الجزائر - Revue de Presse

بعد خمسين سنة من الاستقلالزغيدور وكيمينو يصدران ''الجزائر بالألوان''




جددت روسيا أمس تأكيدها استخدام حقها في النقض ضد أي مشروع لائحة حول الازمة السورية تعتبره ''غير مقبول'' ولا يتماشى مع موقفها الأولي من أزمة استعصى على المجموعة الدولية حلها بعد عشرة أشهر من اندلاعها.
وأكد فيتالي تشوركين السفير الروسي في الأمم المتحدة أن بلاده ''سترفع ورقة الفيتو ضد أي نص غير مقبول'' في اشارة واضحة إلى أن بلاده متمسكة برفضها لأي قرار يطالب الرئيس الأسد بالرحيل أو يخول استخدام القوة العسكرية ضد نظامه.
وجاءت تصريحات السفير الروسي في وقت تستمر فيه معركة دبلوماسية حادة في أروقة مجلس الأمن في مسعى للخروج بأرضية توافقية حول كيفية معالجة الازمة السورية المستفحلة.
وفشل المجلس الاممي مجددا في إصدار لائحة تدين نظام الرئيس بشار الأسد بعدما رفضت موسكو وبكين المبادرة العربية الجديدة التي تضمنت نقل سلس للسلطة في دمشق عبر تنحي الرئيس بشار الأسد من منصبه وتسليمه كل صلاحياته لنائبه لفتح المجال أمام تشكيل حكومة وفاق وطني تتولى مهمة الإعداد لانتخابات عامة.
ولكن موسكو التي رفضت المبادرة وكل مشروع لائحة يطالب بتنحي الرئيس الأسد أشارت على لسان غينادى غاتيلوف نائب وزير خارجيتها ان المباحثات تتواصل في الأمم المتحدة من اجل التوصل إلى نص مقبول من الجميع يساهم في إيجاد تسوية سياسية في سوريا. وأكد انه بسبب ذلك لن يجرى أي تصويت في الأيام القادمة على أي مشروع قرار بشأن سوريا.
وهي التصريحات التي رأى وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبي أنها تضمنت نوعا من الليونة في الموقف الروسي واعتبر انه ''وللمرة الاولى جاء موقف روسيا ودول ما تعرف بمجموعة ''بريكس'' اقل صلابة'' مما أعطى الاعتقاد في إمكانية تمرير المبادرة العربية لتسوية أزمة تجاوز عدد القتلى منذ اندلاعها قبل عشرة أشهر عتبة 6 آلاف قتيل.
وهو ما يطرح التساؤل إلي أي مدى يمكن ان تصل درجة ليونة موسكو في التعامل مع هذه الازمة رغم أنها وضعت خطوطا حمراء حذرت من تجاوزها في نفس الوقت الذي حددت الدول العربية ومعها الغربية مطالبها بضرورة تنحي الرئيس الأسد؟
ثم هل يمكن التوصل إلى نقاط توافقية بين الموقفين الروسي والغربي علما ان الغرب ومعه جامعة الدول العربية اقتنعا بأنه لا حل للازمة السورية دون رحيل الأسد؟
وتجد مثل هذه التساؤلات مصداقيتها خاصة وان موسكو والى غاية الآن ترفض التخلي عن آخر حلفائها في المنطقة ولا تريد تكرار السيناريو الليبي الذي افقدها اهم حلفائها العرب وتعتبر ان أي حل للازمة السورية يجب ان يتم عبر الحوار بين السلطة والمعارضة.
وجددت موسكو موقفها الرافض لأي تدخل عسكري على لسان نائب وزير خارجيتها الذي اكد ان ''الخبراء يواصلون محادثتهم حول مشروعي لائحتين احدهما روسي والثاني مغربي''. وأكد ان المقترح المغربي غير مقبول بالنسبة لموسكو بمبرر انه يتضمن مقترحات بفرض عقوبات على سوريا إضافة إلى أخرى يمكن فهمها على أنها دعوة إلى التدخل العسكري.
وبالتزامن مع ذلك تستمر أعمال العنف بمختلف المدن السورية بحصد مزيد من الأرواح لتتعدى الحصيلة عتبة 6 آلاف قتيل في ظرف عشرة أشهر.
واكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان ثمانية مدنيين و15 جنديا قتلوا أمس في مدينة حمص خلال اشتباكات بين قوات الأمن النظامية وجنود منشقين.
وأضافت المنظمة الحقوقية ان ثلاثة أشخاص من بينهم طفل لقوا مصرعهم برصاص قوات الأمن في محافظة دمشق بينما قتل شخص برصاص قناصة في محافظة ادلب الجنوب الغربية.
من جهة أخرى أشارت المنظمة إلى انشقاق 50 جنديا في صفوف الجيش النظامي من بينهم 30 جنديا في العاصمة دمشق.

