الجزائر

بعد صدور ما قاله العطر عن دار المؤلف اللبنانية الصحفي مراد شبين يحكي تسعينيات الجزائر في البحر لا يتذكر



سيصدر الكاتب الصحفي مراد شبين، خلال الأسابيع المقبلة، مجموعته الشعرية الثانية بعنوان البحر لا يتذكر ، عن دار المؤلف اللبنانية، تحمل في طياتها الكثير من الأفكار والمواقف المتعلقة بجزائر التسعينيات. كما علمت الخبر أن المجموعتين ستنزلان ببعض المكتبات الجزائرية قبل نهاية .2010مرّ على صدور الديوان الأول لشبين الموسوم بـ ما قاله العطر ، شهر فقط عن دار المؤلف ببيروت، يصفها صاحبها بأنها: مجموعة قصائد رومانسية تبدو جميعها وكأنها تخاطب شخصا واحدا ربما هي امرأة حقيقية افتقدتها لزمن طويل قبل أن نلتقي مجددا.. أو ربما تكون هذه المرأة هي نفسها الشعر الذي عدت إلى ساحته بعد عقود من الفراق . يقدم الشاعر عصارة أفكاره وأحاسيسه عبر 18 قصيدة، حيث نجح في الهروب من اللّغة الصحفية التقريرية، وانغمس في لغة شاعرية نقية وصافية، توضح معنى الأبيات لجميع القراء باختلاف مستوياتهم، كأن شبين يرفض اللغة المعقدة التي تحيل القارئ إلى القاموس، بدل منحه متعة القراءة، ويبتعد عن الشعر الهلامي الضارب في الإطناب والهلوسة الذاتية، للاقتراب من قصائد بسيطة وهادئة. يخبرنا الشاعر عن نوع شعره بالقول: قصائدي لا تحتفي بنخبِ المثقفين.. لا تسكر في الحانات.. لا تحترف الجلوس في مقاهي الشعراءِ.. لا تدخن السيجار.. بسيطة.. كبسمة الأطفال.. لا تحتمل التأويل . ليشرع بابه على صلاة الحاضر ، شموع العشاء القادم ، رحيق ، سوناتا ، عزف على حد السكين وغيرها.. توجد المجموعة الثانية البحر لا يتذكر حاليا تحت الطبع، وستصدر خلال بضعة أسابيع عن نفس دار النشر، تبدو مختلفة تماما من حيث تنوع مضامينها عن الأولى. نقرأ فيها ما عاشه شبين الإعلامي في جزائر التهديدات بالقتل وزمن التحريم والممنوع، فيقول في قصيدته التي عنون بها إصداره: البحر لا يتذكر الغرقى.. ولا تصغي الرياح.. لحكمة الأشجار.. من منا القتيل؟ من الضحية؟ من تسلق موتنا غدرا لكي يحيا؟ ومن، غدرا، أعد المقصلة . فالشاعر استعار من الجزائر بحرها، ليقول النسيان الذي طال من سقطوا ضحايا الغدر، لهذا تحمل الأبيات الكثير من اللّوم والعتاب، ولكن أيضا الترفع عن الدخول في أي صف من الصفوف: لا تذكروا أسماء من ماتوا.. فللأحياء إحساس بذنب لا يغادرهم.. وللموتى حضور في متاحفنا.. . ويضيف: اختر لك.. أن تلتحي.. أو تستحي.. أو تلبس الطربوش.. أو تشفي غليلك بالقصائد والغناء.. كن ما تشاء.. . يضم بحر شبين الشعري: رسالة إلى نزار ، قصيدة الأيام ، مرثية الأصدقاء ، الإمبراطور الأعمى ، 17 بابا مشرعا على الحياة، يرمقها أبيض.. وأسود فليس ثمة ندم على الماضي، بل إصرار على التواصل مع الوطن بطريقة مختلفة عما هو سائد. ليس ثمة رفض للآخر، بقدر ما هو دمغة يثبتها الشاعر ليقول إنه موجود وإنه لن ينسى رفاق الدرب والحياة، خلافا للبحر الذي لا يتذكر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)