الجزائر - HISTOIRE

بسكرة طولقة تاريخ منطقة الزيبان



بسكرة  طولقة  تاريخ منطقة الزيبان
تقع طولقة و الضواحي المحيطة بها بين خطي طول 4° غربا و 5° و 50 شرقا حيث تمتد من جبل العروسين (755 م) وجبل قوارا (705 م) شمال العامري و فوغالة ،إلى جبل أم دينب و كدية كنين شمال طولقة ،و ليشانة،إلى السنية(300 م) شمال بوشقرون ،ووادي جدي جنوبا إلى منطقة الزاب الظهراوي و القبلي ، وتضم المنطقة العديد من التجمعات السكانية مثل (طولقة ،ليشانة ، بوشقرون ،ليوة، الصحيرة، فرفار، فوغالة، لغروس،العامري ،أورلال ، برج بن عزوز، بيقو، قياضة....)
وتعتبر من المناطق الوسطى بين الصحراء الكبرى و المناطق التلية شمال الأطلس التلي تمتاز بمناخها شبه الصحراوي و سمائها الصافية المشمسة شتاءا و تعتبر تمور المنطقة من أجود أنواع التمور في العالم(دقلة نور) يشتهر سكانها بالجود و الكرم و الشجاعة و الفداء.
نبذة تاريخــــية
أ/قبل الإسلام:
تعتبر المنطقة الشرقية المحاذية للأطلس الصحراوي شمالا و جنوبا امتداد طبيعي للحضارة "العاترية "،(نسبة لبتر العاتر)و التي تعود إلى العصر الحجري القديم ، و هذا يدل على أنها استوطنت منذ الحقب الأولى للتاريخ ، وقد تم الاستدلال في ذلك على كثرة تواجد الحلزونيات escargots و الرماد إضافة الى الحفريات الخاصة بالحجار المصقولة ، وتمتد هذه المنطقة من بئر العاتر(تبسة) وحتى المناطق المجاورة لطولقة ،حيث تم اكتشاف الكثير من رؤوس السهام المصقولة و التي يستعملها الإنسان القديم كأسلحة و ذلك بين العامري و فوغالة ،و حتى منطقة الدوسن،و تبقى المنطقة مفتوحة أمام الباحثين و المنقبين و علماء الآثار لدراستها و تصنيفها.
أما العصر الروماني فان المؤرخين يذكرون أنهم غزو المنطقة (بسكرة و الزيبان خلال الفترة الممتدة بين سنــة 20 و 26 قبل الميـلاد خلال حملة (كورنيليوس بابلوس )(cornelius balbus)و مع مرور الوقت و خوفا من المقاومة المستمرة التي كان يقوم بها السكان الأصليون فكر الرومان في إنشاء خط دفاعي حماية للثغور الموجودة شمالا مثل الجنوب التونسي،و منطقة الاوراس و الزاب لذا اقاموا خط(الليمس)و هو خط دفاعي يتمثل في طرق رومانية و بعض الحصون ، ويمتد هذا الخط عبر الضفة الجنوبية لوادي جدي و من نقرين شرقا مارا بباديس و تهودة و بسكرة و أورلال و طولقة و بن طيوس و ليوة و حتى الدوسن ، وكان الرومان يهدفون من ورائه صد المقاومة المحلية التي كان سكان المناطق الجنوبية (قبائل الجيتوليين) يقومون بها ضد التواجد الروماني.
ب/ العهــــد الاسلامي الاول
إن أولى الفتوحات الإسلامية للمغرب العربي مرت عبر المنطقة باعتبارها ممر طبيعي بين القيروان و الغرب الجزائري ، وكانت هذه الفتوحات تأخذ الطرق المحاذية للاطلس الصحراوي ، حيث المياه و المؤونة متوفرة ، ودامت الفتوحات قرابة الخمسين سنة ( من 666 م على سنة 700 م) تخللها استشهاد سيدنا عقبة بن نافع الصحبي الجليل بالقرب من تهودة (سيدي عقبة) و خلال هذه الفترة احتك السكان بالدين الجديد ووجدوا فيه العزة و الشرف و لمسوا فيه العدل و المنطق و المساواة و الاخوة ، و الأخلاق السامية ،فدخلوا في دين الله أفواجا ، واعزوا الإسلام و شاركوا في فتوحاته ، واستطاعوا ان يمزجوا بين تقاليدهم و تعاليم الدين الجديد ،مما اثرى الحضارة العربية الإسلامية أكثر.
بقيت المنطقة تحت الحكم الفاطمي حتى سنة 969 م اين دخلت تحت حكم زيري بن مناد الصنهاجي بالقيروان،و في حوالي سنة (1010-1017م) حكم الحماديون المنطقة من القلعة (المسيلة) تحت إمارة حماد بن زيري الصنهاجي .
- دخل بن هلال (الهلاليون) المنطقة و استوطنها منذ القرن الحادي عشر الميلادي ،و فضلت بعض قبائل بنو هلال الاستقرار بالزاب مثل قبيلة "الاترج" و كان مجئ الهلاليين إلى المنطقة بتحريض من الفاطميين لمحاربة بنو زيري و من ثم الاستقرار في الجنوب التونسي و منطقة الزاب الجزائري.
ج/ العهد العثماني :
- بدأت المنطقة تخضع للحكم العثماني تدريجيا ، وكان يؤكد المؤرخون أن السكان رفضوا دفع الإتاوات حتى سنة 1641 و من الملاحظ أن العثمانيين لم يولوا أهمية كبيرة للمنطقة و اكتفوا ببسط نفوذهم الإداري فقط، بينما بقيت الحياة اليومية للسكان بدون تغيير .
عرفت المنطقة خلال القرنين السابع عشر و الثامن عشر ازدهارا ملحوظا في الميدانين الاقتصادي و الثقافي لم تعرفهما من قبل و ربما نعتبر هذا انعكاس للحياة العامة للجزائر في ذلك الوقت..
