دخل وقف إطلاق نار شامل في سوريا حيز التنفيذ منتصف ليل الخميس بالتوقيت المحلي، وذلك بموجب اتفاق روسي تركي، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان. ونقلت سانا ”تلقى الرئيس بشار الأسد اتصالا هاتفيا يوم الخميس من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تناول وقف الأعمال القتالية الشامل على جميع أراضي الجمهورية العربية السورية”. كما تناول الاتصال الاجتماع القادم الخاص بسورية والمقرر عقده في أستانا عاصمة كازاخستان قريبا.ومن جهته، أكد المرصد بعد أكثر من ساعتين من بدء وقف إطلاق النار استمرار الهدنة في معظم المناطق السورية، مشيرا إلى خرق رئيسي تم رصده في ريف حماة الشمالي، حيث هاجمت فصائل إسلامية محلية مواقع للقوات الحكومية قرب بلدة محردة المسيحية. وأشار المرصد إلى معارك عنيفة بين الطرفين أجبرت القوات الحكومية على الانسحاب من تلة كانت تحت سيطرتها قرب البلدة. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، عن وقف إطلاق النار بعد إعداد الاتفاق مع تركيا التي تدعم المعارضة السورية منذ وقت طويل. وقال بوتين خلال اجتماع مع وزيريه للدفاع، سيرغي شويغو، والخارجية، سيرغي لافروف، إنه جرى توقيع ثلاث وثائق تمهد الطريق لحل الأزمة السورية. وأنّ الوثائق تضمنت اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية والمعارضة، وإجراءات لمراقبة الاتفاق، وبيانا بشأن الاستعداد لبدء محادثات السلام لحل الأزمة السورية. وأضاف الرئيس الروسي أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها ”هشة وتحتاج لعناية خاصة وتعاون”، وأن روسيا وافقت على الحد من انتشارها العسكري في سوريا. من جهته، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن وزارته بدأت الاستعدادات لاجتماع لحل الأزمة السورية في أستانة، عاصمة كازاخستان. وكانت تركيا وروسيا توصلتا إلى اتفاق على خطة لوقف إطلاق نار شامل في كل أنحاء سوريا. ونقلت الأناضول، الأربعاء، عن مصادر وصفتها بالموثوقة، أنّ وقف إطلاق النار وإجلاء السكان في مدينة حلب سيشمل عموم الأراضي السورية، وسيتم عرضه على أطراف الأزمة في سوريا، ويستثني التنظيمات الإرهابية، مضيفة أنه في حال نجاح الخطة ستشكل أساسا لمفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة التي تريد موسكو وأنقرة تنظيمها في الآستانة في قازاخستان.وبشأن مفاوضات أستانا المرتقبة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: ”للأسف مفاوضات جنيف بشأن وقف إطلاق النار في سوريا لم تثمر عن نتائج إيجابية، وأبلغنا بوتين بعدم رفضنا لفكرة البدء بمفاوضات جديدة في أستانا، وأعربنا للروس بأن أنقرة لا تنظر بإيجابية لهذه المفاوضات في حال تمت دعوة المنظمات الإرهابية إليها”. وأوضح أن ”مباحثات أستانا حول سوريا ستنعقد على مستوى وزراء الخارجية”، معربا عن أمله بمشاركة السعودية وقطر فيها. وتهدف تركيا وروسيا، من خلال ضمانهما للعملية، إلى المساهمة في المفاوضات ضمن عملية الانتقال السياسي، التي ينص عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.وفي السياق، أكد الرئيس السوري بشار الأسد لوسائل إعلام أجنبية أن ”هزيمة الإرهابيين في حلب خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب”، مشيرا إلى أن ”الإرهابيين ما زالوا يتمتعون بدعم رسمي من العديد من البلدان بما في ذلك تركيا وقطر والسعودية والعديد من البلدان الغربية ”. وقال الأسد في تصريح لقناة تي جي 5 الإيطالية: عندما لا يتمتع الإرهابيون بالدعم الخارجي لن يكون صعبا على الإطلاق التخلص منهم في كل مكان من سورية. مضيفا: ”إن اولويتهم في أوروبا.. وأنا أتحدث عن الحكومات الأوروبية.. ليست محاربة الإرهاب بل استخدام تلك الأوراق لتغيير الحكومات والتخلص من الرؤساء ”، لافتا إلى أنه ”بهذه السياسة لا يمكن إلحاق الهزيمة بالإرهاب في سائر أنحاء العالم ”.وفي حديث لصحيفة ”ايل جورنالي” الإيطالية، أكد الأسد أن على المسؤولين الأوروبيين أن يتوقفوا عن دعم الإرهابيين وأن يرفعوا الحصار الذي دفع العديد من السوريين إلى الذهاب إلى أوروبا وليس فقط بسبب الإرهاب. وقال الأسد للصحيفة: ”أنا واثق أنه بعد الحرب سيعود أغلبية السوريين إلى سورية التي ستشهد إعادة ولادة طبيعية من جديد، لافتاً إلى أنه عند عدم وجود الإرهاب، فإن المجتمع السوري سيكون أقوى بكثير من المجتمع الذي عرفناه قبل الحرب بفضل الدرس الذي تعلمناه.”
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/12/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com