يستعد مركز تعليم اللغات التابع لجامعة الجزائر 2 لإدارج تعليم اللغة التركية والصينية ضمن اللغات المسجلة في المركز، وهذا بعد تجربة إدراج اللغة الكورية السنة الماضية. ويأتي إدراج تعليم التركية في المركز الذي يقدم تكوينا في اللغات الأجنبية بعد تزايد الطلب على تعلم اللغة التركية، والتي تأتي بدورها نتيجة اكتشاف الجزائريين لهذا البلد الذي صار يبحث عن موطئ قدم في الساحة الدولية.
صارت اللغة التركية تستقطب اهتمام شرائح واسعة من الجزائريين، خاصة شريحة الطلبة والتجار، الذين يتنقلون بين الجزائر وتركيا بعد أن صارت اسطنبول الوجهة الأولى سياحيا لهم هذا الصيف.
ورغم عدم توفر أرقام ثابتة ودقيقة لدى وزارة السياحة إلا أن أغلب الوكالات السياحية، خاصة تلك المتواجدة في العاصمة أكدت أن ما بين 40 و60 في المائة من الحجوزات التي تمت هذا العام كانت باتجاه تركيا كأول بلد يفضله الجزائريون لقضاء عطلتهم الصيفية، رغم ارتفاع تذاكر السفر وتكاليف الرحلة التي زادت بمقدار أكثر من 40 في المائة عن العام الماضي تحت تأثير الأزمة الاقتصادية، حيث تكلف رحلة إلى تركيا الفرد الواحد ما لا يقل عن 60 ألف دج دون حساب قيمة تذاكر السفر.
وإن كانت تركيا وجهة سياحية اكتشفها الجزائريون مؤخرا بعد الظروف التي عرفتها كل من مصر وتونس، اللتين كانتا في السابق على رأس اهتمامات الجزائريين، فإن العودة القوية للثقافة التركية إلى الجزائر تأتي نتيجة عدة أسباب منها الدراما، فالجزائريون اكتشفوا تركيا عبر المسلسلات التلفزيونية التي أعادت عهد الذاكرة المشتركة للتواجد التركي في الجزائر، فقد كانت تلك المسلسلات النافذة التي أعادت الكثير من العادات والكلمات وحتى الأكلات المنتشرة في الجزائر إلى أصلها التركي، كما كانت التجارة والسلع القادمة من اسطنبول نافذة أخرى دعمت المخيال الجمعي بثقافة جديدة هي خليط من الثقافة الإسلامية والقيم الحداثية التي يبحث البعض فيها عن خلاص للمشاكل التي نتخبط فيها، حيث صار الحجاب التركي علامة جديدة للأناقة في محلاتنا التجارية، وأدوات الزينة المنزلية علامة حداثية في الديكور البيتي، وغيرها من السلع التي يحملها “البزناسية” ويحملون معها ثقافة جديدة.
كما يشكل العامل السياسي والصورة التي تريد تركيا أن تسوق بها نفسها للعالم كقوة جديدة على رأس الأسباب التي زادت من الاهتمام بتركيا كثقافة ولغة عند الجزائريين، حيث صارت صورة الزعيم التركي، طيب رجب أردوغان، الصورة المثلى للسياسي الناجح عند شريحة كبرى من الجزائريين، خاصة وهو يتابع يوميا النكسات المتوالية وتراجع الدور الريادي للدبلوماسية الوطنية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/09/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : زهية م
المصدر : www.al-fadjr.com