غالبيتهم من البلدان الإفريقية مثل مالي،‮ ‬تشاد،‮ ‬النيجير وليبيا،‮ ‬وقال إن الأسباب الدافعة لارتفاع هاته الارقام تتعدد بين الاجتماعية كالتفكك الأسري‮ ‬والتسرب المدرسي،‮ ‬والاقتصادية مثل البطالة ونقص فرص التوظيف وكذا السياسية والأمنية كالحروب وعدم الاستقرار بسبب الحركات الانفصالية في‮ ‬النيجر،‮ ‬مثلا،‮ ‬وتشاد وهو ما رفع من عدد الشباب الأفارقة‮ ‬الراغبين في‮ ‬الذهاب إلى الضفة الأخرى بحثا عن حياة كريمة وآمنة‮. ‬ولم‮ ‬يسلم الشباب الجزائري‮ ‬من الظاهرة،‮ ‬حيث‮ ‬يغامر الكثير منهم بحياته لتحقيق احلامه التي‮ ‬لم‮ ‬يحققها في‮ ‬بلده ظنا منهم انها ستقدم لهم على طبق في‮ ‬الضفة الاخرى،‮ ‬فيركبون في‮ ‬الزوارق ويراهنون في‮ ‬مزاد لا‮ ‬يعرف ربحه من خسارته وفرص وصولهم متساوية مع فرص عدم بلوغهم تراب القارة الاوروبية‮. ‬ورغم تكرر صور وفيدوهات الضحايا الذين‮ ‬يلفظهم البحر في‮ ‬السواحل،‮ ‬الا انهم‮ ‬يجازفون باراوحهم وارواح عائلاتهم في‮ ‬قوارب تكاد تحمل شخصين أو ثلاثة،‮ ‬وهي‮ ‬تعج بما لا‮ ‬يقل عن ثلاثين‮ ‬حراڤا‮ ‬من مختلف الأعمار،‮ ‬مسلمين اقدارهم لامواج البحر فتارة تعود بهم الى اليابسة التي‮ ‬انطلقوا منها،‮ ‬وتارة تحفظهم في‮ ‬عداد المفقودين،‮ ‬وتارة توصلهم الى القارة الحلم التي‮ ‬حالما‮ ‬يطؤونها ليسجلوا فيها كلاجئين‮ ‬غير شرعين ويزج بهم في‮ ‬مراكز خاصة‮. ‬ويتراوح تصنيف كابوس‮ ‬الحرڤة‮ ‬او حلمها بتراوح الشخصيات والذهنيات وظروف كل شخص تتجه عيونه الى افق البحر،‮ ‬لكن الاكيد ان هنالك من الوعي‮ ‬في‮ ‬اوساط الشباب الجزائري‮ ‬ما‮ ‬يبعث على الامل بان الظاهرة ستخفت لا محالة اذا ما تكاتفت الجهود ووحدت الرؤى للقضاء على الظاهرة ومسبباتها‮.‬


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)