الجزائر

بعث لغة عظيمة بقواعدها وأصولها



على خلاف المواسم السابقة وإحياء لليوم العالمي للغة العربية المصادف ل18 ديسمبر من كل سنة، ارتأى مركز «ذرا» للدراسات والأبحاث بفرنسا أن يوسع دائرة نشاطاته الاحتفالية ويحط الرحال هذه السنة ولأول مرة بالجزائر وتحديدا بوهران للمشاركة في هذا الحدث المميز مخولا المهمة إلى رئيسة مكتبه بالجزائر صحفية جريدة «الجمهورية» حيزية تلمسي.وتحت عنوان «الضاد توحدنا»، نظمت الصحفية حيزية تلمسي احتفالية خاصة باليوم العالمي للغة العربية، تحت إشراف ورعاية كل من مركز «ذرا» واتحاد الصحفيين والكتاب العرب بأوروبا ومؤسسة كل العرب للنشر والإعلام والمشرف العام الأستاذ علي المرعبي وبالتنسيق مع المركز الثقافي «صغير بن علي» ومؤسسة «الإمام الهواري» والخطاط قهواجي امحمد، بحضور ثلة من الأدباء والشعراء والمنشدين والخطاطين والأستاذة والتلاميذ وعشاق لغة «الضاد».
وفي كلمة ألقتها ممثلة الهيئات المذكورة، أكدت تلمسي حيزية أن الجزائر ووهران احتضنتا هذا النشاط بالموازاة مع نشاطات مماثلة بعدد من الدول العربية منها فلسطين وتونس ومصر والأردن، كما شهد المركز الثقافي الجزائري بباريس احتفاء خاصا بذات المناسبة.
وهذا النشاط الذي يدخل ضمن برنامج مؤسسة «كل العرب» ومركز «ذرا» واتحاد الصحفيين والكتاب العرب بفرنسا، وهو أول نشاط تنظمه هذه الهيئات الدولية بالجزائر، وإن كانت متواجدة بفرنسا -تضيف حيزية-، فهي تسخّر كل جهودها من أجل خدمة العروبة لغة وقضية، فارضة بذلك الهوية العربية بكل مقوماتها من خلال برنامج سنوي يحوي ندوات ولقاءات وتظاهرات عربية قلبا وقالبا، تنظم بعدد كبير من الدول العربية والأجنبية غايتها ترسيخ كل ما هو عربي أصيل من فنون وثقافات وإبداع كأسلوب حياة راق. واعتبرت ممثلة مركز «ذرا» للدراسات والأبحاث أن الغاية من هذا النشاط هو بعث لغة عظيمة بأصولها وقواعدها، والابتعاد عن وسوء استعمال مفرداتها والعبث بها في جمل ركيكة لا ترقى إلى قيمتها الحقيقية، بداية من الأسرة إلى المدرسة والمحيط فالجامعة والحياة العملية، وحتى لا نهاجم لغات أجنبية على حد تعبيرها، لأننا تقول ذات المتحدثة: «جيل يريد أن يتصالح مع لغته وهويته وانتمائه ومع هذا الإرث الذي لا ينفذ، واعتمادنا كله على أساتذتنا الذين كرّسوا حياتهم لتلقين أصولها ولا زالوا يغرفون من بحرها الواسع، ولا زالوا يرفعون التحدي، لتكون الجزائر من أهم مواطن اللغة العربية العظيمة».
من جهتها، أبهرت الدكتورة الشاعرة حسيبة بوسالم شقيقة «فارس الإعلام الراحل» كريم بوسالم ضيفة شرف «احتفالية وهران»، الحضور بأدائها الراقي وتدخلها الاحترافي، تحدثت فيه عن دور اللغة العربية في تهذيب النفوس والتواصل مع الآخرين الذي لا يتحقق إلا بإدراك -حسبها- معاني الارتقاء، وكان اللقاء كذلك فرصة للمشاركين للتعرف عن قرب على حياة حسيبة والمرحوم كريم ومساريهما الطويل، قبل أن يفارق هذه الحياة بدءا من القيم التي غرسها فيهما والدهما إلى حبها للوطن وتشبثهما به.
وتألقت حسيبة في إلقاء قصيدة من التراث الشعبي الجزائري، وحظيت بتكريم خاص من الهيئات المنظمة، كما كرّم اتحاد الصحفيين والكتاب العرب رجل الإعلام الجزائري الدكتور الراحل كريم بوسالم عرفانا بجهوده في الرقي بالإعلام الجزائري عبر مساره الأكاديمي والمهني.
وأُثري النشاط بجملة من المداخلات نشطها كل من السيد المخفي بوخماشة ممثل مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية وهران الذي دعا إلى ضرورة إحياء هذه المناسبة، في ظل ما تعرفه من ضغوطات من قبل الغرب، لأن المكسب الذي حققته لغة «الضاد» أكبر بكثير من الاحتفال وتحديده في يوم واحد فقط، إضافة إلى الأستاذ عباس بن مسعود في مداخلة حول «لسان العرب»، وأستاذة اللغة العربية سعاد سنوسي ڤنفوذ التي تكلمت عن لغة «الضاد» والوطن.
ودعت من جهتها الأستاذة بن زغدة ياسمين في مداخلتها حول ظاهرة إهمال إدراج اللغة العربية في المجال التكنولوجي، وعدم التفكير في طريقة تضمن إعادة الاعتبار لها، ونادت في نفس الوقت بإعادة النظر في عدد حصص التربية الإسلامية الموجهة إلى تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي التي تبقى بعيدة كل البعد عن هدفها، حيث تقول أن البرنامج التربوي الحالي قد أجحف في حق التربية الإسلامية ، ما ينبعي تصحيح هذا الخلل، انطلاقا من أنها أداة لتعليم التلاميذ وتحصينهم من الآفات الاجتماعية التي تتربص بهم باستمرار.
كما أبدع الأستاذ الخطاط قهواجي امحمد في مداخلته حول «جماليات الخط العربي»، مرفوقا بعرض في فن الخط العربي وآخر خاص بأدوات كتابة الأحرف الأبجدية. وزين هذا النشاط مقامات الإنشاد للمنشد بلوفة عبد القادر وخالد بلعامري، كما تخلّل التظاهرة إلقاء قصائد وخواطر لتلميذات ثانوية «شلالي خديجة» بشرى وخديجة وهبة الرحمان، والطفلة سالي شريفي. وتم بالمناسبة تكريم المنشدين «أبو الوفا» وخالد بلعامري بإبداعهما في ابتهالات فردية وجماعية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)