الجزائر

بعد 30 سنة من الاهمال



بعد 30 سنة من الاهمال
غرف تغيير الملابس في حالة يرثى لهايعتبر قصر الرياضة حمو بوتليليس أحد المنشات الرباضية الهامة في البنية التحتية لوهران ، فالقاعة التي تم تأسيسها في عهد الاستعمار الفرنسي تعتبر أيضًا ثاني أكبر قاعة بالجزائر من حيث سعة الاستيعاب و المساحة التي تتربع عليها ، ليس هذا فقط بل إن قاعة حمو بوتليليس هي ثاني قاعة بعد حرشة حسان بالعاصمة التي استضافت أكبر محفل رياضي ذات طابع دولي احتضنته الجزائر في عهد الاستقلال و كان ذلك عام 1975 متمثلا في ألعاب البحر الابيض المتوسط ، و مع هذا فإن قصر الرياضة وصل إلى حالة من تسيب و الإهمال لا مثيل له بفعل البريكولاج الذي أضحى سيد الموقف ، فوضعيته تثير الشفقة و من يقصده لن يصدق أن هذه القاعة سبق و ان احتضنت بطولات ذات طابع إقليمي ، فكم من القاب توج بها فريق مولودية وهران لكرة اليد بهذه القاعة ، بطولات إفريقية و إقليمية اخرها مونديال الكرة الطائرة لأقل من 19 سنة قبل ست سنوات ، كل هذا لم يشفع لمسئولي الهياكل الرياضة بوهران لإعادة الاعتبار لقصر الرياضة حمو بوتليليس الذي كان قبل ثلاثين سنة مفخرة للباهية ، فمدخل و محيط القاعة صورة لا تعكس واقع المركب ، أوساخ مترامية و نفايات تقاسم أشجار سنجاس الشاهدة على أكبر المواعد و ترميمات من أجل الاستهلاك و فقط فمن يرفع الغبن على منشأة لا تزال قائمة رغم المعانات الكبيرة ، فحتى المرافق الموجودة و التابعة لقصر الرياضة تكاد تنطق من جراء الوضعية الكارثية ، فلا غرف تغيير الملابس صالحة للاستعمال و التي لا تختلف عن زنزانة داخل منشأة رياضية ، و الأدهى من ذلك ان مديرية الرياضة قامت بصرف الملايين على سقف القاعة حتى لا تغمر أرضية الميدان المياه جراء تهاطل الأمطار ، و تبقى أدنى شروط السلامة و ضمان الممارسة غائبة و الصور الموجودة تؤكد مدى تدهور وضعية قاعة حمو بوتليليس التي أضحت مسرحا لإجراء التجارب للشركات لم تتمكن من إعادة ما أخذه الدهر بفعل التسيب و لا مبالاة و القرارات الارتجالية من المسيرين السابقين لذات الوحدة ، فالوضعية الحالية لقاعة حمو بوتليليس لا يمكنها احتضان بطولة وطنية سواء في رياضة جماعية أو فردية ، فما بالك و أن الجزائر مقبلة على استضافة بطولة العالم لكرة اليد مطلع عام 2017 للأواسط ، فالأخبار الوافدة من مديرية الرياضة لوهران كشفت أن مدير " الدياس" قد قرر غلق القاعة مع نهاية الموسم الرياضي الحالي لمباشرة حملة ترميمات و تحويلها إلى ورشة كبيرة لإعادة هيكلة ما تبقى من هذه القاعة ، ما يعني أن ال 29 جمعية التي تتدرب بهذا القصر و تستقبل فيه منافسيها ستبدأ من الآن مباشرة بالبحث عن مكان اخر ، لأن صورة الرياضة الجزائرية خارجيًا أهم بالنسبة للقائمين على التسيير بولاية وهران من ممارسي الرياضة بالباهية ، فإما تعديله أو قرار إسقاط اسم الباهية من قائمة الولايات المحتضنة للمحفل العالمي كما حدث في البطولة الإفريقية لكرة اليد الأخيرة التي اكتفت العاصمة باحتضانها للمنافسة منفردة و ذلك طبعًا بفضل توفرها على منشآت ساعدتها على تحمل العبء ، باعتماد على قاعة الشراقة التي لا تقل أهمية عن قاعة واد تليلات فما بالك بقصر الرياضة حمو بوتليليس .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)