الجزائر

بشير صحراوي يمتع الحضور بنصوص عميقة الجراح ويحذر من العولمة



بشير صحراوي يمتع الحضور بنصوص عميقة الجراح ويحذر من العولمة
نزل الشاعر والباحث في علم الآثار بشير صحراوي ضيفا على "فضاء النشاطات الثقافية" بديدوش مراد، قدم خلالها قصائد عدة من دواوينه الثلاث بالعربية الفصحى وفي الملحون وبالفرنسية، أمام مرتادي الفضاء الثقافي الجواري التابع لمؤسسة فنون وثقافة.تناولت الأمسية التي ألقاها بشير العديد من المواضيع المختلفة، من خلال أشعاره المصاغة بالعربية الفصحى أو الشعر الشعبي أو بالفرنسية.للشاعر ديوان بعنوان "صرخات" وآخر بالفرنسية عنوانه "صرخات الأسى" وديوان في القصيد والشعر الملحون بعنوان "مذاق القصيد"، وهو أستاذ محاضر متخصص في علم الآثار وعلم البحار والمحيطات وباحث في التاريخ.تغلب على قصائد صحراوي البصمة التاريخية وتستمد من التراث والمعالم الأثرية، وفيها المسحة التأملية، الفكرية، الفلسفية والروحية، وهو بذلك يخرج من سياق الشعر الكلاسيكي المعهود الذي يتناول الوصف، الرثاء، المدح والهجاء لينسج نمطا خاصا به .وفي البدء -مثلما يكرر ويقول بشير- كانت قصيدة "أنشودة ثائر" التي يعبر من خلالها الشاعر عن معاناة رهيبة وهي حاملة لجراح عميقة لمواطن يرنو الصلاح والإصلاح ويدرك حقيقة الأمور التي يعيش في محيطها في ظل عصر النظام العالمي الجديد "العولمة"، النظام الذي غير كل المفاهيم وأفسد كل القيم والأعراف والأصول وحرف حقيقة الأديان والمعتقدات وجعل الإنسان يميل إلى الاستهلاك، حيث أصبح القوي يأكل الضعيف والغني يدوس على الفقير، والجاهل يستعلي ويحتقر العالم.القصيدة الثانية التي قرأها صحراوي كانت بالفرنسية وعنوانها "هوليود" والتي تناولت حقيقة هذه التسمية في التاريخ القديم والحديث ومقاصدها البينة والخفية وعلاقة الصناعة السينمائية الأمريكية بهذه التسمية "الخشب المقدس"، تناولت القصيدة كل الجوانب الدينية والعقائدية والفكرية والسياسية والتاريخية والسوسيولوجية لهذه التسمية المبهمة لدى الكثيرين من الناس والتي ترمز إلى مشروع خفي وقديم، جديد في الزمان والمكان. ثالث قصيدة قرأها كانت في الشعر الشعبي الملحون بعنوان "يا قاصدين مقام سيدي لخضر بن كلة" والتي تصور حقيقة هذا الولي الصالح المتصوف الملقب ب"مداح الرسول" وعن دوره في تنوير الفكر الاجتماعي الجزائري أثناء الحقبة العثمانية وإظهار المعتقدات والأفكار الخاطئة الراسخة في عقول العامة الذين تجبهم الأساطير، وفي قصيدة "تنحى عن شمسي" بالفرنسة يعود الشاعر إلى التاريخ في نص يعكس التصادم والتباعد بين حضارة القوة وقوة الحضارة، تروي القصيدة لقاء تاريخيا حدث سنة 335 قبل الميلاد بين الإسكندر الكبير ملك مقدونيا الذي يمثل حضارة القوة و الفيلسوف اليوناني "ديوجين" الذي يمثل قوة الحضارة.وفي قصيدة "سمرقند" التي تصف المدينة الكائنة بجمهورية أوزباكستان الرائعة والساحرة التي مكث فيها الشاعر الكبير عمر الخيام بعض الوقت وذكرها في رباعياته، أما القصيدة الأخر عن "تنهنان" فوصف فيها الملكة التارقية وذكر مسيرتها التاريخية في أعماق الصحراء الكبرى وذكر بطولاتها ومعارفها المختلفة، وهي الشاعرة الراوية وعازفة على العديد من الآلات الموسيقية خلال ذلك العصر وهي التي كانت لها دراية بعلم الفلك والكيمياء، علم الطاقة، وعلوما أخرى كانت سائدة في زمانها.تبع اللقاء نقاش جاد ومثمر حول المواضيع المتعددة المثارة وتجاوب من طرف الحضور.يشار إلى أن للباحث مؤلف جديد بالفرنسية سيصدر قريبا بعنوان "المعالم الأثرية في الجزائر"والثاني عن "الشيخ محمد الصالح الصديق" وهو الذي كان مجاهدا ومدربا لفريق جبهة التحرير، وكتاب آخر عن الرياضي ومدرب كرة القدم "حميد زوبا" سيصدر عن المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)