الجزائر

بعد نجاحه في تجنيد الشارع العربي لإسقاط الأنظمة الأحزاب السياسية تستنجد بـ "الفايسبوك" لـ"جرّ" المواطنين إلى صناديق الاقتراع



بعد نجاحه في تجنيد الشارع العربي لإسقاط الأنظمة               الأحزاب السياسية تستنجد بـ
استحداث أفواج للنضال الالكتروني عبر ولايات الوطن تراهن الأحزاب السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة “فايسبوك”، الذي نجح في سابقة فريدة من نوعها في تجنيد الشارع العربي، وإسقاط أنظمة كانت توصف بـــ “الخالدة”، لإقناع المواطنين بتطليق “العزوف الانتخابي” وعدم تفويت فرصة المشاركة في التشريعيات المقبلة للحاق بركب التغيير. مع اقتراب التشريعيات تزداد حدة مخاوف الإدارة والأحزاب من عزوف المواطنين عن صناديق الاقتراع كما جرت عليه العادة في المواعيد الانتخابية السابقة، ورغم تشخيص الداء تبقى الحلول مستعصية بشهادة الجميع. وفي وقت سارعت فيه الداخلية إلى الهاتف النقال للاستنجاد برسائل “أس أم أس”، لإقناعهم بالمشاركة في الاستحقاقات المقبلة، لإعطاء شرعية أكبر للبرلمان المقبل من خلال رفع نسبة المشاركة، زيادة على تجنيد أعوانها واعتماد أسلوب الحوار المباشر مع المواطنين، واكبت الأحزاب السياسية على اختلاف توجهاتها ومشاربها التكنولوجيا الحديثة، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، التي أدمنها الجزائريون، كما تؤكده آخر الإحصائيات، مستثمرة في النجاح الكبير الذي حققه “فايسبوك” في تجنيد الشارع العربي للإطاحة بثلاثة أنظمة كانت تحكم قبضتها من حديد. وفي هذا الإطار، يؤكد المكلف بالإعلام على مستوى جبهة التحرير الوطني، قاسة عيسي، لـ”الفجر”، أن الحزب العتيد يعي مدى خطورة فقدان المواطن الثقة في المشاركة في الانتخابات، ولتجاوز الظاهرة يقول عيسي “يجب متابعة مرحلة التسجيلات للانتخابات المقبلة، وحث المواطنين على الحصول على بطاقات الناخب للمشاركة في اختيار ممثليهم بالبرلمان، كما يتوجب محاربة الخطاب الإعلامي السلبي، الذي يشكك في نزاهة الانتخابات، ما ينفر المواطن من المشاركة في الانتخاب، لأن النتائج محسومة مستقبلا لأطراف معينة كما يروج البعض”. وأضاف محدثنا أن الآفلان يراهن كثيرا على الشبكة العنكبوتية، بعد أن أثبتت مواقع التواصل الاجتماعي وفي صدارتها “فايسبوك” نجاعتها في التقرب من المواطنين وتحسيسهم بأهمية المشاركة، لأنهم أساس العملية الانتخابية “يكفي زيارة الموقع الالكتروني للحزب العتيد للوقوف على الجهود الالكترونية الجبارة للحزب للتقرب من المواطنين عبر “فايسبوك”. يذكر أن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، أعطى تعليمات شخصية لمصالح حزبه بالاستثمار في مواقع التواصل الاجتماعي للتقرب من المواطنين. من جهته، أكد المكلف بالإعلام على مستوى حركة مجتمع السلم، لـ”الفجر” أن الحركة جندت أفواجا للنضال الالكتروني عبر ولايات الوطن، للتواصل مع المواطنين عبر الفايسبوك، لمشاركتهم أفكارهم ومحاولة مناقشتهم في أسباب “فقدان شهية المشاركة في الاستحقاقات”. وقال كمال ميدا “إن كثيرا من المواطنين مقتنعين أن أصواتهم ستسرق ويمنح لأشخاص لم ينتخبوهم، لذا فما الفائدة من المشاركة في انتخابات نتائجها محسومة مسبقا”، مضيفا أن عمل أفواج النضال الالكتروني يتمحور أساسا حول إقناعهم بالتخلي عن المقاطعة. وحمل المكلف بالإعلام في حمس، مسؤولية العزوف السياسي لممارسات السلطة خلال السنوات المقبلة، مؤكدا على ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر فعالية لحماية صوت الناخبين. وفي رده على سؤال حول الضمانات التي قدمتها الحكومة وعلى رأسها الإشراف القضائي، أجاب محدثنا أن العملية مازالت غير واضحة و”نحن في انتظار صدور المراسيم التطبيقية التي تنظم العملية”.  