الجزائر

بعد 62 سنة من الاستقلال.. معاناة من نوع خاص تذّكر السكان بآلام المستعمر الفرنسي



بعد 62 سنة من الاستقلال.. معاناة من نوع خاص تذّكر السكان بآلام المستعمر الفرنسي
يعيش سكان المحتشدات والتجمعات السكنية المبنية بالقصدير والمتواجدة عبر أقليم ولاية البويرة كمحتشد بلدية المقراني التابع لدائرة سوق الخميس الواقعة على بعد حوالي 40 كلم غرب مقر عاصمة ولاية، محتشد شعبة لاخرة بجباحية، وأولاد عبدة بعسن الحجر وغيرها ظروفا اجتماعية صعبة جراء انعدام الشروط الضرورية للحياة الكريمة وسط هذا التجمعات السكنية التي تم تشييد معظمها خلال الحقبة الاستعمارية.الزائر لمقر هذه المحتشدات المبنية بالقوالب الإسمنتية وحتى من تراب يلاحظ مدى المعاناة اليومية التي يكابدها هؤلاء السكان منذ عشرات السنين حيث نقرأ حجم هذه المأساة في وجوه الصغار والكبار الذين كرهوا العيش في هذه البيوت القصديرية التي لم تعرف أية تهيئة أو تجديد طيلة أكثر من أربعة عقود من الزمن أو أكثر. فالشوارع والأزقة غزتها الحفر وتحولت إلى برك من المياه شتاء والغبار والأتربة صيفا في ظل غياب المساحات الخضراء دون أن ننسى سقوف المنازل التي مازال يغلب غليها القرميد الذي يذكرنا بالمرحلة الاستعمارية وحتى القصدير الذي كثيرا ما تسبب في إصابة هؤلاء السكان بأمراض مزمنة كالربو، الحساسية، ضغط الدم وحتى السرطان كونها غير صحية كما يلاحظ الزائر لهذه المحتشدات التي يمكن أن نطلق عليه اسم السجون لضيق المساكن المعاناة بادية للعيان على قاطنيها الذين كثيرا ما اشتكوا من نقص شبكة التطهير خاصة إذا ما علمنا أن البعض من العائلات التي تقطن عبر هذه المحتشدات ما زالت تقضي حاجاتها البيولوجية في المراحض الجماعية عن طريق استعمال الحفر الضائعة غير آبهة بالأمراض الناجمة عنها في ظل نقص النظافة بسبب قلة المياه.محتشد يحمل اسم بطل ثوري ويفتقر إلى أدنى ضروريات الحياةيحمل احد المحتشدات بولاية البويرة اسم بطل ثوري إلا وهو محمد المقراني الذي استشهد بها عام 1871 ويقع محتشد بلدية المقراني لدائرة سوق الخميس الواقعة غرب عاصمة الولاية حيث لم يشفع له اسم هذا البطل في تحسين ظروف قاطنيه الذين يعيشون ظروفا صعبة جراء انعدام كلي لمختلف متطلبات العيش العادية، وبالرغم من المساعي التي قام بها السكان لدى مختلف المصالح لإخراجهم من دائرة العزلة والنسيان وذلك عن طريق تهيئة الحي وبناء مساكن جديدة تتوفر على الشروط الضرورية للحياة إلا أنه لا جديد ظهر إلى حد الآن. كما اشتكى الكثير من هؤلاء السكان من الحالة السيئة للطرق التي تربط الأحياء السكنية القصديرية ببقية المناطق خاصة البلدية، المراكز الصحية والمؤسسات التربوية، إذ إنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على قطع هذه المسافات مشيا أو ركوب السيارات السياحية المعروفة بالمخفية مقابل دفع اموال باهظة في ظل اتساع رقعة الفقر والبطالة، والويل لمن تعرض لمكروه في فترة الليل حيث تنعدم وسائل النقل ويكثر فيه تنقل الكلاب الضالة التي زادت في معاناة هؤلاء السكان الذين يلتمسون التفاتة جادة من المسؤولين المعنيين لإخراجهم من هذه الوضعية التي طال أمدها جراء التهميش الذي تعرضت له هذه المنطقة منذ الاستقلال إلى يومنا هذا وهذا رغم بعض المشاريع التي استفادت منها والتي هي بعيدة كل البعد عن تلبية حاجيات المواطنين في كل الميادين خاصة الشباب الذين وجدوا أنفسهم بين سندان البطالة ومطرقة العزلة في ظل غياب فرص التشغيل والاستثمار والمرافق الضرورية للحياة اليومية.