الجزائر

بعد زيارتهم إلى المنطقة خبراء أجانب يؤكدون: وادي سوف مرشحة لأن تكون أكبر سوق عالمية للبطاطا


قال رئيس فيدرالية فرنسا للتخطيط وإنتاج البطاطا جيرار كورقان إنه بإمكان ولاية الوادي أن تتحول إلى محطة عالمية كبرى لإنتاج البطاطا، مرجعا ذلك إلى المعطيات الطبيعية غير متوفرة في أكبر المناطق العالمية المنتجة لهذه المادة·· وأكد جيرار كورقان، خلال مداخلته كخبير متخصص في الأيام التقنية للبطاطا المنعقدة مؤخرا بالوادي التي نظمتها الغرفة الفلاحية، إن منطقة الوادي تملك كنزا طبيعيا رئيسيا وهو وفرة المياه، إضافة إلى المساحات الشاسعة من الرمال الذهبية·كما أن الطقس المشمس على مدار السنة يجسد هذه الحقيقة، شريطة تطبيق التقنيات الجديدة في الإنتاج، خاصة منها ما يخص طرائق السقي، داعيا إلى التخلص من السقي بالرش المحوري واعتماد طريقة السقي بالتقطير التي تعطي مردودية أفضل بكثير من غيرها· كما دعا إلى ضرورة تنويع المنتوج من هذه المادة، وعدم اكتفاء المزارعين بنوع واحد، مشيرا إلى أن الفيدرالية دخلت مجال التعاون في هذا الإطار، وذلك من خلال بعث أول تجربة تمثلت في زراعة 9 أنواع جديدة بذور من البطاطا بالجهة التي يصعب كثيرا نجاحها، نظرا للخصائص الجيدة التي تتميز بها الوادي والتي ستساعد، دون أدنى شك، على نمو المنتوج بشكل غير مسبوق، لاعتبارات المناخ الملائم، إذ أن الكثير من الأمراض المعروفة عالميا والتي تفتك بمادة البطاطا غير موجودة بالجهة، حيث تعاني الدول المعروفة بإنتاج هذه المادة من أمراض البطاطا، خاصة منها مرض ''الميلديو'' الذي يتسبب سنويا في خسائر في المنتوج العالمي يفوق أحيانا ال30 في المائة·· وركز المتحدث على أهمية تثمين العمل الجواري بتقريب التقني من الفلاح والممول والتاجر، موضحا أن الفلاح لا يمكنه أن يكون تاجرا أو ممولا أو تقنيا، بل على الأطراف الأخرى السعي للاقتراب من الفلاح وهو الدور الذي يجب أن يكون أساسيا للهيئات المهتمة بالشأن الفلاحي، مشيرا في هذا الجانب إلى أن الفيدرالية التي يرأسها عبارة عن هيئة تعمل في فرنسا من أجل توفير أحسن الظروف لتحصيل الفلاح أكبر منتوج، من خلال وضع إستراتيجية هدفها ضمان أجود أنواع البذور، فيما يبقى التسويق من صلاحيات هيئات أخرى·· في السياق ذاته ذهب الخبير المغربي جمال بورخضار إلى التأكيد أن التربة الحاضنة لمنتوج البطاطا بالوادي صافية من جميع الشوائب التي من شأنها تشويه شكل حبة البطاطا، كما يحدث بمناطق أخرى، مشيرا إلى أنه ناذر أن تتواجد منطقة أخرى في العالم تملك هذا الكم الهائل من المياه ولا تشتكي الندرة منه، كون المصادر الأخرى للمياه كالأنهار التي بدأت في التقلص والتناقص تعد المصدر الرئيسي لتمويل الفلاح بالمياه، فيما تضل السدود موجهة للشرب على حساب الري، مضيفا أن منطقة المغرب العربي تعاني أزمة حقيقية بسبب ندرة المياه، مما تسبب في ترك الأغلبية لهذا المجال·· ويعتقد ذات المتحدث أن تجربة الوادي، في هذا الخصوص ترشحها لأن تكون أكبر منطقة منتجة للبطاطا في العالم العربي، لو نجحت الجهات المعنية في وضع سياسات جديدة في تقنية السقي، خاصة من أجل توسيع المساحة المزروعة، مشيرا إلى طريقة السقي بالتقطير التي ما تزال محتشمة بالمنطقة، رغم أن حجم الإنتاج في الهكتار الواحد إذا ما تم اعتماد طريقة التقطير سينتقل من 70 إلى 170 قنطار مقارنة مع الري المحوري·· وأضاف بورخضار أن الرهان يحب أن يكون على تصدير المنتوج للدول العربية والإفريقية والآسياوية، لأن المستهلك في هذه المناطق لا يهمه الكيف بقدر الكم، وفي السوق الأوروبية لديهم معايير محددة لحجم المنتوج الموجه للاستهلاك بين 40 و75 ملم لطول الحبة، لكن المنتجة بالوادي تفوق هذا الحجم وهذا مطلوب لدى المستهلك العربي والإفريقي، ناصحا الفلاحين بعدم استعمال فضلات الدجاج بالطريقة الفوضوية الحالية، لما فيها من مواد خطرة على التربة والمحصول معا، من حيث الجودة، وعليه يجب تحليل الأسمدة الحيوانية قبل استعمالها·· من جهته جاءت مداخلة ممثل الفاو ورئيس المجمع الفرنسي ''فيديبوم'' إيريك بارجيه لتكشف أن البطاطا أصبحت رابع منتوج استراتيجي عالمي بعد القمح، الأرز والذرة، مما جعل الاهتمام بها عالميا يتزايد لدى الدول والحكومات والمنظمات الدولية التي تعنى بالغذاء، وما جعل منظمة الغذاء العالمي الفاو التي جعلت سنة 2008 سنة عالمية للبطاطا، بغية جعل هذه الزراعة عاملا من عوامل تقدم الشعوب الفقيرة، تحتفل بها بوضع برنامج لتنمية المناطق المؤهلة لتوسيع التجربة فيها·· وتوقع بارجبيه أن تصبح الجزائر من أهم المنتجين للبطاطا لو أحسنت استغلال الإمكانات الموجودة، خاصة في منطقة الوادي المؤهلة أكثر من غيرها لأن تكون رائدة بالنظر للخصائص المتفردة بها، مضيفا أن الخارطة العالمية ذاهبة للتغير بشكل تدريجي بوجود مناطق إنتاج جديدة منافسة للمناطق التقليدية، فترتيب الدول الأولى المنتجة للبطاطا في العالم وهي الصين، روسيا، أوروبا، أمريكا الشمالية ثم الجنوبية، إستراليا، جنوب إفريقيا، شمال إفريقيا يمكن أن يتغير تبعا للظروف المناخية ووجود عوامل متميزة بمنطقة وادي سوف تحديدا التي تستطيع أن ترفع من القدرات الإنتاجية لو تستغل الأنواع الجيدة للبذور مع ما تنفرد به الجهة من خصائص نادرة من شأنها مضاعفة الإنتاج·
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)