حركة النهضة بدورها لم تشذ عن القاعدة في الاستنجاد بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” لعلاج ظاهرة العزوف الانتخابي، التي أصبحت السمة الأبرز للانتخابات في الجزائر، حيث يؤكد المكلف بالإعلام، محمد حديبي، أنه يتواصل مع المواطنين عبر فايسبوك أكثر من أي وسيلة أخرى. وفي حديثه عن أسباب استشراء ظاهرة الإعراض عن صناديق الاقتراع، أكد النائب حديبي، أن ممارسات السلطة خلال المواعيد الانتخابية السابقة وسياسة التزوير السبب الرئيس لدرجة أن “بعض الأحزاب السياسية أصبحت تستجدي عطف الإدارة لمنحها حصتها  من المقاعد بدلا من البحث عن أصوات الشعب الذي لا يصلح إلا لملء القاعات”، مضيفا بأن “تورط بعض قيادات المعارضة في تنفيذ أجندة الحكومة شوش على المواطنين فهم رسالة السياسيين”، والأكثر كما يقول محدثنا أن “السلطة اختزلت التيار الإسلامي في أشخاص وزعامات فردية وهذا أثر سلبا على تفكير المواطن”. وشدد حديبي في حديثه عن الحلول للظاهرة التي أرقت الادارة والأحزاب، على السلطة بضرورة تقديم رسائل أكثر ايجابية لطمأنة الناخبين بضمانات أكبر بعدم التلاعب بأصواتهم، مؤكدا في ذات السياق على “ضرورة قيام تكتل سياسي لمواجهة التزوير وتواطأ أحزاب السلطة مع الإدارة في توزيع الكوطات”، خاصة وأن الإرادة السياسية غير متوفرة، كما يؤكده سير قوانين الإصلاح”.  فاطمة الزهراء حمادي   2.8 مليون جزائري منخرطون في “حزب الفايسبوك” كشفت، أمس، إحدى الإحصائيات الدولية حول مشتركي موقع التواصل الاجتماعي الشهير “فايسبوك” في الجزائر أن العدد ارتفع مع نهاية عام 2011 إلى 2.8 مليون جزائري، في وقت انحصر دوره ضمن أدوات التواصل الاجتماعي. وأفادت أرقام واردة عن منظمة إحصائيات الانترنت العالمية أن الجزائر تحتل المركز الخامس إفريقيا في نسبة مستخدمي الفايسبوك بمعدل 2.8 مليون مشترك جزائري بعد المغرب بواقع 4.1 مليون مشترك، وقبل تونس بنحو 2.7 مليون مشترك مع نهاية 2011 وعلى صعيد متصل، أصبح الرقم الذي يمثله عدد مستخدمي فيسبوك في بعض الدول العربية باعتباره معيارا لقياس عدد مستخدمي الإنترنت في تلك الدول. فعادة يتم الاعتماد على بيانات “انترنت وورلد ستايتيوز” للإطلاع على توقعات عدد مستخدمي الإنترنت في أغلب دول العالم. وفي الوقت الذي تبرز هذه الأرقام تنامي أعداد مشتركي موقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، فإن دور هذا الأخير انحصر في إثارة مسائل اجتماعية لم ترق إلى تجنيد الشارع ضد النظام مثلما كانت تسعى وراءه عدة جهات خارجية لزعزعة الاستقرار الداخلي. وفي هذا الصدد  تناقلت وسائل إعلام وطنية أمس الحادثة التي أشعل فتيلها “الفيس بوك”، حين تبادل شابان دون العشرين شتائم على صفحتيهما، وعند لقائهما وجها لوجه، تحول العتاب إلى مشاجرة بالأسلحة البيضاء شارك فيها أكثر من 20 شخصا من أصدقاء الشابين.  أمين لونيسي


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)