سكان محتشد أولاد عبده يطالبون بلجنة تحقيقجددت العائلات القاطنة بمحتشد أولاد عبده ببلدية عين الحجر الواقعة غرب الولاية مطلبها المتمثل في ضرورة تدخل والي الولاية للوقوف على الوضع المزري الذي يعيشونه بهذا المحتشد منذ سنوات طويلة رغم النداءات المتكررة إلى الجهات المعنية من اجل تسوية وضعيتهم بتوسيع المحتشد للاستفادة من إعانات لإنجاز سكنات ريفية تنهي معاناتهم مع البيوت القصديرية التي يعود تاريخها إلى الحقبة الاستعمارية.كما طالب السكان بضرورة إيفاد لجنة تحقيق تقف على خلفيات تقليص مساحة أرضية المحتشد إلى 2 هكتار بعدما كانت تقارب 12 هكتارا وهو الطلب الذي أيده مير البلدية خاصة أن القضية أسالت الكثير من الحبر علما أن هذا المحتشد الذي يعد أقدم مجمع سكني بالبلدية أصبح تابعا لأملاك الدولة بعد تسوية الوضعية القانونية لأرضيته سنة 1992 مع منح تعويض مالي لأصحابها.وقد أكد سكان هذا المحتشد ليومية "البلاد" خلال الزيارة التي قادتها إلى المكان أن بعض الجهات تلاعبت بالوثائق التي تثبت المساحة الحقيقية لأرضية المحتشد خاصة أن القرار الصادر في 1992 تضمن مساحة أرضية المحتشد والتي قدرت ب 12 هكتارا لكن في سنة 1993 تم تعديل القانون السابق يفيد بأن المساحة الحقيقية هي 2 هكتار بعدما قامت مجموعة من الخواص باسترجاع قطعهم الأرضية، إلا أن سكان المنطقة رفضوا العملية بحجة أن هؤلاء الخواص قاموا ببيعها للبلدية في التسعينيات.قاعة العلاج الوحيدة بمحتشد لعواكلة مغلقة منذ 3 سنواتاستبشر سكان محتشد لعواكلة ببلدية عين الحجر خيرا بعد برمجة مشروع إنجاز قاعة علاج وزادت فرحتهم بعد انتهاء الأشغال بها خاصة أن رحلة البحث عن العلاج ستنتهي مع فتح هذا المرفق إلا أن فرحتهم لم تدم طويلا بعدما بقيت أبواب القاعة موصدة في وجوههم لأزيد من 4 سنوات كاملة.القاعة تم إنجازها مقابل مبلغ مالي معتبر سنة 2009 وانتهت بها الأشغال سنة 2010 ليتم وللمرة الثانية إعادة ترميمها سنة 2013 بالرغم من بقائها مغلقة طوال هذه المدة، والأدهى من ذلك والأمر أن مصالح البلدية قامت بتوفير كل التجهيزات الطبية منذ حوالي 8 أشهر مع ربط القاعة بشبكة الصرف الصحي والغاز الطبيعي والمياه الشروب لكن للأسف بقيت أبواب القاعة مغلقة ولم تدشن بعد، الأمر الذي دفع يومية "البلاد" للبحث عن الحلقة المفقودة في السلسلة وكشف الأسباب الحقيقية التي تقف وراء بقاء دار لقمان على حالها لنصاب بعدها بالدهشة عندما علمنا أن سبب عدم فتح القاعة يرجع إلى عدم تعيين ممرضة من طرف مديرية الصحة مثلما هو الشأن لقاعة العلاج المتواجدة بقرية أولاد محية بالبلدية نفسه الأمر الذي دفعنا للتساؤل عن دور المديرية الوصية التي أصبحت خدماتها شبه غائبة عن المناطق النائية إن لم نقل غائبة عن الولاية كلها.عائلات تقيم في غرفة واحدة منذ أزيد من 15 سنةما شد انتباهنا ونحن نقوم بهذا التحقيق المتعلق بالمحتشدات هو مشكل السكن الذي تفاقم خلال السنوات الأخيرة حيث وجدنا عائلات تملك سكنا من غرفة واحدة مطبخها شرفة المنزل وبمرحاض مشترك بين مجموعة من العائلات مثلما هو الشأن سكان محتشد أولاد عبدة، التجمعات السكنية القصديرية بعاصمة الولاية محتشد جباحية شمال عاصمة الولاية وغيرها، حيث اصبح الشغل الشاغل للسكان والحلم الوردي الذي طال انتظار تحققه على أرض الواقع هو مسكن لائق يوفر لهم ظروف الحياة الكريمة خاصة أنهم كابدوا المعاناة خلال العشرية السوداء خاصة أن المحتشدات الواقع عبر البلديات النائية تعرض بعض سكانها إلى ويلات الإرهاب الهمجي الذي خلف مأساة بالمنطقة بقية فصولها شاهدة للعيان لحد الساعة.