الجزائر

بداية بومدين لم تكن ديمقراطية لكنه كان وطنيا



يجب قبل كلّ شيء تصحيح بعض الأشياء تقال هنا وهناك حول المسار النضالي لهواري بومدين. لم يكن بومدين مجهولا في الحركة الوطنية بل كان من مناضلي حزب الشعب في الجزائر ثم بمصر قبل .1954 والتحق باكرا بجيش التحرير الوطني (1955) وبعد ذلك ارتقى إلى منصب قائد عام لأركان الجيش (1960).
بعد الاستقلال، كان بومدين من المسؤولين السامين لجبهة التحرير الوطني الذين انضموا تحت لواء الزعيم الجديد للجزائر المستقلّة: أحمد بن بلّة. وهنا المؤرّخ يصحح مغالطة أخرى التي تزعم أنّ بومدين وجيشه (جيش الحدود المتكوّن من 35000 جندي) هو الذي سمح لجماعة تلمسان أي لبن بلة بالوصول إلى الحكم. لكن في الحقيقة إنّ مسألة كبيرة طرحت في تلك المرحلة (أزمة صيف 1962) تعلّقت بمن له الشرعية: الثورية والسياسية. وهنا بومدين وبن بلة لم يكونا في نفس المستوى.
ذاع صيت بومدين وجماعته (جماعة وجدة) بعد الانقلاب العسكري ليوم 19 جوان .1965 تميّز حكم بومدين ببدايته غير الديمقراطية (انقلاب عسكري) على عكس بن بلة الذي تم تعيينه رئيسا للجزائر باستفتاء شعبي (1963).
تميّزت فترة حكم بومدين بتقييد الحريات الفردية والجماعية. ولم تلعب جبهة التحرير الوطني دورها كحزب حاكم وواحد، بل همّشت لفائدة بقايا مجلس الثورة الذي أسّس بعد الانقلاب.
ختاما، نقول إنّ إيجابيات حكم بومدين هي وجود استراتيجية ونظرة اقتصادية، ولو أنّها لم تحقّق أهدافها، إلاّ أنها لها الفضل في الوجود حيث جنّدت آلاف الإطارات الذين كانوا يؤمنون بهذه السياسات، وهذا شيء إيجابي في رأينا.
فشل هذه التجارب ناتج عن غياب توازن في القوى السياسية وانعدام معارضة داخلية معترف بها. هذه الوضعية لم تسمح للبلاد بأن تستفيد من كفاءات وتجارب كلّ أبنائها.
بومدين كان في نفس الوقت وطنيا ومتشبثا بالحكم، وهذا ما كان حال أغلب رؤساء وزعماء البلدان التي خرجت من الاحتلال الأجنبي.
*باحث بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)