حين تصبح أمام نفسك وجهاً لوجه؛ والمرآة التي تقف بينكما؛ مثل شبكة العنكبوت، تُشظّي كل بوصةٍ من ملامح وجهكِ المُتْعَبِ الممتلئ بشقوق الأرض العطشى، الباحثة عن كل قطرة حياة، تندلقُ على القلوب في لحظة هاربة من الضجيج؛ اعرف حينها أنك أصبحت واحداً من أصدقائي الحجريّين... الذين يبحثون عن نهار هارب في قلب العتمة، يُحْكِمونَ شدَّ وثاقه على وتد الحياة، فلا يهرب ثانية؛ مهما ازداد عددهم أولئك الذين يُلقون الرماد على ذبالات الضوء المتأجج...!أيتها الوردة التي سبحت جذورها في دم الضوء المتسرّب من الألوان الراقصة على وجع صور الأمهات؛ وهُنَّ يزغردن على كل المساحات المتشابكة في رقصة حروف الشهادة.يحملن على رؤوسهنّ أطباق الياسمين المضمّخة بلون الشفق؛ ينثرنه على مساحات المدى، حكايات من حب ووجع وإيمان أكيد بالنصر!بالأمس كان الضوء النازف يتعاطى صمتاً من عيار البعد المتهالك على حواف العمر، وهو يدندن في ليالي الحصاد، مواعيداً ونزهات على تراب أرض السنديان حيناً، وفي أغلب الأحيان كان المشوار نزهةً راجلةً على موجات الحياة؛ وكأنها تترك بصماتها فوق سطح ماء البحر؛ أغنيات الشوق للقاء القادم.!سلاماً يا موكب الضياء المنهمر من ساحة الشرف على نواصي الدروب الذاهبة إلى كل المفارق التي توصل إلى فتحة فم الفينيق؛ وهو يتمطّى بجانحيه مستعداً للانطلاق القوي مرة واحدة وأخيرة.يقنصها من التاريخ الذاهب إلى قلب الحكايات، في كتب الأطفال الآتين غداً مع الشمس الخجولة بلون شفقها وغسقها، من جداول أنهار العشق، التي سكبها عشاقٌ من صنفٍ نادر؛ هم أبناؤك أيتها الشمس، وهم يدفعون عن بهائك كل الظلام.سلاما أيها الفينيق؛ وأنا أنتظر صفقة جانحيك يا شقيقي وصديقي وحبيبي؛ تذرو بها كل الرماد المتراكم من حريق الحروف والكلمات، التي أسقطتها حينها ونثرتها حيناً آخر قوافل الصمت الأسود.وهي تقتات جوع الناس وعطش المرايا؛ حتى باتت تتلو مزاميرها وهي تدرك، إدراك الشمس؛ ليس هناك،إلاّها؛ من يستمع إلى تلك المزامير.أنتظرك يا صديقي، لنخلع من أقدامنا كل المشاوير التي مشيناها في السنوات الأخيرة؛ ونحن الآن نركض فوق الغيم على كل دروب الضوء، باحثين عن مشاوير جديدة نسيرها حفاةً من على رمال شاطئ البحر، إلى كل الرمال على كل شواطئ حياتنا جبلاً وصحراً، وسهلاً وبحراً.نركض ونحن نتعمّد بطهر قدومك، نغسل أقدامنا من كل ما علق بها من وحول الفراغ.آه يا صديقي القابع في الذاكرة بين السطور والكلمات، مختبئاً تارة من بلادتنا، وحزينا تارة أخرى من شوقنا إليك الذي لم نعرف، حتى وقتٍ قريبٍ؛ كيف نترجمه طريقاً للوصول إليك!آن الآوان يا توأم روح أبناء الشمس؛ كي نتعانق في صلاة لقائك أيها الساكن في الأساطير؛ نضيء لقدومك شموعاً من بطولات استثنائية لرجال الله على الأرض؛ الذين اسمهم حماة الديار، سوريون حتى النخاع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/04/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سمير عدنان المطرود
المصدر : www.essalamonline.com