أحياء قصديرية بعاصمة الولاية كانت مخصصة لتربية الخنازير إبان الاستعماروقفنا خلال زيارتنا لأحد التجمعات السكنية القصديرية الواقعة وسط مدينة البويرة على حقيقة مرة تمثلت في اقامة بعض العائلات الجزائرية وسط أماكن كانت مخصصة لتربية الخنازير أكرمكم الله إبان الحقبة الاستعمارية في ظروف معيشية قاسية وهو الواقع الذي يندى له الجبين في جزائر العزة والكرامة، والأدهى من ذلك هو الفترة الطويلة التي قضوها في هذه الأماكن التي تفتقر إلى مختلف متطلبات العيش العادية كحوش لعناني، حوش عيسات إيدير، حوش عمر خوجة، حوش الفاكتور وحوش آيت قارة وغيرها، وبالرغم من استفادتهم منذ حوالي 6 أشهر من مساكن اجتماعية إلا أن عملية ترحيل وإعادة إسكانهم لم تجسد على أرض الواقع ليبقى السكان يكابدون ظروفا معيشية صعبة خاصة خلال فصل الشتاء في شبه بيوت مبنية بالطوب والقصدير.محتشد شعبة لاخرة اسم على مسمىيطلق على أحد المحتشدات التابعة لبلدية جباحية شمال عاصمة الولاية اسم لاخرة وهو اسم على مسمى فالظروف المعيشية التي يتخبط فيها سكانه لا يمكن وصفها ويكفي أن نقول إن هذا المحتشد هو آخر المحتشدات من حيث كثر انشغالات سكانه التي نجد على رأسها إعادة إسكانهم في مساكن جديدة تتوفر على ظروف الحياة ألكريمة خاصة أنهم يقطنون في هذا المحتشد منذ الفترة الاستعمارية ولم يعرف أي تهيئة عمرانية أو ربط بشبكة الغاز الطبيعي في تاريخه وغيرها من المطالب التي رفعها هؤلاء السكان علما أن محتشد شعبة لاخرة تقطنه عدة عائلات يزداد عددها من سنة إلى أخري علما أنه سبق لهؤلاء السكان أن نظموا احتجاجات أمام مقر البلدية والدائرة مطالبين بالسكن، وللأسف لا جديد يذكر إلى حد الآن.المحتشد يغرق في القمامة والأوساخيعاني محتد شعبة لاخرة من انتشار الجرذان والفئران بسبب تراكم الأوساخ والنفايات التي تحاصر هذه الأحياء المهمشة من كل ناحية، فأصبحت تهدد سلامة المواطنين خاصة بعد غزوها للعديد من المنازل إذ أصبحت تتقاسم العيش مع السكان نتيجة توفر الظروف الملائمة لتكاثرها. ومن خلال الزيارة التي قادتنها إلى عين المكان لاحظنا مدى تراكم النفايات في كل مكانة فالمفرغات العشوائية امتلأت عن آخرها وهذا ما وفر الجو الملائم للجرذان التي تكاثرت وأصبحت تشكل خطرا كبيرا على صحة المواطنين باعتبارها ناقلة لبعض الأمراض، الأمر الذي تسبب في استياء وتذمر السكان الذين طالبوا من السلطات المحلية بالاهتمام بهم قليلا وتخليصهم من هذا المشكل الذي أصبح يهدد صحتهم وصحة فلذات أكبادهم وعليه فإن الأمر قد حان لرفع الغبن عنهم وتحسين ظروف عيشهم.سكان محتشد قالوس يطالبون بتوفير سكنات اجتماعيةطالب سكان قرية قالو الواقعة على بعد حوالي 8 كلم عن مقر عاصة الولاية من المسؤولين المحليين الاسراع في توفير حصص خاصة بالسكنات الاجتماعية الجاهزة وذلك للتخفيف من أزمة السكن بالمنطقة لاسيما المقيمين في المحتشد الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية حيث عبر لنا السكان عن امتعاضهم الشديد جراء عدم استفادتهم من أي مشروع خاص بالسكن منذ عقود من الزمن، الأمر الذي جعلهم يعيشون ظروفا قاسية جراء افتقار مكان إقامتهم الحالي للكثير من متطلبات الحياة العادية.وفي ظل هذه الوضعية فإن محتشدات قالوس ومن ورائهم بقية المحتشدات والتجمعات السكنية القصديرية يلتمسون التفاتة جادة ومسؤولة من قبل الجهات المعنية وذلك بتخصيص اعتمادات مالية من شأنها توفير المرافق الضرورية للحياة الكريمة من مساكن ومنشآت رياضية ومرافق ثقافية وشبانية، تعبيد الطرق، إنشاء قاعات للمطالعة والإنترنت، إقامة مساحات خضراء وفتح فرص للتشغيل خاصة أن هذه أغلب هذه المناطق ذات طابع جبلي تتميز بمناخ معتدل وتضاريس تسمح بممارسة الفلاحة كغرس الأشجار المثمرة، تربية النحل، الماشية، الدواجن، وغيرها من النشاطات التي من شأنها إنشاء أكبر عدد ممكن من مناصب العمل وتحسين مختلف ظروف الحياة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)