بديعة بن شارب تسعى للحفاظ على آلة الأمزاد بتمنراست

أكدت بديعة بن شارب، الكاتبة العامة لفرقة إمزاد، خلال ندوة صحفية، أن آلة أمزاد هي آلة عريقة تستعمل في الحروب والأعراس معا، أين يستمتع الرجل الأزرق بأوتارها التي تدق في أعماق الجنوب الكبير. وفي هذا الشأن قالت محدثتنا إن الفرقة حطت الرحال بعاصمة الهضاب العليا لإمتاع الجمهور السطايفي بأنغام الآلة، مؤكدة أنه رغم اقتحام الديسك جوكي لأعراس سكان الهڤار ومنافسته لآلة أمزاد، إلا أن الآلة تبقى دائمة موجودة ولا تحلى السهرة إلا بها وبأنغامها العذبة، التي تخرج من الأوتار التي تحملها والتي يتغنى الرجل الأزرق وهو يعزف بها، بكل ما هو جميل من أماكن طبيعية وأفراح وأعياد.
وكانت في الزمن البعيد تستعمل في الحرب، وكانت الجمال تسير على وقعها وإيقاعها، لذلك فهي تحظى بقيمة خاصة لدى سكان الجنوب، خاصة لدى الرجل الأزرق الذي لا يهدأ له بال في الأعراس والليالي الملاح إلا بالاستماع إلى أنغامها الجميلة التي تحمل الكثير من الدلالات والمعاني والعبارات السامية التي أهلتها لتلك المكانة. وفي شهر ماي الفارط فكرت الفرقة التي تديرها فريدة سلال أن تحمل هذه الآلة من عمق الأهڤار وتنقلها في قافلة فنية مع نخبة من الفنانين إلى مختلف ولايات الوطن، من أجل تبليغ رسالة الحب وإخلاص للوطن، غير أنه وبعدما كانت هذه الآلة بالأمس القريب تحمل الكثير من الرموز والخصوصيات، أصبحت هذه الآلة التقليدية تقاوم من أجل البقاء.