طولقة و ضواحيهـــا خلال العهد الاستعماري
أ/ أولى الحملات الاستعمارية:
بعد سقوط مدينة الجزائر العاصمة في جويلية 1830 م ، وبداية توسع الاستعمار الفرنسي شرقا و غربا،بدأت معها المقاومة الشعبية و التي لم تنته إلا بخروج أخر جندي فرنسي من هذه الأرض الطاهرة .
إن مقاومة أحمد باي استمرت بعد خروجه من قسنطينة ، حيث فضل الالتحاق بالمناطق التي ساندته قبائلها و أول منطقة اختارها هي (زمالة باتنة) بعدها فضل المجاهد احمد باي التوجه نحو منطقة الزاب أين أقام مخيمه بين العامري و فوغالة و رغم محاولات شيخ العرب ببسكرة إلا انه استطاع الصمود خاصة و انه وجد كل المساندة و الدعم من سكان الجهة . و في نفس الوقت كان الأمير عبد القادر قد عين (البركاني) احد رجال الأمير خليفة له على منطقة الزاب و التي دخلها على رأس 1200 فارس و بعد رجوعه نحو المدية عين مكانه سي حسن بن عزوز خليفة للأمير.
خلال الفترة الممتدة بين (1839-1845) حاولت فرنسا استعمال كل وسائلها الاستعمارية لفرض سيطرتها غير المباشرة على المنطقة و ذلك بتطبيق سياسة فرق تسد ،بين عروش المنطقة لكنها لم تفلح لان السكان انقسموا بين مقاومتي الأمير عبد القادر ،بقيادة حسن بن عزوز و بين مقاومة أحمد باي الذي حالفه عرش البوازيد.
بتاريخ 08 فيفري 1844 بدأت فرنسا تتحرك بكل ثقلها العسكري للقضاء نهائيا على المقاومة بالمناطق الجنوبية ، حيث وصل " الدوق دومال duc dumale" إلى مدينة القنطرة ، و في 04 مارس 1844 وصلت القوات الفرنسة إلى مدينة بسكرة .
- بعد وصول الدوق دومال إلى بسكرة بدأ في محاولة تنظيمها إداريا ، حيث عين القائد " توماس"thomas قائدا أعلى لمنطقة بسكرة ، و الذي بدوره عين محمد الصغير بن قانة حاكما لمدينة بسكرة و الواحات المجاورة .
أما منطقة الزاب فتم تنظيمها كالتالي:
- شيخ منطقة : على الزاب الظهراوي (بوشقرون ، فرفار ،برج بن عزوز،ليشانة، الزعاطشة ،طولقة ،فوغالة و العامري)
- شيخ منطقة علي الزاب القبلي (أورلال و مليلي)
- كبير جماعة :على كل من (ليوة، امخادمة، بنطيوس ،بيقو، أوماش و الصحيرة)،أما البدو (العرب الشراقة و الغرابة و أولاد رابح ، فتحت حكم شيخ العرب مباشرة)
بقيت المنطقة تحت الحكم العسكري الفرنسي ، وكلها كراهية و مقت لهذا الدخيل الغريب ، خاصة و أنها تتميز بعزة النفس و الشرف و النبل .
نماذج من المقـــاومة
01/ثورة الزعاطشــــة:
بعد مقاومة الشيخ بن عزوز ، واتباع أحمد باي حتى سنة 1848 وبعد القبض على احمد باي ، بدأت ثورة 1848 بفرنسا ، مما اضطرها لسحب معظم قواتها للالتحاق بالمناطق الشمالية،و في هذا الوقت بدا السكان يستعدون لملحمة جديدة من ملاحم المقاومة الشعبية ، وهذه المرة من منطقة الزعاطشة (ليشانة) أين يوجد الشيخ بوزيان المجاهد ضمن قوات خليفة الامير عبد القادر ، و الذي كان رجلا تقيا ، صالحا ، ورعا و مجاهدا .
و يذكر سيروكا (seroka) أن كان المنطقة كانوا على اتصال بالجزائر العاصمة و كانت أخبار المقاومة في الشمال تصل في وقتها ، كما أن رحيل القوات الفرنسية للشمال (كما يقول سيروكا) أدى إلى ظهور إشاعة و هي أن فرنسا تستعد للخروج من الجزائر ، كما ارجع أسباب الثورة أيضا إلى الغرامات الكبيرة على النخيل و التي كانت تثقل كاهل السكان ، لكنه نسي أو تناسى أن هذا الشعب لم يتقبل الاستعمار و انه على استعداد للثورة في أي وقت .
- خشية اتساع دائرة المقاومة ، و التي يقول عنها نفس القائد الفرنسي أنها كانت تغلي و كل الأدلة تؤكد على أن المنطقة ستنفجر ، تحرك seroka مع القليل من الجنود الصبايحية نحو الزعاطشة و في نيته إما التفاهم مع كبار الجماعة او القبض على الشيخ بوزيان ،لكن و نظرا لإصرار السكان على الجهاد و الذي أعلن من على مئذنة جامع القرية ،رجع صيروكا خائبا الى بوشقرون و من ثم إلى بسكرة .
و لم يكن مصير القائد ديبوسكي dubosquet أحسن من سابقة حيث فشل حتى في الاقتراب من القرية نظرا لجدرانها العالية والخندق المائي المحيط بها.
أعلن الشيخ بوزيان الجهاد في سبيل الله ، و سانده سكان كل الواحات المجاورة و عروشها ،و توسعت حركة المقاومة في اغلب مناطق الشرق الجزائري خاصة في منطقة الحضنة و الزاب الغربي (أولاد سحنون،و الشيخ حامد بلحاج بسيدي عقبة و حتى منطقة خنقة سيدي ناجي .
