الجزائر

بعد فشله في‮ ‬التعاطي‮ ‬مع قضية عياش



أنهى رئيس الجمهورية،‮ ‬عبد العزيز بوتفليقة،‮ ‬مهام والي‮ ‬المسيلة،‮ ‬الحاج مقداد،‮ ‬بعد أيام على تفجر احتجاجات عارمة إثر وفاة الشاب عياش محجوبي‮ ‬داخل بئر ارتوازي‮ ‬في‮ ‬قرية ام الشمل‮. ‬وذكر بيان لرئاسة الجمهورية،‮ ‬أن بوتفليقة قرر وفقا لأحكام المادة‮ ‬92‮ ‬من الدستور إعفاء الوالي،‮ ‬الحاج مقداد،‮ ‬من مهامه،‮ ‬من دون الإشارة إلى الأسباب‮. ‬فيما تحدث العديد من المراقبين عن ارتباط الإقالة بالجدل الذي‮ ‬أعقب حادثة وفاة الشاب عياش محجوبي‮ ‬داخل بئر ارتوازي‮ ‬في‮ ‬قرية أم الشمل ببلدية الحوامد في‮ ‬نفس الولاية،‮ ‬حيث تعرضت السلطات العمومية بالولاية،‮ ‬وعلى رأسها الوالي،‮ ‬لانتقادات واسعة لفشلها في‮ ‬إنقاذ الشاب عياش محجوبي،‮ ‬الذي‮ ‬تحولت قصته إلى قضية رأي‮ ‬عام في‮ ‬الجزائر‮. ‬ورجحت معظم التحليلات ارتباط الإقالة بحادثة وفاة الشاب عياش محجوبي،‮ ‬حيث تكون وزارة الداخلية قد رفعت تقريرا أسود إلى رئاسة الجمهورية حول تعاطي‮ ‬الوالي‮ ‬مع الحادث الذي‮ ‬استمرت عمليات الإنقاذ فيه عشرة أيام كاملة‮. ‬واحتج مئات الأشخاص أمام مقر ولاية المسيلة،‮ ‬مطالبين برحيل الوالي،‮ ‬بسبب طريقته السلبية في‮ ‬التعامل مع أزمة مأساة محجوبي‮. ‬وحاول المحتجون اقتحام مقر الولاية،‮ ‬غير أن قوات مكافحة الشغب منعتهم من ذلك‮. ‬وأثار‮ ‬غياب الوالي،‮ ‬الحاج مقداد،‮ ‬ابن ولاية البيض،‮ ‬عن مساعي‮ ‬إنقاذ الشاب المسيلي‮ ‬عياش محجوبي‮ ‬انتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي‮ ‬لتأخره الكبير في‮ ‬الوقوف ميدانيا على عمليات محاولة إنقاذ الشاب الذي‮ ‬توفي‮ ‬شهر ديسمبر الماضي،‮ ‬بعد سقوطه في‮ ‬بئر ارتوازي‮ ‬على عمق‮ ‬30‮ ‬مترا تحت الأرض بمنطقة أم الشمل بإقليم ولاية المسيلة‮. ‬وأبدى الشارع المسيلي‮ ‬امتعاضا من تأخر السلطات المحلية بالولاية في‮ ‬التدخل في‮ ‬قضية عياش محجوبي،‮ ‬حيث انتفضت عائلة الضحية،‮ ‬وتم تداول مقطع فيديو لشقيق الضحية وهو‮ ‬ينتقد الوالي‮ ‬وجها لوجه ويتهمه بالتقصير في‮ ‬أداء واجبه‮. ‬واستقبل والي‮ ‬المسيلة الحاج مقداد،‮ ‬ببلخير محجوبي،‮ ‬شقيق عياش محجوبي‮ ‬بعد أيام من وفاة هذا الأخير بعد حادثة الملاسنة الكلامية بين الرجلين،‮ ‬أثناء تفقد المسؤول الأول للولاية لعمليات الحفر لانتشال جثة عياش قبل أيام،‮ ‬واتهامه من قبل شقيق الضحية بالتقصير في‮ ‬تسخير الإمكانيات لذلك‮. ‬ووفق نشطاء نشروا صورة الاستقبال،‮ ‬فإن اللقاء جاء بعد وساطة من أعيان المنطقة للتصالح،‮ ‬وتجاوز الحادثة التي‮ ‬سجل الفيديو الخاص بها انتشارا كبيرا عبر شبكات التواصل الاجتماعي‮. ‬وليست المرة الأولى التي‮ ‬تتم فيها إقالة ولاة ومسؤولين على خلفية أحداث،‮ ‬حيث أمر رئيس الجمهورية في‮ ‬سبتمبر‮ ‬2018،‮ ‬وبموجب مرسوم رئاسي،‮ ‬بتنحية والي‮ ‬البليدة السابق،‮ ‬مصطفى العياضي،‮ ‬من منصبه على خلفية سوء تسييره لأزمة انتشار وباء الكوليرا في‮ ‬إقليم ولايته،‮ ‬على‮ ‬غرار مناطق أخرى من البلاد،‮ ‬وكانت مواقع التواصل الاجتماعي‮ ‬قد ضجت بانتقادات حادة لوالي‮ ‬البليدة،‮ ‬بشأن سلوكه‮ ‬غير المقبول مع مصابة بوباء الكوليرا في‮ ‬مستشفى بالولاية،‮ ‬حيث رفض اقترابها منه وتحدث إليها من مسافة بعيدة‮. ‬وهنا‮ ‬يجزم مراقبون ومحللون بأن رئيس الجمهورية،‮ ‬عبد العزيز بوتفليقة،‮ ‬معروف عنه بأنه لا‮ ‬يتساهل مع أي‮ ‬تقاعس أو اخطاء في‮ ‬التسيير من قبل المسؤولين مهما كان موقعهم،‮ ‬حيث أكد في‮ ‬العديد من الرسائل ومجالس الوزراء التي‮ ‬ترأسها مؤخرا بأنه لا تسامح مع المقصرين،‮ ‬كما ظهر ذلك جليا من خلال الحركات التي‮ ‬أجراها في‮ ‬العديد من المستويات مؤخرا ومنها ولاة الجمهورية‮.‬


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)