تواجه 13 عائلة مصيرا مجهولا، بحيث اتخذت من مصنع مهجور ببرج الكيفان شرقي العاصمة سكنا لهن رفقة أطفالهن، وذلك بعد إقصائهن من عمليات الترحيل بعين المكان في الفترة الماضية. وتعيش هذه السيدات حياة بائسة في مصنع مهجور ببرج الكيفان يفتقد لأدنى مقومات الحياة، بدءا من القذارة التي تحيط بالمكان أين تتجمع الأوساخ والقاذورات الصلبة بالمكان والتي جعلت المكان يغرق بروائح كريهة تخنق الأنفاس، ناهيك عن الأمراض التي أصيبوا بها جراء مبيتهم بمكان لا توجد به المرافق التي يحتاجون إليها من مرحاض وحمام يستحمون به. ولم يقتصر الأمر على هذا، فما زاد من معاناة هؤلاء هو البرد الشديد الذي بالمصنع، أين تنخفض درجات الحرارة لمستويات متدنية تجعل هؤلاء النسوة يصارعن برودة الطقس رفقة فلذات أكبادهم الصغار، أين ضاقت هؤلاء النسوة ذرعا من الأمر المفروض عليهم منذ شهور، بحيث تم إقصائهن من عمليات الترحيل بالعاصمة أين كن تقطن بحي قصديري مسته عمليات الترحيل، لتصطدم هؤلاء بالإقصاء بوضعهن الاجتماعي كونهن مطلقات ويتوجب إجراءات أخرى في حالة كهاته لتمكينهن من الحصول على سكن، وهو الأمر الذي ضاعف من معانتهن بعد أن تم القضاء على السكنات القصديرية التي كن بها، أين وصفت السيدات بأن وضعهم بات أكثر سوءا من ذي قبل حينما كن ببيوت القصدير، أقله كانوا يشعرون بالحماية والأمان وسط الأهالي والجيران المحيطين بهم، حيث أن المصنع المهجور المتواجد بمكان منعزل بإحدى الضواحي أين تخشى هذه الأخيرة على سلامتهن وسلامة أبنائهن من الكلاب الضالة والاعتداءات من طرف المنحرفين والذين يترددون على المكان لتعاطي الممنوعات، وهو ما جعل هؤلاء النسوة يصارعن للحصول على بر الأمان، بحيث تتداولن على الحراسة ليلا بالتناوب لتمكين بعضهن من النوم بأريحية، وهو الأمر الذي أصابهن بالأرق أين لا يستمتعن بالنوم الهنيء والمريح. وإضافة إلى ذلك، فإن المكان المهجور تتجمع به الجرذان والقوارض و هو ما يهدد الأطفال، أين تعشش هذه الأخيرة جنبا إلى جنب معهم مهددة بذلك الأطفال ومعرضة صحتهم للخطر. ومن جهة أخرى، فإن هؤلاء النسوة ليس لهن دخل بحيث يصارعن للحصول على لقمة العيش اليومية. ومن جهته، فإن هؤلاء ترددن على الولاية للتكفل بهن وأطفالهن، غير أنهن لم يجدن آذانا صاغية، بحيث لم يجدن سبيلا لتكفل السلطات بمطالبهن المتمثلة في تزويدهن بسكنات لائقة تضمن لهن كرامتهن كبشر وتضمن لهم الراحة والطمأنينة هم وأبنائهن، بحيث رفعت هؤلاء النساء المقصيات من الترحيل شكاويهن للسلطات الولائية لأجل النظر في أمرهن وانتشالهن من الوضع البائس الذي يفرض نفسه عليهن منذ شهور دون مؤشرات حول مصيرهن الذي يبقى مجهولا لغاية الساعة بسبب رفض الطعون التي قدمنها للولاية غداة إقصائهن من عمليات الترحيل، ليبقى أملهن قائما للحصول على سكنات لائقة في أقرب الآجال للحد من البؤس والحرمان الذي يتخبطون به.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/03/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عائشة القطعة
المصدر : www.alseyassi.com