إن القيادات الفرنسية كانت تعرف جيدا أن انطلاق الثورة في منطقة معينة يعني سرعة انتشارها في المناطق الأخرى ، لذا كان تحركها سريعا و على أعلى المستويات و الدليل على ذلك هو استقدام قوات ضخمة و متنوعة تم استقدامها من عنابة و بوسعادة و الجزائر العاصمة و باتنة و سطيف بقيادة اكبر القادة العسكريين في الجيش الفرنسي من أمثال الجنرال هربيون herbillon و ضباط برتبة عقيد و منهم كاربوتشيا carbuccia و دوبرال debaral و ديمونتال dumontel و ميرباك mirbek و غيرهم كثير من المتعطشين للدماء .
و الجدول التالي يبين أهم القوات التي حاصرت الزعاطشة :
- في 06 أكتوبر تجمعت القوات الفرنسية في مليلي.
- في 07 أكتوبر الوصول إلى كدية المايدة و احتلال منابع المياه.
- تم وضع القوم (قوات صبايحية) في الجنوب،أما فيلقي الرماة و الفرسان فتم وضعهما في الشمال لإيقاف أي نجدة تصل من طولقة و ضواحيها.
شهد هذا اليوم عدة محاولات لدخول القرية عن طريق فرفار عبر حدائق النخيل لكن خسائر العدو جعلتهم يتراجعون،خاصة و أن سكان القرية جعلوا من الزاوية الموجودة خارج أسوار القرية مركزا متقدما للدفاع.
بدأت فيالق المدفعية تدك أركان الزاوية و المسجد،لحرمان المقاومة من التحصينات،و في 08 أكتوبر بدأت عملية قطع أشجار النخيل (200) نخلة في الباية (وصل عدد النخيل المقطوعة في نهاية المقاومة إلى 1000 و في مصادر أخرى 10000 نخلة).
في 12 أكتوبر وصل العقيد دوبارال Debaral من سطيف عن نجدات كبيرة بين 13 و 25 أكتوبر،استمرار المحاولات اليائسة لدخول القرية و التي تكبدت فيها قوات العدو خسائر فادحة في الأرواح كما يعترف قادة الغدو أنفسهم في مذكراتهم ان كل سكان المناطق المجاورة كانوا يقومون بغارات مستمرة على قوات العدو،و من اكبر هذه الهجومات،هجوم 31 أكتوبر 1849 على الجنرال هربيون و 200 من الفرسان و الذي كان في مهمة استطلاعية في فرفار و طولقة حيث فوجئ بهجوم أكثر من 800 فارس كانوا قد تجمعوا من المناطق المجاورة ،مما اضطره إلى الاحتماء بمنطقة سيدي رواق المرتفعة قليلا عن مدينة طولقة .
- حتى تاريخ 31 أكتوبر وصلت خسائر العدو إلى أكثر من 65 فرنسي من بينهم الكثير من الضبط.
- تواصل وصول الفرنسية من جميع المناطق ،كما كانت هناك محاولات ابتداء من يوم 20 نوفمبر لردم الخندق المحيط بالقرية و الذي يقول عنه "صيروكا " أنه كان بعرض 08 أمتار و عمق 2.60 متر و ذلك عن طريق رمي الحجارة بداخله ،و فعلا تم ردم جزء منه يوم 26 نوفمبر 1849 .
في يوم 26 نوفمبر يبدأ الهجوم الكبير على قرية الزعاطشة ،و ذلك ابتداء من الساعة السادسة صباحا ،فبعد رمي القرية بمئات القذائف لمدفعية و فتح ثغرات كبيرة في الجدران ،و بعد ردم جزء كبير من الخندق ،و نظرا لعدم توازن القوى من الناحية العددية و التسلح ،دخلت القوات الفرنسية القرية ،لكن ماذا وجدت، يعترف احد الضباط الذين هاجموا القرية بانيهم اضطروا إلى احتلالها شارعا شارعا ،و بيتا بيتا ،بل و حتى البيوت اضطروا لاحتلالها طابقا طابقا (حيث كانت معظم المنازل مكونة من طابقين) وأطلال الواحة تشهد على ذلك لمن ارتاد التأكد ،لقد دافع الشيخ بوزيان و رفاقه دفاعا مستميتا حتى استشهد رافعا سلاحه ،قام العقيد كانروبير CANROBERT بقطع رأسه و إرسالها إلى مدينة بسكرة أين علقت هناك لعدة أيام.
اقترفت فرنسا كعادتها جرائم لا تغتفر بعد سقوط القرية ،فبالإضافة إلى تقطيع النخيل ،تم إعدام 1500 شاب من خيرة شباب المنطقة ،و لم يسلم سوى بعض النسوة ،لذا تم ترقية هذا الملازم إلى رتبة جنرال ؟؟
خسرت فرنسا في هذه الثورة 1200 جندي منهم أكثر من 30 ضابط .
جاء في المجلة الإفريقية الصادرة سنة 1912 العدد 56 صفحة 34 جدول يبين عدد شهداء يوم 26 نوفمبر أي يوم الهجوم ،و رغم أننا لا نوافق الكاتب في الأعداد إلا أننا نستنتج منها مدى تلاحم سكان المنطقة بجميع عروشها في هذه الثورة و إليك الجدول :
ثــورة واحــة العامري :
من المعروف أن سكان واحة العامري من عرش البوازيد ، الذين مثلهم مثل باقي سكان المنطقة ممن يشتغلون بزراعة النخيل ،بالإضافة إلى تربية الماشية (الأغنام و كانوا يقومون بالتوجه نحو التل (لخروب ،شلغوم العيد،سطيف .....)
