الجزائر

بعد أن استوفت إجراءات السفر للبقاع المقدسة طقوس التحضير للحج تكلف العائلات 20 مليون سنتيم



بعد أن استوفت إجراءات السفر للبقاع المقدسة              طقوس التحضير للحج تكلف العائلات 20 مليون سنتيم
يستعد حجاجنا الميامين، هذه الأيام، للتوجه إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج. ويختلف هذا الاستعداد من منطقة لأخرى باختلاف عادات كل منطقة من ولايات الجزائر، إلا أن المشترك بينهم هو المبالغة في مصاريف تحضيرهم لهذه المناسبة ودفعهم لأموال باهظة لتغطية نفقات الحج.فريضة الحج فرصة العمر التي ينتظر كل مسلم أن تتسنى له، لدرجة أن البعض يواظب على  توفير المال طيلة حياته في انتظار هذه المناسبة الهامة. وبالرغم من أن تكاليف السفر باهظة جدا لا يستطيع الأغلبية تحملها، إلا أنها لا تمنعهم من إضافة مصاريف أخرى جعلوها ضرورية.الهدايا للأهل و الجيران، مستلزمات للسفر، أواني وفرش جديد للمنزل، مأدبة غذاء الوداع والعودة الفاخرتين.. كلها تتطلب مبالغ مالية لا يستهان بها قد تفوق في كثير من الأحيان 20 مليون سنتيم، الأمر الذي جعل فريضة الحج حملا ثقيلا على العديد من العائلات التي لم تكد تلفظ أنفاسها من مصاريفه الرسمية التي فاقت 25 مليون سنتيم للفرد الواحد.   هدايا سعودية...  ماركات جزائريةوجد العديد من الجزائريين ضالتهم في الأسواق الجزائرية لاقتناء الهدايا للأهل والأحباب، عوض تحميلها من المملكة العربية السعودية بحثا منهم عن السعر الميسور وتسهيل نقلها، لذا تجد الكثير منهم يتجه للأسواق الشعبية كـ "بومعطي، باش جراح، ساحة الشهداء.." وغيرها لاقتناء الأقمصة، السجادات، الخمارات، الحناء، السبحات) وغيرها من الهدايا التي تعوَد الجزائريون على إحضارها من البقاع المقدسة.(سميرة. ك) هي إحدى السيدات التي تستعد للحج هذه السنة، التقينا بها في سوق باش جراح، وقد ملأت حقيبتها بأكثر من 50 قميصا. وعن ذلك قالت:"أفضل أن أحضر كل شيء قبل ذهابي،لأنني أنوي التفرغ للعبادة ولا أريد تضييع وقتي في الأسواق هناك". وأضافت قائلة:"كما أنني أبحث هنا عن السعر المناسب الذي ربما لن أجده في أسواقهم". وخلال جولتنا في نفس السوق صادفنا الحاج علي، الذي سبق أن أدى فريضته سابقا. أخبرنا عن هذه العادة قائلا:"لقد أديت الحج ثلاث مرات، وكل مرة أذهب فيها آتي إلى هنا لشراء الهدايا فذلك يكلفني أموالا أقل، ناهيك عن مشقة تحميل كل تلك الهدايا من الخارج".مأدبة فاخرة للأهل والأقاربجرت العادة أن يقوم الحجاج بإقامة مأدبة غذاء يدعون فيها كل الأهل لتوديعهم قبل الذهاب، ونفس المأدبة تتكرر عند عودتهم. والمميز لهذه العادة هو الإسراف والبذخ في اختيار أشهى الأطعمة أغلاها، إضافة إلى التنويع فيها لدرجة تصل إلى التباهي أحيانا. وفي ذات السياق أخبرتنا الحاجة رزيقة أنها بالرغم من تكرر حجها عدة مرات إلاَ أنها تحرص على دعوة جميع عائلتها للغذاء قبيل أيام من سفرها، مبررة ذلك بمحافظها على العادة، قائلة:"عزيمة الحج أمر ضروري اعتدنا فعله منذ زمن، كما أن واجب الضيافة يستدعي الحرص على إعداد العديد من الأطباق حسب أذواق المدعوين". أما البعض فيفضلون الذبائح لإطعام ذويهم نظرا لعددهم الكبير. وفي هذا الصدد تحدثنا إلى أحد الجزارين في العاصمة الذي أخبرنا "إن الإقبال على اللحوم بكل أنواعها يتزايد هذه الأيام،    خاصة من طرف المقبلين على أداء فريضة الحج بغرض إقامة مأدبة الوداع". كما أخبرنا أن العديد منهم كلفه بتقطيع الخروف الذي قام بذبحه لهذه المناسبة.إعادة فرش البيوت بأبهى الحللتستعد النساء عادة، قبل أيام من السفر لأداء فريضة الحج، بتنظيف منازلهن وإعادة فرشه، وهن تحرصن بذلك على اختيار أرقى الأفرشة وأجملها. وفي ذات السياق تؤكد لنا (سميرة.ك) أنها قامت بتغيير كل ديكور منزلها من أفرشة وستائر و زرابي لتستقبل الضيوف المهنئين بعد عودتها من السعودية. أما (فضيلة.م) فقد أخبرتنا أنها أوصت عائلتها بالتكفل بالأمر بعد سفرها قائلة:"لم يتسنى لي الوقت للتسوق وشراء تلك المستلزمات، لذا تركت المال لعائلتي التي ستتكفل بكل شيء أثناء غيابي". فيما تصل رغبة بعضهن في التباهي إلى اقتراض المال من الأقارب لغرض تزيين المنزل وإعادة تأثيثه. وعن هذا يقول (عمر.ك):"لقد فوجئت عندما أخبرتني زوجتي أنها قامت باقتراض المال لتغطية نفقات الديكور الجديد،الأمر الذي ضايقني كثيرا، غير أنها تحججت بالعادات التي تلزمها فعل ذلك".إيمان مقدم    
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)