خمسون سنة بعد الاستقلال، وما تزال الشهادات حول هذه الثورة المجيدة تنهمر كالسيل الغزير الذي لا ينضب أبدا، أبعد من ذلك، فقد تزيد مياهها سواء من الطرف الجزائري وحتى من الجانب الفرنسي بعد مرور نصف قرن من نهايتها، وما كتاب ''الجزائر بالألوان :1954-,1962 صور المجندين أثناء الحرب''، إلا دليل على ذلك، حيث قام المجندون الفرنسيون بالتقاط صور عن الجزائر في تلك الفترة الحرجة ليجد بعضها مكانا في مؤلف لسليمان زغيدو وترامور كيمينور عن دار نشر ''لي آران''.
لم يصوّر المجنّدون الفرنسيون صورا عن الحرب التحريرية الجزائرية، بل اخذوا صورا بالألوان عن هوامش هذه الحرب مثل تصويرهم للقصبة والحياة اليومية للشعب الجزائري المستعمر آنذاك وللمناظر الطبيعية الخلاّبة التي يزهر بها البلد، وحتى صور عن الحياة اليومية للمجندين أنفسهم  وقمعهم  للمدنيين.
ولكن هل صورّ المجندون العمليات العسكرية لحرب مات فيها الكثيرون وسالت فيها دماء غزيرة؟ أما عن عدد المعطوبين الكبير فحدث ولا حرج، لا لم يحدث، ذلك فقد شددت قوات الاحتلال القبضة ومنعت تصوير عملياتها العسكرية في الدول المستعمرة منذ حربها في الفيتنام، إلاّ أنّه ومع ذلك فإنّ آثار الحرب تظهر جلية في 350 صورة من الكتاب، فها هي صورة جندي يبتسم ويظهر من خلفه جبل تشتعل فيه النار، وها هي صورة لامرأة في قرية غاب عنها الرجال، وصورة ثالثة حول محتشد المستعمر تحيط به أسلاك حديدية مكهربة.
وتكون هذه الصور بدورها شاهدة على حرب الجزائر وان كان ذلك بطريقة غير مباشرة، فهي تظهر حسب أحد مؤلفيّ الكتاب، ترامور كيمينور، مظاهر من الجزائر الفرنسية في المدن والقرى كالمدارس والمزارع ومشاهد أخرى تبرز تأثر الجزائر السطحي بالثقافة والبصمة الفرنسية.
أما سليمان زغيدور، فعلّق بدوره على هذا الحدث عائدا بذكرياته في هذا السياق، إلى عهد الاحتلال قائلا: ''أتذكر عندما كنت صغيرا، توقفت سيارة جيب أمامي وخرج عسكري منها وطلب مني أن ابتسم وفي نفس الوقت كان يعدلّ من عدسة آلته للتصوير، فابتسمت والتُقطت لي الصورة ومن ثم غادر العسكري أما أنا فلم أشاهد الصورة أبدا''.
واليوم يكتب سليمان في مؤلف ''الجزائر بالألوان: 1954-,1962 صور المجندين أثناء الحرب''،  عن ضرورة قراءة هذا التاريخ بأربع أعين وكتابته بأربع أياد. مضيفا أنه في العمق يجب استعادة الذاكرة وتقديم شهادات والتفكير لشخصين اثنين.
للإشارة، جاء في موقع ''فرانس تيفي'' أنه في فترة 1954-,1962 تم استدعاء مليون ونصف مجند فرنسي إلى الجزائر للقيام بحرب ليس لها اسم، وقام بعضهم وبواسطة أجهزة تصوير صغيرة وجيدة النوعية  (ليكا ـ فوكا) والتي تحمل صور سالبة ملونة ''كوداكروم''، بأخذ صور ملونة عن الجزائر ليتم تجميع 350 صورة من بين ألفي صورة ارسلها مجهولون إلى قناة ''فرناس أنفو'' و''فدرالية المجندين القدامى بالجزائر'' في كتاب جميل. وأضاف الموقع أن هذه الصور مهمة جدا بحيث لم يهدف المصورون المجندون إلى إظهار أو إخفاء أشياء، بالإضافة إلى أن أخذ هذه الصور لم يكن لها دافع سياسي، بل تشكّل شهادة بنظرات واقعية وفريدة من نوعها حول الحياة اليومية لتاريخ من الصعب الحديث عنه وحول عالم لم يعد له وجود اليوم، لتفجر بساطة هذه الصور كل مآسي هذه الحرب.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)