الجزائر


بالصور
إقبال جماهيري لافت على تظاهرة "ناس الكتاب" الشبابيةشهدت ساحة البريد المركزي بالعاصمة على مدار يومين تظاهرة ثقافية خاصة بعرض أكثر من 5000 كتاب، وذلك من أجل تقديمها مجانا، وهذا بمبادرة من مجموعة شباب يحترفُون تسطير مثل هاته التظاهرات سواء كان على المستوى الثقافي أو الاجتماعي.وتطلق هذه المجموعة على نفسها اسم "ناس الخير"، وتضم شبابا متطوعين ينشطون منذ أكثر من خمس سنوات في إطار تضامني متميز.وبعدما عُرفت بنشاطاتها الخيرية التي عنت بجمع الألبسة والأغذية وإعادة منحها وتوزيعها على الفقراء، تتجهُ المجموعة اليوم إلى بعث رُوح القراءة ونشر الوعي الثقافي بأوساط الشباب وذلك عن طريق منحهم كتب مجانية تغطي جميع احتياجاتهم الفكرية وتوجهاتهم، وهي مبادرة رحب بها الكثير ممن تحدثت إليهم "البلاد" وقالوا عنها إنها خطوة فريدة تستحقُ الدعم و"المرافقة" من أجل تحقيق هدفها السامي وهو التواصل مع مختلف الفئات بالمجتمع الجزائري بلغة العطاء غير المحدود والذي أثبتت وجودهُ فعلا مجموعة "ناس الخير" والذي كان بدايتهُ تبرعات ونهايتهُ إعادة تجسيدها من جديد وبعثها في أوساط مستحقيها فعلا.كما عرفت التظاهرة أيضا تفاعلا كبيرا بين الزوار وكل المقبلين على الطاولات التي تعرض كتبا في شتى المجالات والتي من شأنها أن تغطي جميع تطلعات القراء بالمطالعة.وشهدت التظاهرة أيضا تنظيم ألعاب لأطفال ومسابقات فكرية وجلسات للرسم من أجل الأطفال الذين بدوا في غاية التحمس لهذا النشاط.وفي حديث مع أحد نشطاء مجموعة "ناس الخير"؛ أكد لنا أن نشاطاتهم هي عبارة عن مجهودات فردية نمت على تفاعل الناس معها وأنهم لم يتلقوا أبدا دعم أي جهة رسمية، فهم على مدار السنوات الخمس يقومون بتنظيم خرجاتهم ونشاطاتهم بدون مساعدة أحد، وأيضا يضعون تحت تصرف الناس والمحسنين أرقام هواتف تستقبل جميع المساعدات والاقتراحات ، ويتم اختيار الكتب بعناية شديدة، حيث يشترطون على أن تخلو من المضامين المتطرفة وغير الأخلاقية.من ناحية أخرى، تعرف ذاتُ الساحة بالبريد المركزي نشاطا يوميا لبائعي الكتب القديمة والمستعملة. وكانت "البلاد" حاضرة بالمكان وقادنا فضولنا هذه المرة حيثُ الكتب التي أخذت حيزا كبيرا من الطاولات المعرُوضة هناك، إذ رُصَّت عليه الكثير منها. لكن ما يعيبُ حقا على هذا الفضاء هو احتواءهِ على مجموعة من مجلات أجنبية ذات أغلفة فاضحة جدا تحملُ بواجهاتها صورا لنساء عاريات تماما تخدشُ حياء كل من يبدأ بتصفح تلك الكتب، والتي غالبا ما تكونُ في حالة بعثرة.والأخطر من ذلك هو رؤية إحداها بيد أحد الأطفال الذي كان يُقلب الصفحات بفضول يعكسُ خطورة هذا الأمر الذي يحدث تحت أعين الباعة الذين لا يهمهم سوى كيفية التخلص من بضاعتهم، بينما لا تعنيهم الجوانب التربوية والأخلاقية وراء جلب الكتب القديمة وإعادة بيعها للناس، فإذا غاب هذا الوازعُ لديهم، حسب بعض محبي المطالعة الذين تحدثوا إلينا، فما فائدة العمل بمجال يفترض أنه أخلاقي أكثر منهُ مهني.وعن قيمة الكتب القديمة أخبرنا أحدهم أن هذا النوع من الإصدارات دائما تجد من يشتريها لأنها تحمل معنى كبيرا وقيمتها ترتفع كلما أصبحت قديمة.وأضاف أن إقامة مثل هذه التظاهرات وعرض هاته الطاولات تتيحُ الفرصة لشراء الكتب بسعر رمزي موضحا أنه مُهتم جدا باقتناء الكتب والمجلات العلمية؛ لذا فإنه يعجز عن شرائها عند صدورها من المكتبات الخاصة، ذلك أن ميزانيته كطالب جامعي لا تسمح له بشرائها. وسمحت مثل هذه التظاهرات بقلب العاصمة وأمام البريد المركزي؛ بتوافد المئات من محبي القراءة والمطالعة من كُل حدب وصوب لاقتناء الكتب والمجلات سواء كان ذلك مجاني كما توفرهُ بعض المجموعات، أو عن طريق البيع بأثمان رمزية تناسبُ الجميع وخصوصا الطلبة.الصور من ورشة الرسم التي نظمتها مجموعة "ناس الخير"على هامش التظاهرة- تصوير "البلاد"




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)