نظرا لوجود المراعي الكافية لمواشيهم ، وفي أواخر سنة 1874 أصبح (محمد يحى بن عبد الله من أولاد دريس (عرش البوازيد) أمينا عاما ( secrétaire لدى شيخ العرب ببسكرة ، وفي جوان 1975 وصلت رسالة مجهولة الهوية للحاكم العام بالجزائر ،تتهم بن قانة ، هذا الأخير الذي اتهم محمد يحى ، مما أدى إلى تقديم استقالته ، و الرجوع إلى العامري و نظرا لتراكم الأحقاد لدى محمد يحى مما رآه و عاينه بأم عينه من احتقار و ظلم و استهانة بالجزائريين ، سواء من طرف فرنسا أو أتباعها ، فقد رجع و هو مصر على القيام بالثورة ضد الوجود الفرنسي .
نظرا لوجاهته و ثقافته من شخصية أحمد بن عياش (المرابط) و الذي كان من الداعين للجهاد و الذي أصبح القائد الروحي للثورة .
علمت السلطات الاستعمارية و معها شيخ العرب بما ينوي القيام به محمد يحى لكنها لم تول ذلك أهمية كبيرة ، لكن خوفا من استفحال الأمر ،خاصة و إن تجربة الزعاطشة ليست بعيدة جدا ،أرسلت في 28 مارس النقيب "لوفرو lofroid الذي وصل إلى طولقة و أرسل إلى محمد يحى يطلب منه مرافقته إلى بسكرة هذا الأخير الذي كان قد قطع كل صلته بفرنسا و صمم على الثورة خاصة و انه وجد الدعم الكافي من العرش و من سكان المنطقة عموما رفض المقابلة .
في 31 مارس أرسل الحاكم العام بالجزائر برقية يأمر فيها حاكم مقاطمة بسكرة بضرورة تهدئة الأوضاع في العامري .
- يوم 06 افريل تحركت قوات ضخمة من بسكرة و تضم سلاح المدفعية و المشاة و الفرسان تحت قيادة قائد الفيلق (ديبوش dubuche ) و الذي وصل إلى بوشقرون يوم 09 افريل و عسكر بالقرب من فوغالة يوم 10 افريل .
بمجرد وصول أخبار المعسكر الفرنسي بدأ الاستعداد للجهاد حتى انه لم يتم انتظار وصول هذه القوات إلى العمامري، بل كان الرأي هو مباغتة العدو قبل الوصول و هذا ما وقع بالفعل ، ففي 11 أفريل قام سكان الواحة بمساعدة العروش المجاورة و هذا من شيم سكان المنطقة ،بالهجوم على القوات الفرنسية و دامت المعركة يوما كاملا لكن و نظرا لعدم توازن القوى اضطر المجاهدون للتراجع و استشهد في هذه المعركة قائدها (محمد يحى) و الكثير من المجاهدين الأبطال .
أما من الجانب الفرنسي فقد قتل العديد منهم و جرح محمد الصغير بن قانة.
يوم 14 افريل استغل الثوار العاصفة الرملية و قاموا بهجومات على قوات العدو من غروب الشمس ،و أحدثوا بلبلة كبيرة في صفوف الجيش الفرنسي ،مما اضطر قادة الجيش الفرنسي للاستنجاد بقوات أخرى و التي وصلت يوم 22 أفريل و تتكون من قوات للمشاة و المدفعية حيث وصلت القوة الأولى بقيادة العقيد (باروي barrue ) من قسنطينة و الجنرال (روكيرون roquebrune ) من بوسعادة.
تم نشر القوات الفرنسية كالتالي :قوات باروي ،شرق الواحة ،قوات روكيرون غربها ،قوات كارتيري شمالها ،و عسكر القوم مع الصبايحية جنوب الواحة أي (كدية ميمون) التي ترتفع قليلا عن بقية المناطق.
- يوم 26 أفريل بدأت المدفعية (14 مدفع من العيار الكبير) تضرب داخل أسوار القرية ،لمدة ثلاث أيام ،استمات خلالها السكان في الدفاع،رغم أن الذخيرة نفذت تقريبا و أصبحت القرية بسكانها في طريقها إلى الإبادة التامة خاصة و أن هؤلاء الضباط الفرنسيين و باعترافهم يفتخرون بالجرائم التي ارتكبوها في كل أنحاء هذا الوطن .
- إن المعركة غير متكافئة و المجاهدون غير قادرين على أن يجبروا العدو على محاربتهم وجهاء لوجه،فالاستمرار في الحرب هنا هو إعطاء الفرصة لفرنسا لإبادة عرش بكامله ،تحولت القرية إلى حطام مما دفع السكان إلى طلب توقيف القتال .
- إن نهاية ثورة العامري تشبه على حد بعيد ثورة الزعاطشة من حي الجرائم المفترقة من طرف فرنسا ،و هي كالتالي:
- 01-الخروج فورا من واحة العامري .
- 02- أقامة خيام لكل السكان خارج القرية
- 03- تسليم كل ما يملكونه من أسلحة .
- 04- تسديد مبلغ 10000 فرنك فرنسي فورا و 150 ألف ف.ف.على مدى 05 سنوات ،6000 ف.ف دية القوم الذين قتلوا ،3000 ف.ف.ثمن الخيول المقتولة ،54 ألف .ف.ف غرامات على الأسلحة غير المرخصة .
- 05-حجز كل غابات النخيل و بيعها بالمزاد العلني .
- 06- نفي عرش البوازيد بقرار طبق يوم 10 جوان 1876 كالتالي:
- الجبابرة نحو تيارت .
- اولاد دريس نحو المسيلة.
- أولاد يوب نحو تبسة .
- أولاد سعود نحو بريكة ثم إلى أولاد بوعون نواحي باتنة .
- قادة الثورة ،منهم من نفي إلى كاليدونيا الجديدة ،و منهم 19 نحو جزيرة كورسيكا قرب فرنسا و 68 منهم تحت حراسة مشددة في قسنطينة.
