أحيت الجزائر، أمس، الذكرى ال62 لليوم الوطني للطالب المصادف ل19 ماي، حيث انطلقت الاحتفالات الرسمية بهذه المناسبة من المركز الجامعي بتيبازة، بحضور وزير المجاهدين، طيب زيتوني، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، طاهر حجار. وفي مثل هذا اليوم من عام 1956، وجهت قيادة الثورة التحريرية نداء إلى الطلبة الجزائريين دعتهم فيه إلى الدخول في إضراب الهدف منه توجيه رسالة إلى المستعمر الفرنسي بأن كل شرائح المجتمع الجزائري متحدة من أجل افتكاك حريتها مهما كان الثمن. حينها أدركت القيادة بأن انضمام الطلبة لصفوفها سيعطيهم دفعة قوية خاصة بعد برهنتهم من خلال نشاطاتهم في الجمعيات بأنهم يتمتعون بدرجة وعي عالية وعلى دراية كاملة بمدى شرعية مطالب ثوار أول نوفمبر. وفور توجيه النداء، لبى الطلبة الجزائريون وقرروا مغادرة مقاعد الدراسة وفي نفس الوقت التحقوا جماعيا بالكفاح المسلح إيمانا منهم بأن الحرية تؤخذ ولا تعطى، وضحّوا بطموحاتهم العلمية من أجل خدمة القضية الوطنية التي كان خيارها الوحيد آنذاك الكفاح المسلّح. وقد كان التحاق الطلبة بالثورة التحريرية بمثابة دعم لها ورسالة للرأي العام العالمي بالالتفاف الكبير الذي تحظى به من مختلف شرائح المجتمع ومستوياته، وجاء إضراب الطلبة والثانويين ليفنّد أكاذيب المستعمر وادعاءاته أن الثورة لا وجود لها في الواقع وأن ما يحدث لا يعدو أن يكون سوى أعمال شغب وإرهاب تقوده بعض المجموعات الطّائشة. ولخص الطلبة في بيانهم مطالبهم التي لم تكن مختلفة عن تلك التي رفعها الشعب الجزائري بل هي نفسها حيث أدانوا وحشية المستعمر الفرنسي في قتل وحرق الطلبة المثقفين وعموم الشعب، كما حرصوا في بيانهم على التحدث باسم كامل التراب الوطني لتأكيد شمولية الثورة التي تبناها كل الجزائريون من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، ووجهوا دعوتهم لكل الطلبة للالتحاق بالثورة في الجبال. وتمحورت إستراتيجية الطلبة بعد الإعلان عن الإضراب في بيانهم على محورين أساسيين الأول كان المشاركة الداخلية مع جنود الثورة في الجبال ضمن كل التخصصات، أما المحور الثاني فكان المساهمة في تنوير الرأي العام الدولي بالقضية الجزائرية وأحقية الشعب الجزائري في نيل حريته. ويعّد إضراب الطلبة والتحاقهم بجيش التحرير الوطني وبمنظمته السياسية جبهة التحرير الوطني بمثابة الخطوة الأولى التي تلتها خطوات عديدة تدعيما للنضال الثوري، إذ بعد أيام قلائل من إضرابهم عن الدروس والامتحانات التحق أكثر من 157 طالبا بصفوف جيش التحرير الوطني في الولاية الرابعة. وتضمن برنامج إحياء الذكرى نشاطات ثقافية وفكرية ثرية احتضنها المركز الجامعي بتيبازة عرفانا وتقديرا لجيل ضحى بمقاعد الدراسة وأحلامه وطموحاتها تلبية لنداء الوطن والمساهمة في استقلال الجزائر من الاستعمار الغاشم. وبعد رفع العلم الوطني ووضع إكليل من الزهور وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الطاهرة بالمركز الجامعي لتيبازة، أشرف الوفد الوزاري على عملية رمزية لغرس 257 شجرة بالمركز الجامعي بتيبازة تخليدا وتقديرا لضحايا سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك.توقيع اتفاقيات تعاون بالمناسبة
وتم بالمناسبة التوقيع على اتفاقية تعاون في الميدان التاريخي بين مديرية المجاهدين ومديرية التربية ومديرية الثقافة والمركز الجامعي مرسلي عبد الله والإذاعة الوطنية بولاية تيبازة، قبل أن تشرف وزارة الداخلية ممثلة في مديرية الاتصالات الوطنية المحلية على تسليم عتاد إشارة يرجع إلى الحقبة الاستعمارية للمتحف الجهوي لولاية المدية. كما تضمنت الاحتفالات إشراف أعضاء الحكومة رفقة الأسرة الثورية والسلطات المحلية لولاية تيبازة على افتتاح معرض حول فرص تشغيل للشباب ومعارض لاختراعات الطلبة وأبواب مفتوحة على الخدمات الجامعية إلى جانب معارض تاريخية وصور نضالات الطلبة الجزائريين وإصدارات الكتاب التاريخي والإنتاج السمعي البصري. وفي نفس السياق، أقيمت بالمركز الجامعي بتيبازة ندوة تاريخية من تنظيم المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 تخللها عرض شريط وثائقي حول يوم الطالب ومداخلات نشطها أساتذة مختصين في التاريخ، قبل أن يسدل الستار على احتفالات الذكرى ال62 ليوم الطالب بتدشين مكتب استقبال والتكفل بالمجاهدين وذوي الحقوق على مستوى مستشفى تاقزايت عبد القادر بتيبازة والمشاركة في تنشيط حصة إذاعية بمحطة تيبازة الجهوية بالمناسبة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/05/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نزيهة م
المصدر : www.alseyassi.com