الجزائر

براعم تجوب محطات الحافلات لإنعاش الركاب بالمياه الباردة



براعم تجوب محطات الحافلات لإنعاش الركاب بالمياه الباردة
في ظل ارتفاع درجات الحرارة المستمرة، غزت تجارة جديدة محطات الحافلات، وهنا نحن بصدد الحديث عن باعة قارورات الماء «البارد»، المتجولين عبر الحافلات وبين مستعملي مركبات النقل العمومي، بعضهم لا يتعدى ال10 سنوات، حاملين قارورات الماء البارد.. وهي الظاهرة التي ألفها الشارع الجزائري...تجارة تزاولها في كل فصل صيف، براعم تحمر أحيانا أياديهم الصغيرة من شدة ثقل تلك القارورات، باحثين بذلك عن مصدر رزق يحصلون من خلاله على بضعة دنانير تخفف عنهم شدة المصاريف، حيث يقومون بشراء المياه المعدنية من المحلات بسعر 20 دينار للقارورة الواحدة وبيعها ب 30 دينارا لمساعدة أوليائهم.في جولة استطلاعية قادت «المساء» إلى بعض محطات النقل العمومي بالعاصمة، رصدنا العديد من المراهقين الذين تبنوا هذه التجارة الموسمية، استعدادا لالتحاقهم بمقاعد الدراسة.اقتربنا من عدلان 14 سنة، منذ الساعات الأولى من الصباح، تسيل من جبهته قطرات العرق بسبب شدة الحرارة في المحطة، بقيت لديه قارورتان فقط، وراح ينادي بأعلى صوته داخل محطة ‘2 ماي 1945' بين حافلة وأخرى، لبيع ما تبقى له منها، معلقا محفظة صغيرة حول خصره، واضعا بداخلها النقود، سألناه عن هذه التجارة الموسمية فردد قائلا: «صديقي رفيق هو صاحب فكرة بيع قارورات المياه في الشارع، خصوصا عندما تشتد الحرارة، قررنا مزاولة هذه التجارة رغم أرباحها القليلة، إلا أنها تمكّننا من حصد مصروف يومي ولو من أجل تخصيصه للفطور».كانت محطتنا الثانية محطة حافلات نقل الطلبة ب "تافورة"، وجدنا "نبيل" الذي اعتاد منذ سنوات خلال فصلي الربيع والصيف على بيع قارورات المياه للطلبة، في حين يقوم ببيع المناديل الورقية خلال باقي الفصول، وتلك التجارة الموسمية حسبه تحقق له أرباحا تمكنه من مساعدة عائلته المعوزة، خصوصا أنه يتيم ولديه أخ معاق بحاجة إلى رعاية خاصة، مما يجعله يقوم بعدة رحلات بين المحطة وباعة المياه بالجملة.من جهة أخرى، يمارس عبد الحميد هذه المهنة لشراء مستلزمات الدراسة لأطفاله، هذا ما أوضحه خلال حديثه لنا، حيث قال: «أنا عاطل عن العمل منذ سنتين ووجدت في بيع المياه المعدنية المخرج الوحيد للإنفاق على عائلتي، حتى وإن كانت تجارة محتشمة إلا أنها تبقى مصدر رزق أعيل به عائلتي المتكونة من 5 أفراد».كما رصدنا تجارة جديدة وغريبة نوعا ما، مارسها الشاب فيصل فوق المدارج العليا للراجلين بشارع "حسيبة بن بوعلي"، وهي بيع قارورات الماء مضاف إليها قطرات من العصير المركز من النعناع أو الرمان لتعطيرها، وهي التجارة التي شهدت إقبالا شديدا من طرف المارة والركاب، خصوصا في الفترة المسائية، حين تشتد درجات الحرارة.وللحفاظ على برودة المياه المعدنية، كل تاجر يعتمد على حيلة معينة، فالبعض يستعين بحوض بلاستيكي كبير مملوء بالماء فيه قطع من الثلج ويضع بداخلها قارورات الماء للحفاظ على برودتها، في حين يختار البعض حقائب الثلاجة أو المبردات التي تكون أكثر فعالية من سابقتها.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)