اكتسبت شهرة محلية.. والعالمية طموح مشروع
باق حدّة.. أنامل ذهبية تُبدع في صناعة الفخّار الصحّي
الأواني الفخارية هي ارث الأجداد الذي لا يزول فهي تحف مازالت حاضرة بقوة عبر البيوت لتسرد حكايات الماضي الجميل وبصمت أياد عل صون الأمانة والحفاظ عليها بممارستها بكل تفان وإخلاص.. من بين حاملي المشعل السيدة باق حدّة حرفية في صناعة الأواني الفخارية الصحية التي مارستها منذ أزيد من عقدين لتبدع في صناعة تحف متنوعة.. كانت لـ أخبار اليوم فرصة الالتقاء معها وتسليط الضوء على خبايا الحرفة الثمينة التي تبقى إرثا صامدا عبر الأجيال.
نسيمة خباجة
داعبت يداها الطين وهي ابنة السابعة بصناعة طاجين من الفخار باعته بسعر 70 دينار وكانت الخطوة الأولى التي فتحت لها بابا للتوغل في الحرفة وزاولتها لأزيد من 20 سنة.
باق حدّة أو أم عبدو حرفية في صناعة الأواني الفخارية الصحية تنحدر من ولاية المدية دائرة العمارية وبالضبط قرية السبت ببلدية بعطة في لقاءنا معها حدثتنا أنها تحب الحرفة وبدأت الحرفة بصفة فعلية في سن 14 سنة اما عن اصل التسمية أواني صحية فقالت إن ما تنتجه يختلف عن الأواني الفخارية لكونها تعتمد على الطريقة التقليدية الأصلية في صناعتها وتعتمد على الطين مئة بالمئة بحيث تقوم بعجنه واستعمال الأواني المكسورة وإعادة تدويرها وتنقية الخليط من كل الشوائب كما أنها تعتمد على فرن تقليدي لتجفيف التحف بعد صناعتها وتوقد النار بحطب طبيعي أيضا من أشجار البلوط واللوز والزيتون مما يضمن صحية تلك الأواني واستعمالها بكل أمان فهي طبيعية في كل مراحلها وخالية من الأضرار الصحية.
بعض الأواني الفخارية مغشوشة
وعن الفرق بين الأواني الفخارية والأواني الطينية الصحية قالت إن بعض الأواني الفخارية المروجة في السوق لا تعتمد على مراحل صحية في صناعتها مما يجعلها ضارة ومغشوشة وقد تؤدي إلى مخاطر صحية تصل إلى الأمراض المسرطنة كما ان موادها مجهولة وبعضها يُستعمل فيه الطلي أو الصباغة لاسيما الأواني الموجهة للطبخ وبتفاعلها مع النار تتحلل مادة الطلي مع الاكل مما يؤثر سلبا على الصحة. وقالت إن الأواني المختلفة التي تصنعها هي طبيعية مئة بالمئة لتضمن الجودة العالية وحفظ الصحة مما جعلها أهلا للثقة واكتسبت ثقة الزبائن داخل وخارج الوطن.
تسليم المشعل لفتيات في ذات الحرفة
صارت الكثيرات يبحثن عن تخصص مهني لممارسة حرفة يدوية يسترزقن بها من البيت وهو ما لم تبخل به الحرفية باق حدّة التي تنوي تعليم الحرفة للأجيال الصاعدة لكي لا تتوقف وتدوم فعملت كأستاذة مكونة في ولاية بوسعادة أين علّمت 17 امرأة يمارسن الحرفة حاليا بكل تفان وإخلاص واكتسبن شهرة في ولايتهن كما تفتح ورشات لفتيات المنطقة لتعليمهن فالحرفي لا يكتنز الحرفة بل يقدمها للجميع لكي تدوم وتستمر ولا تزول على حد قولها.
المشاركة في معارض وطنية
شاركت الحرفية باق حدّة في عدة معارض وطنية لعرض تحفها والتعريف بها على غرار معارض بولايات: الجلفة تيزي وزو بومرداس الجزائر العاصمة البليدة وتطمح إلى عرض منتوجاتها في معرض الجزائر الدولي إن أتيحت لها الفرصة للتعريف بتحفها في صناعة الأواني الفخارية الصحية لزوار المعرض الدولي من داخل وخارج الجزائر لتكون سفيرة الأواني الفخارية.
ضيفة في سفارة الاتحاد الأوروبي
طموح الحرفية باق حدّة عال جداً بحيث اكتسبت شهرة محلية على مستوى العديد من ولايات الوطن وكانت لها تجربة رائعة بنزولها ضيفة في سفارة الاتحاد الأوربي وهي تحمل بكل فخر تحفا للأواني الفخارية كرمز للهوية وارث الأجداد منذ امد بعيد بحيث أعجب السفير بحرفتها وتم التقاط صور لها في السفارة لتبقى في سجل الذكريات في ذات السفارة وفي سجلها الذهبي أيضا بحيث تسعى إلى السفر بالحرفة الثمينة إلى كل مكان للتعريف بها.
الفخار يبقى حياً
قالت السيدة باق حدّة في ختام حديثها معنا إن الفخار هو حرفة ثمينة تبقى ولا تزول أبدا بحيث مازالت قطعه حاضرة في البيوت الجزائرية التي تسعى إلى استعمال كل ما هو صحي بعيدا عن الألومنيوم والحديد كقنابل تهدد الصحة وقالت إنها تبذل قصارى جهدها لضمان الجودة والشروط الصحية في صناعة الأواني الفخارية وتعتمد على كل ما هو طبيعي من حيث المواد ومن حيث طرق التجفيف إذ تستعين بالفرن التقليدي وتتحاشى كل ما هو صناعي لحفظ الصحة واختارت ان تتلطخ أيديها بالطين لإنتاج تلك التحف إلا ان المشكل الذي يواجهها هو صعوبة توصيل التحف إلى كامل ولايات الوطن رغم الطلب عليها بسبب ارتفاع سعر التوصيل وحلمها هو اقتناء سيارة لإيصال طلبيات زبائنها ورأت أن الحرفة أقرب إلى النسوة عنه إلى الرجال على الرغم من أنها تفرض مداعبة الطين وتلوث الأيدي الناعمة إلا أن كل شيء يهون للحفاظ على ارث الأجداد كما أنها تكافح وتتحدى كل الصعاب والظروف لإتقان حرفتها مما جعلها تكسب زبائن على أرض الوطن وحتى من خارج الوطن فالشهرة المحلية حلم تحقق.. والعالمية حلم مشروع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/08/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum.dz/ar/index.php