الجزائر

بريطانيا تبارك المبادرة الإفريقية لحل الأزمة الليبية



بدا التناقض هو السيد في العلاقات داخل تحالف بلدان الناتو فيما يتعلق بالأزمة الليبية. ففي الوقت الذي يعلن أمينه العام، الدنماركي فوغ راسموسن، عن مواصلة القصف على ليبيا، ضاربا عرض الحائط جميع الاقتراحات الرامية إلى بحث مخرج من الطريق المسدود، بعد فشل الخيار العسكري، يبارك وزير خارجية بريطانيا المبادرة الإفريقية.حيث قال وليام هاغ للموفد الإفريقي جان بينغ، رئيس المحافظة الإفريقية للأمن والسلم، إن الاتحاد الإفريقي ''يلعب دورا مهما'' في حل النزاع الليبي. وهذا ليس بالهيّن، نظرا للدور المحوري الذي لعبته بريطانيا- مع فرنسا- في إصدار اللائحة الأممية رقم 1973 التي أباحت الحرب على ليبيا. وأضاف أنه ''من الهام جدا أن يؤكد الاتحاد الإفريقي على عدم مشاركة القذافي في المفاوضات وعلى ضرورة نقل السلطة''.
من جانبه، دعا جاكوب زوما المتمردين الليبيين إلى الشروع في المفاوضات ''في أسرع وقت'' بعدما أقنع الناتو بالضغط عليهم للجلوس على طاولة الحوار، وشكر الرئيس الروسي على مساندته الكاملة للطرح الإفريقي.
جاءت هذه الردود والمواقف على هامش اللقاء الذي تم بين مجموعة الاتصال الغربية المتحالفة على النظام الليبي والوفد الإفريقي الذي يقوده رئيس جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، في مدينة سوتشي الروسية.
في هذه الأثناء أعلن مصدر من الناتو أن أمينه العام سيلتقي بممثلين عن المجلس الانتقالي الليبي في 13 جويلية بمقر الحلف ببروكسل. وأكد نفس المصدر للوكالة الفرنسية للأنباء أن سفراء دول الاتحاد الأوروبي أعطوا الموافقة على هذا اللقاء. غير أن الناتو لم يؤكد الخبر رسميا، بالرغم من أن راسموسن كان قد التقى بأعضاء المجلس الانتقالي في وقت سابق. ويقول هذا الأخير إنه بعد تخلي القذافي عن الحكم ستأخذ الأمم المتحدة المبادرة بليبيا، استخلافا للناتو. وتعود قوات الناتو إلى قواعدها.
أما وزير الدفاع الفرنسي، جيرار لونغي، فقال إن إنزال الأسلحة على المتمردين الليبيين ليس ضروريا. وشرح الموقف بالقول: ''لقد برز تنظيم سياسي منفصل عن طرابلس. ذلك ما يجعل عملية إنزال الأسلحة غير ضرورية''. وأضاف: ''هناك قلق لدى المجلس الانتقالي، قلق يصطدم بمبدأ الواقع''.
من جهتها استقبلت تركيا، أمس، ممثلين عن الأمم المتحدة ومجموعة الاتصال والمعارضة الليبية، في وقت نقلت صحيفة روسية فرضية تنحي القذافي عن الحكم. وسيتباحثون خلاله جدول أعمال اجتماع مجموعة الاتصال الذي سيعقد في 15 جويلية باسطنبول. ويثبت اللقاء التموقع التركي الجديد من الأزمة الليبية، تموقعا قد يكون نهائيا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)