- يوم 07 أوت صدر قرار بالعفو و تم السمح للعرش بالعودة إلى المنطقة حيث رجع الكثير منهم العامري و الدوسن ،
ملاحظــــــة:
إن هاتين الثورتين ما هما إلا نموذجين لمقاومة مستمرة بدأت مع بداية وصول القوات الفرنسية ، ولم تهدأ أبدا طيلة القرن التاسع عشر ، لكن المقاومة و البطولة و التضحية و الفداء كانت أكثر وضوحا خلال الثورة المباركة و التي سنحاول ان نتطرق لها و للدور الذي قامت به المنطقة طولقة و ضواحيها أثناء فترة نضال الحركة الوطنية ثم الثورة المباركة (1954-1962)
الحركـــة الوطنيـــة
تعد الحركة الوطنية ضربا من ضروب المقاومة و الكفاح الذي اتخذه الشعب الجزائري في كفاحه الطويل و حربه المزمنة مع الاستعمار بعدما أرهقته المقاومة المسلحة ، و التي تجاوزت تسعة عقود من الزمن ،وما صاحبها من جرائم وحشية، وإبادة جماعية ومصادرة أراضي ، و غلق لمؤسساته التعليمية ، وزرع البعثات التنصيرية ، وطمس الهوية الوطنية ، و حوصر الشعب في مثلث الموت البطئ الجهل ، و المرض ،، والفقر(1)
وجاءت الحركة الوطنية في مطلع القرن العشرين و بعد نهاية الحرب العالمية الأولى ، استمرار للنضال في وجه الغزاة الفرنسيين ، بداء بالاحتجاجات بالعرائض ، و تشكيل أحزاب سياسية و جمعيات قافية و بناء مدارس تعليمية و هي الاستماتة و التضحية ضلت نارها متأججة ، ازدادت مع الأيام و تطورت مع الأحداث حتى استرجاع السيادة الوطنية .
ما هو دور طولقة و ضواحيها و هذه حركة؟
إن سكان المنطقة جزء لا يتجزأ من هذا الوطن ، يتألم لما يتألم له و يفرح بفرحه ، وقد نلمس ذلك جليا من خلال النتائج الكبرى للحركة الوطنية بالمنطقة ، من خلال الرفض القاطع و المقاطعة الكلية للمخططات الجهنمية التي وضعها الاستعمار الفرنسي ، لإذابتهم و اقتلاعهم من جذورهم الأصلية و تدمير بنيتهم الحضارية ، وقد تمثل رد الفعل في ما قاموا به من أعمال فكرية و ثقافية و ما أسسوه من نوادي و جمعيات إصلاحية و حركات كشفية و أحزاب سياسية ، بهدف التصدي للهجمة الاستئصالية الشرسة التي خطط لها العدو الفرنسي .
إن ظهور جمعية العلماء المسلمين ، وكرد فعل على الاحتفالات الاستفزازية التي قام بها الاستعمار الفرنسي بمناسبة مرور 100 سنة على احتلال الجزائر ، و التي أهانت الشعب الجزائري ، و اعتبرتها تكريسا للتبعية خطرا يهدد مصير الأمة الجزائرية في أصالتها العربية الإسلامية ، لقد كان كل هذا حافزا مهما لدى المواطنين الغيورين و منعرجا حاسما في تاريخ الجزائر عامة و طولقة خاصة ، من خلال الدور الذي قامت به جمعية العلماء في النهضة الفكرية و الثقافية و التي لعبت فيه مدارس الجمعية الدور الأساسي ، في المحافظة على الهوية الوطنية ، وإرساء قواعد الدين الإسلامي الحنيف ، و محاربة الجل و البدع و الخرافات التي شجعها الاستعمار الفرنسي ، وأصبحت قضية تعليم الصبية و حفظ القرآن الكريم من المهام الأساسية لكل مدينة و قرية و عرش بل هناك من جعل معلما خاصا لأبنائه و على نفقته ، وتنافس المخلصون في بناء الأقسام التعليمية بالمال و الإنفاق على المعلمين و ازداد ذلك في إعقاب زيارة الإمام بن باديس إلى طولقة سنة 1938 ،حيث تحدى المواطنون أوامر بن قانة و أعوانه و أتباعه في محاولتهم إفشال هذه الزيارة (1) ، وكان من الذين أقام وليمة تليق بمقام ابن باديس و رفاقه ، جمع فيها كل أعوان البلد وجهاء القوم ، و الذين زاد عددهم عن الخمسين نفرا ، و في اليوم الموالي طوى برنوس المشيخة ، وذهب به إلى بن قانة و قال له ، (..هذا ما يربطني ...و أنا لن أقبل أن يقال على ، أن يأتي شيخ العلم بن باديس إلى المنطقة و لن أكرمه...)(2)
لقد كانت تلك الزيارة فاتحة خير على المنطقة ،حيث بدأت تظهر الأقسام التعليمية ، و بأعداد كبيرة في كل من طولقة ، وبرج بن عزوز،و فرفار و السلطات الفرنسية في ذلك العهد،لكن الملاحظ أنه رغم اختلاف مشاربهم السياسية ،و توجههم الفكري مثقفون جميعا على محاربة الاستعمار الفرنسي .
و تذكر الراويات أن الجميع كانوا يتلهفون أخبار الحرب و انتصارات الألمان على الفرنسيين رغم الشعار الألماني المعادي للجنس السامي،اقتداء بالمثل القائل (عدو العدو صديق)وطفق على السطح اللغوي تعريف الألمان بـ(قيوم) و فرنسا (بالعكري)هذه المصطلحات كانت شائعة لدى الطبقات المناضلة و حتى الطبقات الشعبية .
