في الوقت الذي تجرع فيه المدرب الوطني ورئيس الفاف واللاعبون ومعهم الجمهور الكروي مرارة العودة المبكرة من جنوب إفريقيا، كثرت التساؤلات حول مصير العارضة الفنية ومستقبل منتخبنا الذي سيشرع بدءا من شهر مارس القادم في التنافس على ورقة المونديال البرازيلي، وفيما إذا كان سيستطيع تجاوز هذه الكبوة والتطلع إلى غد أفضل خاصة عندما يتعلق الأمر بتأشيرة المونديال.
ولقطع الطريق أمام كل الفرضيات والاحتمالات المطروحة، فقد تسارعت الأحداث بشكل لافت قبل أن ينهي منتخبنا مهمته في جنوب إفريقيا بإجراء اللقاء الشكلي الثالث أمام كوت ديفوار، ويبقى تثبيت المدرب حليلوزيتش في منصبه والاحتفاظ به أهم حدث أثار العديد من ردود الفعل المتباينة حول ضرورة مواصلة البوسني لمهامه من عدمها.
غير أن العارفين والمطلعين بل والمتابعين لمواقف الرئيس روراوة من هذه القضية، وجدوا في تجديده الثقة في هذا المدرب أمرا منطقيا، إذ أن الكل يتذكر ما قاله حليلوزيتش قبيل بداية المنافسة الإفريقية عندما هيأ الشارع الكروي الجزائري إلى إمكانية خروج الخضر في الدور الأول، وهو التصريح الذي زكاه الرئيس روراوة عندما أعلن بأن البوسني سيبقى على رأس منتخبنا الوطني.
وإذا اعتمدنا على منطق الأشياء وصعوبة تغيير مدرب قبل حوالي شهر من موعد هام وهو التصفيات المؤهلة للمونديال، أمكننا اعتبار خيار روراوة صائبا، طالما وأن المسؤول التقني الذي سيخلف حليلوزيتش سيحتاج إلى وقت طويل لإعادة ترتيب بيت الخضر تقنيا ونفسيا.
الاحتفاظ بالبوسني سلاح ذو حدين
إذا كانت خرجة حليلوزيتش الرسمية في منافسة من حجم كأس إفريقيا انتهت بصدمة كبيرة وبفشل ذريع باعتراف المعني بالأمر ومن ورائه الرئيس روراوة وكل الملاحظين الذين يتابعون مشوار الخضر، فإن ما يشغل بال الجميع هو مدى قدرة هذا المدرب على استدراك ما فاته، وماذا عساه أن يغير قبل شهر من موعد البنين. هل يقتنع بضرورة الاستنجاد ببعض اللاعبين الذين يملكون التجربة على منوال المبعدين من قائمة المونديال الفائت، أم أنه سيتشبث بمبادئه في مواصلة العمل مع عناصر تفتقد إلى التجربة والحنكة التي تصنع الفارق في مثل هذه المواعيد الهامة؟
ما يمكن التأكيد عليه هو أن المدرب حليلوزيتش سيرافق الخضر في مغامرتهم التأهيلية للمونديال القادم ومعهم ستظل الأسئلة مطروحة حول قدرته على إصلاح ومعالجة النقائص التي حالت دون بروزنا بالوجه اللائق، وهل يستطيع تعويض الخيبة بالنجاح، وهو الذي كان يحمل الكثير من الآمال والوعود حول العناصر التي اختارها لخوض أول تجربة له منذ حوالي عامين من قدومه.
وانطلاقا من كوننا غير مؤهلين لمناقشة قرار الرئيس روراوة بالإبقاء على هذا المدرب، فإن ما نخافه هو أن يتكرر فشله مرة أخرى ويحرمنا من نشوة التواجد والمشاركة في تظاهرة المونديال التي عدنا إليها سنة 2010، وعندها لسنا ندري ما هي المعاملة التي سيلقاها هذا المدرب الذي وُفرت له جميع الإمكانات.
وفي كل الأحوال سيكشف لنا المستقبل إن كان قرار الابقاء على البوسني هو الأنسب لتشكيلة عجزت عن البروز والتألق في العرس الإفريقي، أم أن خيار التخلي عن خدماته هو الذي كان يجب أن ننهي به كابوس المشاركة الجزائرية في جنوب إفريقيا.
حسن. ب
![if gt IE 6]
![endif]
Tweet
المفضلة
إرسال إلى صديق
المشاهدات: 2
إقرأ أيضا:
* هوبير فيلود: “المنتخب الجزائري يشكو من غياب قائد"
* تحسبا لكأس إفريقيا للأمم 2013 (أقل من 20 عاما).. المنتخب الوطني في تربص تحضيري منذ أمس بالعاصمة
* يونس افتسان ل “الجزائر نيوز": إبعاد حليلوزيتش ليس حلا
* الخضر في مواجهة الطوغو اليوم.. هل حان موعد الإقصاء من الكان؟
التعليقات (0)
إظهار/إخفاء التعليقات
إظهار/إخفاء صندوق مربع التعليقات
أضف تعليق
الإسم
البريد الإلكتروني
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : التعليق تصغير تكبير
المصدر : www.djazairnews.info