اتخذت هذه الأيام احتياطات أمنية استثنائية في محيط مدينة حاسي مسعود، ومحاور المنشآت النفطية في الجهة، طبعها تشديد المراقبة والتفتيش للأشخاص والمركبات على مستوى الحواجز الأمنية، وتوسيع وتكثيف حركة الدوريات الأمنية.
لفت الانتباه أكثر يوم أمس، خاصة على مستوى الحواجز الأمنية الثابتة لكل من الدرك والأمن في المدخلين الغربي والشرقي لمدينة حاسي مسعود. الإجراءات غير الاعتيادية التي اتخذت في عملية مراقبة وتفتيش الأفراد والمركبات، بصورة أنهت المرونة المعتادة على مستوى الحواجز الأمنية، والتي أصبحت مع تحسن الوضع الأمني لا تتجاوز حد مراقبة رخص العبور، أو تفتيش المركبات المشبوهة، وذكرت بإجراءات مماثلة في الصرامة والتدقيق كانت قد عرفتها المنطقة في التسعينيات، بسبب التهديد الإرهابي للمنشآت النفطية وللرعايا الأجانب العاملين في الشركات البترولية في الجهة.
وبرأي مصادر متابعة، فإن هذه الإجراءات التي مست حتى محطة نقل المسافرين، وعكست مستوى من القلق لدى الجهات الأمنية، يمكن قراءة مبرراتها، إلى جانب حرص القيادة، على الحفاظ على مستوى معين من التفطن لدى العناصر الأمنية من درك وجيش وأمن، في ثلاثة أبعاد على الأقل؛ الأول هو توصل الجهات الأمنية المشتركة في الأيام الأخيرة إلى معلومات ''جدية وخطيرة'' فحواها وجود مخطط لدى ما يعرف بـ''تحالف عصابات التهريب والإرهاب'' العابرة للحدود، لاستهداف منشآت بترولية أو اختطاف متعاونين أو عمال أجانب. أما المعطى الثاني و، الذي يعتبر على علاقة بالأول، فيتمثل في وجود قلق كبير لدى الجهات الأمنية يتأسس على معطيات استخباراتية وافتراضات أقرب إلى الدقة، من احتمال وقوع أسلحة ذات قوة تدميرية، مهربة من ليبيا إلى المنطقة، في يد تلك العصابات، يمكن أن تشكل تهديدا جديا قويا للأمن وللمنشآت النفطية، وخطوط النقل. كما جاءت العملية الأخيرة المتمثلة في إحباط محاولة تهريب أكثر من طنين من الكيف في عمق الصحراء على طريق حاسي مسعود عين امناس، والتي اعتبرت ضربة قوية لعصابات التهريب، لتعزز كل القلق من احتمال تسلل العناصر المتورطة فيها، والتي لم يتم توقيف أي منها، إلى المدينة سواء في ورفلة أو حاسي مسعود، وهو ما يفسر توسيع وتكثيف نشاط الدوريات، وكذا عمليات التفتيش الأمنية التي مست جيوبا من بعض الأحياء، تصنف لدى الجهات الأمنية على أنها نقاط سوداء وذات سوابق في الجريمة وتهريب المخدرات، وهو المعطى الثالث الذي يبرر هذه الإجراءات.
وفي سياق ذي صلة، علمت ''الخبر'' من مصادر متطابقة أن ضابطا في الجيش برتبة مقدم يشغل بحاسي مسعود موقع مسؤولية تابع للقطاع العملياتي لورفلة، تم توقيفه مؤخرا على خلفية معلومات صرح بها عنصر من جماعة إرهابية أوقف مؤخرا في بومرداس، محتواها حصول الجماعة على ''دعم'' من شخص يعمل بحاسي مسعود، وله علاقة عائلية بذات الضابط.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/10/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : ورفلة: س. سالم
المصدر : www.elkhabar.com