لم تمهل الحركة الوطنية النظام الكشفي حيث وجدت أفواج من الكشافة في كل من طولقة و برج بن عزوز على الخصوص،و لعبت هذه الهيئة دورا كبيرا في تثقيف الناشئة و تعليمها الأبجديات الأولى للنضال و هيأتها للمعركة التحريرية الكبرى ، بينهم و بين عدوهم اللدود ،وتذكر الروايات أن مركز الكشافة بطولقة كان في رسوطة الغربية في (دار بن الشاوش زيوشي) وفي البرج.
وما أن لاحت بوادر انتصار الحلفاء تهيأ الشعب الجزائري للثورة ،ضد فرنسا نظرا لرفض فرنسا منح الجزائريين أدنى المطالب ،فما بالك بالاستقلال .
و ازداد التعنت الفرنسي المدعوم من طرف المستوطنين ،حيث حاولوا القضاء على هذا المولود الجديد في المهد ، خاصة و أن الحركة الوطنية بدأت تعد نفسا .
للثورة (جمع الأموال و شراء الأسلحة)
و تفيد الروايات أن المناضلين من قدموا(صياغة نسائهم )لشراء الأسلحة ، و القيام بالثورة (2) غير أن هذا الحلم تبخر بعد مجازر 08 ماي 1945 الرهيبة و التي راح ضحيتها أكثر من 45 ألف مواطن ذنبهم الوحيد مطالبتهم بالحياة الحرة الكريمة،و حق تقرير المصير طبقا لقوانين هيئة الأمم المتحدة ،كما قامت فرنسا باعتقال كل من تشم فيه رائحة الوطنية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- بوبو غانم /كان ساعيا للبريد على المنطقة كلها وشارك في الحرب العالمية الثانية واختبر لمعرفته للسلاح و التدريب
2- محمد الصغير حدود/و السعودي المداني محمد بن مبارك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إليك قائمة المعتقلين السياسيين في الحركة الوطنية بعد مجازر 8 ماي 45 :
طولقـة برج بن عزوز
1. أحمد درواز مصطفى بجاوي
2. أحمد الصغير حدود
3. النذير الصيد
4. المداني سعودي ليشانـــة
5. محمد بن الحمي زيوشي الحاج المولود بلشهب
6. عبد القادر زيوشي
7. الاخضر بشار
8. الطاهر بوزيدي
9. عبد الله جندي
قائمــــة لمناضلين بالحركة الوطنية(بطولقة و الزاب الظهراوي )[/
color]
طولقــــة فوغالـــة
- محمد خيضر الطاهر لعجال
- محمد قروي (الهركلي) المختار ضحوي
- الحاج بن عيسى جناد أحمد طالب
- مبروك حسين عبد الحميد محمد دريسي
- علي بن عثمان خير الدين فرفـــــار
- احمد حدود عمار محبوب
- محمد الصغير حدود مداني رحمون
- مداني سعودي برج بن عزوز
- الصيد النذير عبد الحفيظ جلاب
- محمد بن الحمي زيوشي الطاهر بجاوي
- عبد القادر زيوشي مصطفى بجاوي
- بلقايم حواجلي بوزيدي الجيلالي
- لخضر بشار مقدم ابراهيم
- لمقدم بن عبد الحليم عبد الكريم جلاب
- الطاهر بوزيدي عبد المجيد جلاب
- الصيد محمد بن علي عبد الكريم جلاب
- الصيد بوزيد بن عبد الرحمان عبد المجيد جلاب
- غانم بربار العربي الشريف
- بلقاسم برشيد محمد بن الطاهر الشريف
- سليمان الصيد بجاوي عمر بن مصطفى
- عبد الله بن عطية جنيدي بوزيدي البوزيدي
- لزهاري بن العطوي ليشــــانة
- العيد بن جدي الحاج المولود بن لشهب
- جباب قدور أمحمد بن ساسي
- علي بوزيان سوسي تومي عنتر
معزي بلقاسم
قائمـــة العلماء و المثقفون بطولقة و ضواحيها
طولقة
مصطفى الصيد
محمد الطاهر حدود
عبد العزيز حدود
الصالح قريد
ابراهيم علاوي
محمد جدي
سيف الدولة عثماني
عبد الحفيظ عثماني
الشيخ العباس عثماني
المداني عثماني
الطاهر عثماني
بشير بن داود
ضيف الله ابراهيم
ضيف الله محمد
السعيد بن المداني عثماني
عبد القادر بن العربي عثماني
عبد الله بن المبروك عثماني
عبد الرحمان عثماني
محمد لخضر شريف مواقي
فرفــــــار
محمد خير الدين
محمد محبوب
علي مغربي
محمد قيصران
فوغالـــــة
الطاهر لعجال
محمد ادريسي
مختار ضحوي
ليشانـــة
احمد مغزي
محمد مغزي
مصطفى معزي
احمد سحنون
فرحات بن الدراجي بوحامد
الطيب بو عبد الله
برج بن عزوز
مصطفى بجاوي
المكي بن عزوز
لخضر بن عزوز
لحسن بن عزوز
لعمارة علي
محمد بجاوي
العربي شريف
علي شريف
محمد شريف
عبد الكريم جلاب
عبد المجيد جلاب
الثــــــــــورة التحريريـــــة
(1954-1962 )
إن الحديث عن ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 يشدنا إلى ذلك الزخم السياسي الذي عاشه الجزائري في مطلع العقد الخامس من هذا القرن و إلى الزحمة السياسية التي عرفها مناضلو الحركة الوطنية بجميع شرائحهم و مشاربهم و الرغبة وفي التطلع نحو الانعتاق و الحرية و إيجاد موقع قدم في هذه المعمورة ، ومن ثمة جاء أول نوفمبر 1954 .
ليضع حدا فاصلا بين عهدين بارزين :
- عهد استعماري (صليبي)"كولونيالي" حاقد بما فيه من مآسي و الألم و محن و أهوال و هدم لكل مقومات الشعب الجزائري بغية شله عن دوره الحضاري الإنساني .
