بعد أن صنع سكان المناطق الداخلية للمناسبة طقوسا خاصة العاصميون على موعد لخوض تجربة ثلجية ممتعة

يصنع تساقط الثلوج المتوقع على العاصمة والمناطق الساحلية من الوطن جوا من البهجة والسرور في نفوس الصغار والكبار على حد سواء، وإن كانت هذه الأجواء فريدة من نوعها بالنسبة للمقيمين بالعاصمة، فإن سكان المناطق الداخلية التي تشهد مثل هذه الظاهرة سنويا، قد صنعوا لأنفسهم تقاليد خاصة من أكلات أصبحت تتعلق بهذه الأجواء وتعمل على مساعدتهم على تحمل برودة الطقس. تختلف طقوس الجزائريين في الأجواء الثلجية من منطقة إلى أخرى، فسكان المناطق الشرقية يغتنمون فرصة تساقطه لتحضير “جاري فول” و”العيش” اللذين يقدمان كوجبات ساخنة لمواجهة برودة الجو، أما سكان الهضاب العليا  فيتميزون بتحضيرهم للبلوط المشوي على نار الموقد، والذي عادة ما يحرص كبار العائلة على تقديمه للأولاد باعتباره غذاء فعالا لتدفئة الجسم. وتعد الشخشوخة بلحم البقري من أهم الأطباق التي يحضرها سكان المنطقة، ويشترك القاطنون بسطيف مع غيرهم بتحضير القمح المطبوخ في الماء المغلى ليتسلى الصغار بأكله، في حين تعرف أسواق العاصمة هذه الأيام رحلة بحث عن “القسطل” الذي يعرف ندرة حادة بعد أن انتقل إليهم شغف سكان الشرق به. أما منطقة القبائل التي يعيش سكانها سنويا مثل هذه الأجواء الثلجية الباردة، فتتمثل عاداتهم في أكل الثوم المحمر على المدفئة المنزلية للاستفادة من فوائده التي يقولون أنها تتمثل في الحفاظ على ثبات حرارة الجسم، وبما أن أكثر الفواكه الموسمية انتشارا في فصل الشتاء هي البرتقال، يقوم بعضهم بأكلها بعد التسخين للاستفادة من منافع أكثر. وبعد أن خيبت النشرات الجوية التلفزيونية الجزائرية آمال المواطنين في مرات كثيرة، فقد غير الكثيرون وجهتهم هذه المرة وأصبحوا يتابعون بشغف أحوال الطقس عبر مواقع الأنترنت وصفحات الجرائد، وكلهم أمل في تحقق هذه التنبؤات للتمتع بمنظر طبيعي فريد لم يشهدوه منذ سنة 2005 تاريخ آخر احتكاكاتهم مع الثلوج، حيث خرج الجميع إلى الشارع للعب بالثلوج والتقاط الصور التذكارية، لتكون هذه ثاني مرة يعيش فيها الصغار الأجواء نفسها التي تغنيهم عن التوجه إلى الجبال والمرتفعات ككل عام للتمتع بالطبيعية البيضاء، حيث يحضر العديد من العاصميين أنفسهم لصناعة رجل الثلج الذي لطالما حلموا بتحوله من خيال إلى حقيقة ملموسة.  إيمان مقدم