الفيلم رفض بناء على أسس سياسية وليس لأسباب إبداعية.
أرجع السينمائي أحمد بجاوي، سبب رفض إدارة مهرجان ''كان'' الدولي للسينما، فيلم ''أحمد زبانة'' للمخرج السعيد ولد خليفة، وعدم تصنيفه لا في المنافسة الرسمية ولا خارجها، لسببين أساسيين، بدءا من الظروف السياسية الحالية والانتخابات الرئاسية الفرنسية، وصولا إلى سيطرة
وضغط اليمين المتطرف، وتفادي الوقوع في نفس المشكل الذي حصل مع فيلم ''الخارجون عن القانون'' للمخرج رشيد بوشارب.
أكد السينمائي أحمد بجاوي، أن منع عرض الفيلم السينمائي التاريخي ''أحمد زبانة'' للمخرج سعيد ولد خليفة، والمنتج من قبل ''ليث ميديا''، من فعاليات مهرجان ''كان'' الدولي للسينما، في دورته الـ65، الذي تنطلق فعالياته في 16 ماي المقبل، لم يكن بسبب عدم جودته، وإنما للظروف السائدة في الوقت الحالي بفرنسا والمتزامنة مع الانتخابات الرئاسية، وضغط اليمين المتطرف الذي سبق له أن حاول منع عرض فيلم ''الخارجون عن القانون'' لرشيد بوشارب، في فعاليات الدورة 63، ما جعله يخرج خالي الوفاض.
وقال بجاوي إن فيلم ''أحمد زبانة'' لم يرفض لأسباب إبداعية، وإنما بناء على أسس سياسية، فرفضه أتى في كل أصناف المهرجان، سواء في المسابقة الرسمية والتنافس على السعفة الذهبية أو في أسبوع النقاد أو حتى في أسبوعي المخرجين، مردفا ''كنت واحدا من القلائل الذين شاهدوا الفيلم، وأؤكد أنه جيد وجدّي ويحمل حقائق تاريخية دقيقة ولا غبار عليها، موثق تاريخيا بجودة ومبني على أمور وأحداث ثابتة، فلم يكن هناك سبب جمالي وإبداعي أو حتى تقني لرفضه''.
وأبرز المخرج السينمائي أن الفيلم يطرح قضية جوهرية، تتمثل في قرار فرنسا بفكر الهيمنة الاستعماري لديها، تطبيق قرار الإعدام بغير وجه حق، على كل من التحق بالحركة الوطنية وحمل السلاح، ودافع عن قضية سياسية، رغم أن القرار من المفروض أن يطبق على المجرمين والفاسدين، مردفا ''حافظ الأختام آنذاك فرانسوا ميتران، صوّت على تطبيق قانون الإعدام على السياسيين، فيما عارضه فرانسوا ممديس، وهو ما لا تريد فرنسا تعريته، خاصة في الوقت الحالي''.
كما يضم الفيلم مشهدا حول تعطل المقصلة مرتين قبل إعدام الشهيد زبانة، لينفذ حكم الإعدام رغم ذلك، بعد طرح القضية على رئيس الجمهورية الفرنسية، ومدير سركاجي آنذاك روني كوتي، وهو ما يشكل، حسب بجاوي، نقطة سوداء قاتمة في تاريخ فرنسا، ''لا يريد اليمين المتطرف كشفها، كونه متخوفا من ظهور الجانب الاستعماري لفرنسا، ومدافعا عن الفكر الفرنسي، أضف إلى ذلك لا تزال أصابع الاتهام موجهة من قبل الشهيد زبانة إلى ضمير فرنسا.. زبانة استشهد وتحول من مقاوم إلى مز للمقاومة والبراءة''.
واعتبر أحمد بجاوي منع الفيلم من المشاركة في فعاليات ''كان''، بمثابة كشف التخلف السياسي الفكري في الأوساط الفرنسية، مواصلا ''وحتى بعد 50 سنة من استقلال الجزائر، فرنسا ليست مهيأة بعد لمراجعة تاريخ علاقتها مع الجزائر، بدليل احتفالها بنهاية إطلاق النار، وعرضها العديد من الأفلام الوثائقية التاريخية التي تخدم وجهة نظرها دفعة واحدة، خلال شهر مارس، وعدم ترك أي شيء لتاريخ الخامس من شهر جويلية''. فيما تأسف السينمائي لعدم جاهزية الهيكل السينمائي بالجزائر، لمواجهة ما عملت فرنسا على تحضيره من أفلام منذ سنتين، وبثته خلال مارس الماضي، مضيفا ''لم نكن في المستوى، ولا في الموعد للاحتفاء بالخمسينية، من حسن الحظ أن هناك فيلم ''زبانة''، رغم أنه لم ينجز في إطار خمسينية الاستقلال''.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/04/2012
مضاف من طرف : aladhimi
صاحب المقال : هيبة داودي
المصدر : el-khabar 26/04/2012