- وعهد بعث الثقة في قدرات الإنسان الجزائري و تثمين إمكانياته و إعادة بناء دولته وصولا إلى مساهمته في المشروع الحضاري العالمي .
وجاءت الثورة التحريرية 1954-1962 لتضع الأمة الجزائرية أمام محك التاريخ و غذته بالشحنات الضرورية الأزمة ،ليعيد مجده المغتصب ، ومكانته الريادية بين أشقائه العرب و أصدقائه في العالم
{...فكان نوفمبر 1954 الثورة و الامتحان و المعجزة... }
ومن هذه المنطلقات ،لا غرابة أن يتجند سكان المنطقة حول هذا الحدث المصيري و يتدفقون طلبا للجهاد و الاستشهاد في سبيل تحرير وطنهم و هما الذين و رثوا النضال كابر عن كابر من المقاومة الشعبية إلى الثورة التحريرية ، ورغم أنهم يدركون أن معركتهم مع العدو غير متكافئة عددا و عدة ، وإمكانات.
لقد كان اعتقادهم الساند و عزيمتهم الراسخة في تحرير وطنهم و حبهم للاستشهاد في سبيل ذلك أعظم و اكبر مما يوجد عند عدوهم .
و تدل الراويات المستقاة من المناضلين الأوائل في الثورة التحريرية ،أن طولقة و ضواحيها كانت حاضرة و متواجدة يوم الحدث الأكبر ،حيث تطوع رجالها و شبابها في خدمة الثورة ،بما يملكون من أموال و سلاح و تموين و دعاية (1)
وكانت بوادر العمل تتمثل في تجدير الكفاح و استمراره و جعله حديث العام و الخاص في الأسواق و اللقاءات العامة ، و استطاعت الطلائع الأولى أن تقوم بهذا العمل خير قيام ،متطوعة متخذة من مقولة الشهيد " العربي بن مهيدي "(..ارموا الثورة إلى الشارع ...يحتضنها الشعب)
بدأ هذا المولود الجديد يكبر مع الأيام و يتعاظم شأنه و يزداد رواده و محبوه رغم ما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-01- شهادة المجاهد الطاهر لعجال /ضابط في جيش التحرير الوطني ،حيث يقول أن كل من المقدم بن عثمان و المداني رحمون ،محمد خير الدين بن سحنون ، و أحمد طالب كانو من الاوائل في الاتصال بالثورة و العمل من اجلها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كما يمكن القول أن بداية الثورة عرفت تحركا للضمائر و رجوعا للأصل ،حيث كانت سنة 1956 سنة للمقاطعة الفرنسية ،حيث قاطع موظفو الإدارة الفرنسية من الجزائريين ،مثل (المشائخ و القياد)الدولة الفرنسية ،كما شهدت أيضا خروج القومية كلهم من صفوف الجيش الفرنسي في شهر مارس 1956 ،خاصة بطولقة و أورلال ، وان دل على شئ فإنما يدل على مدى تأثير القيادة السياسية لجبهة التحرير الوطني ، ونشاط رجلها بالمنطقة .
من المعروف أيضا أن كل مجند كان يأخذ معه سلاحه الشخصي و هناك الكثير من كان يقوم بشراء السلاح قبل الانضمام إلى صفوف جيش التحرير ،أو يدفع كل من يملك سلاحا للثورة .
قامت به السلطات الفرنسية من قهر و تعسف لخنقه و دفنه في المهد.
و بما اننا لا نستطيع تغطية هذا الموضوع تغطية تليق بعظمة الثورة و كثرة
وقائعها و الأساليب الجهنمية التي استعملتها السلطات الفرنسية ،لصده عن الثورة ،اخترنا أن نتناول موضوع جرائم الاستعمار بالمنطقة ،خاصة و نحن على يقين أن الحديث عن تطوع شباب المنطقة في صفوف الثورة و جمع السلاح و الأموال من الحقائق البارزة التي لا غبار عليها و ستجدون ذلك واضحا في الملاحق الخاصة ضمن هذا البحث.
جرائـــم الاستعمـــار الفرنسي بالمنطقة
قائمة مراكز جيش التحرير الوطني(طولقة المدينة و ضواحيها )
قائمة بعض إطارات الثورة أعضاء جيش التحرير الوطنية (1954-1962)
أولا العمليات العسكرية بالمنطقة بين (1955- 1962)
الشهيد البطل محمد العربي بعرير
الشهيد البطل الصيد نور الدين
الشهيد البطل محمد شكري
البطل الشهيد مخلوف مخلوفي بن قسيم
الشهيد البطل حشاني الدراجي
سيرة الشهيد شريف مواقي محمد لخضر
نبذة تاريخيــة عن حياة الشهيــد بن ســـــــــــــالم ابراهيـــــــــم
قائمة المصادر و المراجع
الشهيد :سلمي محمد الصغير
الشهيـــــــد مخلوف بن غضاب
جرائـــم الاستعمـــار الفرنسي بالمنطقة
- إذا كان التواجد الفرنسي بالجزائر هو جريمة بحد ذاتها ،نظرا لما قام به من جرائم بشعة لا زالت الذاكرة الجماعية للمواطنين تحتفظ بها ، و إذا اعتبرنا المنطقة كلها ، أي (الصحراء عموما) كانت تعيش تحت النظام العسكري اعتبارا من سنة 1902 و حتى اندلاع الثورة التحريرية ، فهذا يدل على أنها كانت تحت حكم خاص و نظام عسكري قائم .
