الجزائر

بصمة الإليزيه تتعرّى في خطابات نواب "متطرفين" في يوم لدراسة "الوضع بالجزائر"!



البلاد.نت- حكيمة ذهبي- تحولت قبة البرلمان الأوروبي، اليوم، إلى منبر لتسويق خطاب الإليزيه، تداول فيها ما يربو عن 14 نائبا لمدة دقيقة، للتهجم على الجزائر، ساقوا فيها خطابات مطابقة لتلك التي أطلقها رئيس الدبلوماسية الفرنسية أمس، في صورة لا تخفي من خلالها باريس، عن توظيفها لمنابر دولية للي ذراع الجزائر، بعدما لم يعد يُجد تدخلها المباشر في شؤون الدولة التي لم تخف يومها أنها تعاملها بمنطق "مستعمرة الأمس".الجلسة التي احتضنها البرلمان الأوروبي، صبيحة اليوم، والمعنونة ب "دراسة الأوضاع في الجزائر"، استهلها نائب فرنسي، يكنّ حقدا دفينا لم يستطع إنكاره في كلمة لمدة دقيقة، قال فيه إن: "ما يحدث في الجزائر لا يمكننا السكوت عنه ... الجزائر وفرنسا تربطهما علاقات سياسية اقتصادية تاريخية، وفرنسا ليست مستعدة لاستقبال جزائريين يفرون إليها من وضع غير لائق".

توظيف نائب من أصول جزائرية بعبارة "تحيا الجزائر" للعب على عواطف الجزائريين
كانت هذه الكلمة التي افتتح بها النواب الأوروبيون الذين ينحدر معظمهم من فرنسا وإسبانيا، جلسة تعدي صارخ على مصير شعب وسيادة دولة قائمة بمؤسساتها، انتهت بتزكية "ثلة" من النواب، من بينهم حتى "نائبة" من أصول جزائرية، حاولت اللعب على عواطف العالم والجزائريين على وجه الخصوص بختامها بعبارة "تحيا الجزائر" باللغة العربية، والبقية ينتمون لتيارات "متطرفة" في معظمها، قرار يزعم "تعديا على حقوق الإنسان في الجزائر"، ولا ضير أن هذا الملف لا يعدو أن يكون سوى "فزاعة" لطالما استعملتها دول "عظمى" على دول تنظر إليها بعين "النقص" لممارسة الضغط عليها.

15 نائبا "متطرفا" يتكفل بالتسويق لخطاب الخارجية الفرنسية في البرلمان الأوروبي
اللافت في مختلف المداخلات ال 15، أنها صبت في معظمها في سياق الخطاب الذي قاده وزير الخارجية الفرنسي، جين إيف لودريان، أمس، في حواره مع صحيفة "لابروفانس" المحلية الفرنسية، وهو يتحدث عن رأيه في الأوضاع بالجزائر، فقال إنه: "لا حل سوى الحوار واحترام حرية المعتقد والرأي". هو نفس الخطاب الذي فصّل فيه نواب البرلمان الأوروبي، الذين لم يجدوا سوى قضية "غلق كنائس" في بعض المناطق للزعم أن "النظام الجزائري يضيّق على غير المسلمين"، متناسين أن دولة مسلمة يسن دستورها في مادته ال 43 على حرية المعتقد، دون حتى الاطلاع على أماكن العبادة تلك، التي زعموا أن الجزائر أغلقتها في وجه غير المسلمين، والتي لا تعدو أن ترقى لمكان عبادة مقدس، وما هي إلا أوكار لممارسة كل "الشعائر" إلا الدينية منها (صور موثقة لدى المصالح الأمنية لتلك الأماكن).

باريس ... تهاجم الاتحاد الأوروبي بعدما أفلت من قبضتها
ما يثير في جلسة البرلمان الأوروبي، ويظهر بصمة الإليزيه في كل ذلك "الفلكلور" الممارس اليوم، في بروكسل، هو التهجم الذي لم يسلم منه حتى الاتحاد الأوروبي في حد ذاته، حيث اتهمه أحد النواب، بأنه لا يمكن الاستمرار في مجاراة الاتحاد الأوروبي في قراراته السياسية، مثلما فعل مع ليبيا وسوريا، وكأن هؤلاء النواب حركوا ساكنا وطائرات بعض دول الاتحاد الأوروبي لاسيما فرنسا، تقصف ليبيا ومالي في أواخر العام 2011 وبداية 2012.
ومعلوم أن حتى دول الاتحاد الأوروبي تشتكي من تغول باريس ومن منبر الاتحاد، على ثروات دول إفريقية، تقطع الطريق أمام شعوبها لتحقيق رفاهيتهم من خلال نهب ثرواتهم، وتصد المستثمرين من دول أخرى بتواطؤ مسؤولين في هذه الدول على شاكلة "العصابة" التي كانت تحكم في الجزائر، والتي يبدو أن الإليزيه "يؤلمها" طردها من طرف الشعب الجزائري، بحكم أن مصالحها رحلت معها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)