الجزائر

بداية النهاية لعهد ''الكوطات''



تجري قيادات الأحزاب، وخاصة منها ما يسمى الكبيرة ، هذه الأيام اتصالات حثيثة بحثا عن أسماء تتصدر قوائمها للتشريعيات القادمة، حيث شرع بعضها في مغازلة شخصيات معروفة كانت قد انسحبت من النشاط السياسي منذ سنوات لعدم قناعتها بالنهج المتبع في ممارسة السياسة، ويحاول بعضها إقناع مسؤولين سامين، ومنهم وزراء معروفون باستقامتهم، لترشيحهم في ولاياتهم الأصلية التي غادروها منذ سنوات طويلة للإقامة بشكل نهائي في العاصمة.
ويبدو أن نظافة المترشح و مصداقيته في الأوساط الشعبية بدأت تدخل تدريجيا في حسابات الأحزاب التي لم تكن تبالي في وقت سابق، لا برأي المواطن في الوجوه التي ترشحها، ولا بنسبة مشاركته التي كانت مضمونة سواء توجه المواطن إلى مكتب الانتخاب أو بقي في منزله، وذلك بفضل الإدارة يكثـر خيرها .
والواضح أن قيادات الأحزاب تعيش منذ مدة ارتباكا كبيرا يعود بالأساس إلى تخوفها من احتمال تحييد الإدارة ولي نعمتها في الاستحقاقات السابقة، وإمكانية تنظيم انتخابات شفافة ونزيهة ، ولو بنسبة معينة، مثلما وعدت به السلطة التي قد تجسد وعدها، إما قناعة أو استسلاما للضغط الداخلي والخارجي وتأثير ما حدث في دول الجوار، والاحتمال وحده كاف لوضع الأحزاب في حالة طوارئ.
وحسب الأصداء الواردة من بعض الولايات، فإن قيادات الأحزاب تواجه صعوبات كبيرة في إيجاد أسماء لها مصداقية شعبية وتحقق الإجماع داخل هياكلها التي احتدمت فيها الصراعات، خاصة بين الوجوه التي سبق لها وأن تحملت مسؤوليات في الأجهزة التنفيذية أو استفادت من عهدات انتخابية وترفض الرحيل، وبين عناصر ترى في العهدة القادمة آخر فرصة للفوز بمقعد في البرلمان تحقق به ما أمكن من امتيازات وتحل مشاكلها المادية العالقة، بما فيها ما يتعلق بالتهرب الضريبي بالنسبة لبعض المستثمرين والمقاولين. أما المناضلون الحقيقيون فلا أحد يعرفهم أو يسمع عنهم، لأنهم لم يكونوا يوما في الواجهة، ولا يحسنون أسلوب المناورات ولا يعرفون إدارة الصراعات.
وفي كل الأحوال، إذا لم تحدث طريقة سير العملية الانتخابية ونتائج التشريعيات القادمة، التغيير الجذري المطلوب، نتمنى أن تكون، على الأقل، بداية النهاية لعهد الكوطات وانطلاقة لممارسة سياسية على أسس جديدة.

chaabanezerrouk@yahoo.fr


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)