الجزائر

بعد أن ظلتا مغلقتين لسنوات إعادة تأهيل قاعتي سينما العاليا والحمراء



بعد أن ظلتا مغلقتين لسنوات إعادة تأهيل قاعتي سينما العاليا والحمراء
ستخضع كل من قاعتي سينما “العاليا” و«الحمراء” المتواجدتين بمدينة سكيكدة، إلى إعادة تهيئة، تأهيل وترميم شاملة، بعد ما قررت الجماعات المحلية تخصيصها كلية لصالح قطاع الثقافة، حسبما صرح به ل “المساء” السيد عبد العالي قودير، مدير الثقافة للولاية الذي أضاف أن الأشغال التي رصد لها غلاف مالي جد معتبر ستنطلق خلال الأيام القادمة، إذ سيتم تهيئتها وتجهيزها بالكامل حسب مواصفات قاعات السينما العالمية، على أن تكون جاهزة قبل نهاية سنة 2013 على أكثر تقدير.
قاعة “العالية” المعروفة عند السكيكديين باسم سينما “إيدان”، الواقعة بنهج “إبراهيم معيزة” بمحاذاة محطة القطار، تمّ غلقها منذ أكثر من 05 سنوات لكون عملية وضعها في المزاد العلني للإيجار عن طريق التسيير الحر لم تكن مجدية، بسبب وجود منافس واحد، أمّا قاعة ‘'الحمراء'' المعروفة باسم سينما “الكوليزي'' التي تتّسع ل 650 مقعدا والمتواجدة على مستوى نهج “طاهر جواد” المشهور بحي “النابوليتاني” العتيق، والتي تعود إلى الفترة الاستعمارية الأولى، فقد تمّ غلقها بسبب حالتها المتردية والمزرية للغاية، بسبب الإهمال الكبير الذي تعرضت له من قبل الجماعات المحلية وكذا لتسرّب المياه بداخلها..
للتذكير، يوجد بولاية سكيكدة 09 قاعات للسينما موزّعة عبر بلديات سكيكدة، القل، الحروش وعزابة، منها 06 قاعات تتواجد بعاصمة الولاية بطاقة استيعاب تقدر ب 3852 مقعدا، كلّها مغلقة منذ أكثر من 05 سنوات، 03 منها أغلقت بقرار من والي سكيكدة السابق، بعد ما كانت مسيرة من قبل خواص حوّلوها إلى غير الغرض الذي أنشئت من أجله، في حين أعيدت قاعة ‘'روسيكادا'' (ريالطو سابقا) والمتواجدة بشارع الأقواس ديدوش مراد وسط المدينة، إلى ملاكها الأصليين طبقا لقرار الوالي رقم 1370 المؤرخ في 18 / 10 / 1995، لتظلّ هي الأخرى جسدا بلا روح، وفيما يخصّ القاعة السينمائية البلدية الوحيدة المتواجدة بعزابة شرق سكيكدة، والتي تتّسع لحوالي 300 مقعد، فإنّها ما تزال ولأكثر من 15 سنة مغلقة، بينما اقتصر نشاط قاعة سينما ‘'شولوس'' بالقل على نشاطات لا علاقة لها بالسينما، ناهيك عن افتقارها للتجهيزات الضرورية،
ليبقى في كل هذا عشاق الفن السابع بسكيكدة متعطشين لأن تعود الروح لكل قاعات السينما..
وفي سياق آخر، استفاد المسرح الجهوي لمدينة سكيكدة من عملية إعادة تهيئة وتجهيز فضاءاته، وحسب مدير الثقافة للولاية، فإن الدراسة المتعلقة بهذه العملية انتهت، على أن تنطلق الأشغال قريبا، ويرى ذات المتحدث بأن عملية الترميم التي تستدعي دراسة جد معمقة بحاجة إلى متدخلين أكفاء من أصحاب الاختصاص، وذلك عبر جميع مراحل عملية التهيئة، نظرا للطابع الجمالي والفني والمعماري الذي يتميز به هذا الصرح الثقافي المتميز.
ونشير هنا إلى أن المسرح الجهوي لمدينة سكيكدة الذي يتربع على مساحة إجمالية تقدر بحوالي ألف متر مربع، قد تم تشييده سنة 1948 مباشرة بعد الانتهاء من بناء الحي النابوليتاني، وذلك من قبل المهندس المعماري شارل مونطالو، حيث شيد على الطابع الهندسي الإيطالي القديم، وهو مستوحى تماما من قصور الإمبراطورية الرومانية المقدسة التي تعود إلى العصور الوسطى، إذ تم تشييده بالحجارة الزرقاء، ناهيك عن النقوش المتقنة التي تزّين أعمدته الأربعة العملاقة التي تسند الواجهة الرئيسية للمبنى، وكذا الأقنعة الساخرة بملامح مكرة مستمدة من الفن الباروكي، بالإضافة إلى زخارفه، لاسيما على مستوى السقف الذي يتوسط القاعة، وهي نفسها الزخارف التي تزين قاعة الأوبرا بروما.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)