غنائم شهر الخيرات والبركات
بشارات لأهل المساجد في رمضان
شتان بين رجل ذهب لصلاة الفجر في عتمة الليل وابتلت لحيته من الخوف والرجاء وبين رجل جلس حتى الصباح في الخيم الرمضانية بين الرقص والغناء والدخان وشتان بين رجل صلى العشاء في جماعة ووقف بين المصلين بين يدي الله يسمع لقرآن الإمام في صلاة التراويح حتى تورمت قدماه وبين آخر جلس أمام شاشة التلفاز يقلب بين المسلسل والآخر حتى ضاعت عليه كنوز الليل ومفاتحها.
*كنوز رمضان
فرق كبير بين أن تكون من أهل الله وخاصته في شهر رمضان الكريم وبين أن تكون من أهل الدراما والسهر على المقاهي فالأمر هنا ليست استعلاءً بالطاعة على أصحاب المعصية تاب الله عليهم وعلينا جميعًا ولكنه اكتشاف لكنوز شهر رمضان الذي دل على كل أبواب الخير التي تقرب من هذه الكنوز.
فشهر رمضان هو فرصة حقيقة لاكتشاف كنوز الرحمة والمغفرة والعتق من النيران فإما أن تكتنزها وإما أن تضيع الفرصة بين يديك من خلال وهم مسلسلات رمضان وفوازيرها وبرامجها المتكررة التي لا تقدم ولا تؤخر شيئا غير أنها تفتح المجال للشياطين الذين سلسلوا في رمضان لتسيطر عليك لعناتهم.
فقد تواترَت نصوصُ الكتاب والسُّنَّة في التبشير بثواب الأعمال الصالحة في رمضان وعلى رأسها قيام الليل والحفاظ على الصلوات الخمسة في المسجد والثناء على أهلها وبيان حُسن عاقبتِهم في الدنيا والآخرة تهنئة لأهل تلك الأعمال بكريم ما ادخَرَ اللهُ تعالى لهم عنده مِن الأجر الكريم وحفزاً لهِمَم الغافلين والمُتساهلين لأن يستبِقوا الخيراتِ ويُنافسوا في جليل القربات قبل الشغل أو انقطاع العمل بحلول الأجل.
ومن البشارات التي تشرح الصدور وتملأ قلوبهم من الغبطة والسرور وتجعلهم يحسنون الظن بربهم والله تعالى عند ظنِّ عبده فليظن بربه ما شاء وما جاء بشأن المحافظة على الصلوات في المساجد مِن البشارات العظيمة التي واحدةٌ منها خيرٌ مِن الدنيا وما فيها فمِن تلك البشارات: أن المشي إلى الصلاة صلاة وأن كل خطوة إلى الصلاة صدقة وأنه نور تام يوم القيامة.
فقد دل القرآن الكريم ودلت السنة النبوية على خمس بشارات لأصحاب الصلاة في المساجد في رمضان ومن بعد رمضان خاصة وأن رمضان هو شهر قيام الليل وصلاة التراويح لا يستوي فيه القائمون بالليل والقاعدون أمام المسلسلات ومن هذه البشارات:
أولاً: حسن الخاتمة
المحافظة على الصلوات في المساجد مِن أسباب الخاتمة الحسَنة بأن يلقى المصلي ربه على الإسلام فيختم له بالثبات عليه عند الممات كما في صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ((مَن سَرَّهُ أن يَلقَى اللهَ غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيثُ يُنادَي بهن فإن الله تعالى شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سُنَنَ الهدى وإنَّ مِن سُنَن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه)) وهذا له حُكم الرفع لأنه بيان لثواب عمل ومثْلُه لا يُقال بالرأي كما هو مقرَّر عند أهل العِلم.
ثانيًا: مغفرة الذنوب وحَطِّ الخطيئة ورفع الدرجات
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أدلُّكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال : إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط
ثالثًا: عظم الأجر يوم القيامة
كلما كان المنزل أبعد مِن المسجد كان الأجر أعظم لقوله تعالى : ﴿ فِي بُيُوت أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب ﴾ النور : 36 - 38
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ((أعظَمُ الناسِ أجرًا في الصلاة أبعَدُهم إليها مَمْشًى فأبعَدُهم )) وقوله صلى الله عليه وسلم في المتخلفين عن العشاء والفجر: ولو يعلمون ما فيهما – يعني: مِن الأجر – لأتوهما ولو حَبْوًا .
رابعًا: دخول الجَنَّة
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((خمسُ صلوات كَتَبَهن اللهُ مَن حافظ عليهن كُنَّ له نورًا وبرهانًا ونجاةً - يعني: من النار - يوم القيامة . وكان له عهد عند الله أن يُدخله الجَنَّة)) وقوله صلى الله عليه وسلم: مَن صلَّى البردين - يعني: الفجر والعصر – دخل الجَنَّة .
وقال الله تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون : 9 - 11] وحيث أمَر اللهُ تعالى الرجالَ بإقامة الصلاة والمحافظة عليها فالمراد في المساجد إلا مِن عُذر.
*خامسًا: كرم الضيافة في الجَنَّة
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : مَن غدا إلى المسجد أو راح أعَدَّ اللهُ له نُزُلًا في الجَنَّة - يعني: الضيافة - كلما غَدَا أو راح .
*سادسًا: التمتُّع بالنظر إلى وجه الله الكريم
قال الله تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ القيامة : 22 23.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنكم سَتَرَوْنَ ربَّكم يومَ القيامة كما تَرَوْنَ القمرَ ليلةَ البدر لا تضامون في رؤيته فإنِ استطعتم ألا تُغلبوا على صلاة قبلَ طلوع الشمس وغروبها فافعلوا)) يعني: الفجر والعصر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/04/2022
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com