الجزائر

بعد شُبهات وتجاوزات منذ 20 سنة دار الثقافة بالبليدة "تتحرّر" شهر جوان القادم



 بالرغم من انطلاق الأشغال بها سنة 1989، إلا أن دار الثقافة بولاية البليدة، لن تدخلها النشاطات الثقافية قبل شهر جوان المقبل، موعد استلامها، لتكون بذلك من بين المشاريع التي عرفت نسبة تأخرا في الانجاز فاق كل التصورات، بالنظر إلى العقبات التي حالت دون تسليم هذا الصرح الثقافي في الآجال المحددة. تحولت دار الثقافة بمدينة الورود، طيلة السنوات الماضية، إلى مأوى للمنحرفين بعد أن طالته أيادي التخريب جزءا كبيرا من هياكلها التي تم إنجازها في وقت سابق، قبل أن تتوقف نهائيا منذ سنوات بسبب العديد من المشاكل التي لم يظهر إلى السطح منها سوى أن المشروع كان بين يدي عدة جهات. في حين أكدت بعض مصادر "الفجر" أن تعطل المشروع يعود إلى فترة الوالي السابق لولاية البليدة والتي شابتها العديد من التجاوزات، قبل أن تصل إلى أيدي العدالة التي كشفت عن خروقات كثيرة. كما علمت "الفجر" أن مديرية السكن والتجهيزات العمومية التي كانت  المسؤولة على إنجاز المشروع في تلك الفترة لم تتمكن من التحكم فيه بصفة جيدة، بدليل وجود عدة مقاولات داخل ورشة واحدة، وهو ما أسهم في تعطله لفترة أخرى.. قبل أن يظهر مشكل آخر يتعلق بصعوبات تقنية تخص إنجاز المسرح الذي كان من المفترض وجوده، ليقرر المسؤولون بعدها إلغاءه نهائيا وتعويضه بقاعة متعددة الخدمات، في ظل عدم جدوى المناقصات التي أعلن عنها للتكفل بإنجاز مسرح يليق بسمعة ولاية البليدة، بالرغم من أن المشروع عند الإعلان عنه كان يطمح إلى إنجاز مكتبة من خمسة طوابق ومتحف ومسرح، مع تخصيص غلاف مالي لتجسيد المشروع ككل يفوق 206 مليون دينار، ليتحول مع مرور السنوات إلى مرتع لكل أشكال الانحراف. فيما تؤكد بعض الجهات أن عددا من الأشخاص المشبوهين حولوه إلى نقطة لترويج المخدرات السامة، وهذا بالرغم من موقع المشروع الحساس والمتواجد بقلب مدينة البليدة والمحاذي أيضا لموقع شركة الخطوط الجوية الجزائرية. كما أكدت مصادرنا أن المسؤولين السابقين قرروا حينها إجراء دراسة أخرى بهدف التعجيل بالإنجاز، ولو على حساب الشكل النهائي لدار الثقافة التي من المفروض أن يبرز الوجه الحقيقي لمدينة الورود وموروثها الثقافي الممتد لأكثر من 500 سنة . تجدر الإشارة إلى أن المديرية الولائية للثقافة بالبليدة أعادت إحياء هذا المشروع على أمل أن يتم استلامه شهر جوان المقبل، فيما أكد لنا مصدر مطلع   بالبليدة أن الميزانية المخصصة لتجهيزها، والتي قدرت بحوالي 600 مليون سنتيم، تبقى غير كافية، وينتظر إعادة دراستها قبل انقضاء فترة 18 شهرا التي تم تحديدها مع بداية بعث هذا المشروع، والتي حددت شهر جوان المقبل لاستلامه بصفة نهائية بعد تأخر دام قرابة العشرين سنة.  العاقل زهية


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)