- و بما أن المنطقة (بسكرة ،عاصمة الولاية)كانت متواجدة بالقرب من الأوراس الأشم ليلة أول نوفمبر 1954 ،معنى ذلك أنها كانت تحت مجهر السلطات الفرنسية و انطلاقا من هذه المعطيات نجد:
- إن نظام حضر التجول بدأ في الثلاثي الأول من سنة 1955وتدفق الجيش الفرنسي في طولقة التي لم تكن مهيأة لذلك ، و كان انتشارها في تلك المرحلة في المدارس و مركز البريد و دار القومية (مقابل الساحة حاليا) و جئ بفرق السنغال الذين عاثوا في الأرض فسادا ، بإذلال المواطنين و تخوفيهم و ترويعهم مثل أذا كانت دورية الجيش سائرة فكل جندي منها يحمل هراوة و على المواطنين أن يقفوا جميعا لتحيتهم و إذا كان على دراجته فعليه أن ينزل منها و يقف ، و الذي لا يقوم بذلك ينهال عليه الجنود بالضرب .
- استباحة طولقة كاملة (منازل و دكاكين) في إضراب الثمانية أيام ، بحيث تبقى أبوابها مفتوحة و متاجرها عرضة للنهب ،طيلة مدة الإضراب .
- يمنع على أي مواطن أن يذهب إلى بستانه دون رخصة مسبقة من مركز لاصاص sas وذلك قصد التعرف على المواطنين و إجبارهم على عدم تنفيذ أوامر الجبهة و القاضية بعدم الاتصال بمراكز العدو .
- تهديم كل أسوار البساتين سواء في الطريق العام أو غيره بعد أي عملية يقوم بها المجاهدون .
- إصدار أمر بعدم إرداء اللباس التقليدي على كل المواطنين و خاصة الكبار ،الأمر الذي أدى بالكثير منهم إلى البقاء في منازلهم باعتبار ان ذلك يمس أحد مقوماتهم الوطنية و ينقص من رجولتهم.
- أما عن ضابط الشؤون الأهلية لاصاص sas فكل يوم هو في شان مع المواطنين لمحاولة التأثير عليهم ،و تجميعهم في أي وقت يريد،إضافة إلى النهب غير المباشر للمواطنين ،و من أمثلة ذلك وضع حصان اليانصيب ثم يبدأ في ابتزاز المواطنين ،بحيث يجبر هؤلاء على شراء ورقة اليانصيب و الذي يرفض يحرم من استخراج الأوراق الإدارية .
- الذهاب إلى السينما إجباريا ،رجالا ونساء ،للإطلاع على منجزات فرنسا و قوتها و انتصاراتها على الثورة و الثوار .
- إجبار المواطنين و المساجين على الخصوص ببناء مساكن القومية في رسوطة الشرقية ، بالمجان و ذلك في إطار مشروع قسنطينة ،حيث يتقدم المواطنون و تدفع أجورهم ثم يدفعونها إلى ضابط لاصاص ..؟؟
- وضع رسوطة الغربية كلها في سجن حيث تم بناء سور ارتفاعه 3 أمتار على كل الحي و لم يتركوا سوى مدخلا واحدا لتفتيش و الرقابة قرب الثكنة العسكرية(دار بن قانة) وكل مواطن يخرج لا بد من تفتيشه (للعثور على المئونة خاصة) بحجة قطعها عن الثوار .
- إذلال للمواطنين و للحط من شرفهم يقوم الضابط الفرنسي (انتقاما من بعض العمليات الثورية بإجبار المواطنين الذكور بالمشي على عراة و فوق أرضية اسفلتية خشنة (حصبة)و أي واحد يتجرأ على رفع رأسه او التوقف يقتل مباشرة (قام بها من فوغالة إلى طولقة) و من البلية ما يضحك حيث و بعد أن أمر الضابط السكان بالمشي على أربع و الكفر بالله ،قام احد الشيوخ المسى محمد الشريف و قال للضابط (..يا سيدي القبطان.....رانا كفرنا من نهار اللي جيتو..)
قائمة مراكز جيش التحرير الوطني :
(طولقة المدينة و ضواحيها )
طولقــــة
- المقطوفـــة
- جنان لمقدم بن عثمان
- دار الشيخ عيسى السايب
- جنان احمد بن الحسن الطبي
- جنان قديدة
- دار الصغير هويملي 3بوزيان محمد بن لحسن
- عطية لعلى
فوغالـــة
- العامري (لغروس)
- عين العامري (المقطوفة
الصحيـــرة
- العمري جعادي
فـــرفـــار
- المختار شكال
- مراكز اخر
- السايب نصري
- العمري نصري
- العربي بن فيرك
- بن جدو السايب
برج بن عزوز
- امطورة :جنان محمد بن الحاج المسعود
- القدار:جنان بن قريد
- دار رتيمة
- الزرقة دار الحاكم
- لبداع دار سي محمد شريف
- عين العراعرية
بوشقرون
- دار جاب الله محمد
- دار العيد منصور=عين الطهور
- خارج الاوطان
- مركز التدريب :وادي مليلي
- مركز الزعاطشة
- دار اسماعيل حماني
- محمد بن ناصر
ليـــــــوة
- دار العربي بن الجيلاني قطاف
- دار السعيد بن قطاف
- دار عطاف لخذاري بن بكر
- قياضة : الصالح سليمان
- الرموثة :بوزيد
لذا تقول لكاتب هذه الوثيقة عبد الحميد هويملي نسأل الله العظيم أن يجازيك بقدر حروفها حسنات .
نتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم من قريب أو بعيد في انجاز هذه الوثيقة التي تزخر بالمعلومات التاريخية عن منطقة الزيبان
من قبل الإسلام حتى الى عهد الثورة التحريرية , وستكون هذه الوثيقة مرجعا شاملا لكل باحث في تاريخ هذه المنطقة , و كما قال
صاحبها هي وثيقة مفتوحة لمن يريد أن يضيف أليها من كنوز المنطقة .
Photo : Biskra, Tolga Bab Edechra, la Casbah de Tolga en 1890
Colorée en décembre 2015 par Si Omar El Ankaoui
Réf.: http://forum.univbiskra.net/index.php?topic=9364.0;wap2


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)