الجزائر

باشي وبوجدرة وبرتينا وجيني يحاضرون في مهرجان الأدب وكتاب الشباب:‏



تتواصل بساحة رياض الفتح فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب، حيث نشّط الكاتب سليم باشي رفقة الكاتب الفرنسي أرنو برتينا ندوة بعنوان ''مغامرة الأدب''، في حين أحيا الكاتب رشيد بوجدرة مع الكاتب المتحصل على جائزة ''غنكور'' ألكسي جيني نشاط ''حوار بين كاتبين".
نوّه رشيد بوجدرة بالتيار الجديد في عالم الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية، الذي يتناول في أعماله الثورة الجزائرية بأسلوب جيّد، مضيفا أنّه ككاتب لا تهمّه المواضيع التي يتطرّق إليها الكتّاب بدرجة اهتمامه بالأسلوب الجيد واقتناء الكلمات المناسبة والتي تحمل في أعماقها الشاعرية الجميلة.
وأشار بوجدرة إلى أنّه ندّد بالامبريالية والكولونيالية حتى عندما حملت الصبغة العربية والإسلامية، مضيفا أنّه ماركسي يهتمّ أوّلا بما يحدث في بلده قبل أن ينتقد الآخرين إلاّ أنّ هذا لا يمنعه من قول رأيه في مواضيع مختلفة مثل مطالبته بعدم تقديم فرنسا دروسا لسوريا والمطالبة باستعمال العنف ضدّها.
واعتبر بوجدرة أنّ ما يكتب له الكثير من الحميمية وما يهمّه يتمثّل في التركيبة البنيوية للنص وكذا نفسية الشخصيات، خاصة تلك التي تخرج عن المألوف وأنّه لا يكتب التاريخ بل يقوم بتغييره في أعماله، ليختم مداخلته بالقول إنّ الكتابة الأدبية هي جملة من العذاب والإحساس الرقيق؛ فالكاتب إمّا أن يكتب وإمّا أن ينتحر.
من جهته؛ قال ألكسي جيني إنّه يهتم كثيرا في أعماله بتفرّد الشخصيات، أيّ بما يميّزها عن الآخرين، وهذا من خلال اهتمامه بشخصيات؛ اعتبر أنّها عادية حسب نظرة المجتمع إلاّ أنّها قامت في يوم ما بأفعال خارجة عن المألوف وهو ما تطرّق إليه في عمله الوحيد الذي تحصّل به على أكبر جائزة أدبية فرنسية ''غنكور ''2011 عن رواية ''الفن الفرنسي في الحرب''، والذي تناول فيه حرب فرنسا في فيتنام والجزائر.
في هذا السياق؛ قال ألكسي إنّ شخصيته الرئيسية في الرواية كانت في صفوف المقاومة الفرنسية ضدّ ألمانيا فارتدت بذلك لباس البطل لتجد نفسها في الأخير في خضم عمليات التعذيب في حرب الجزائر، مضيفا أنّ ما يهمّه هو دراسة شخصية رجل عادي تحوّل إلى غير عادي ومحاولة إجابته على سؤال ''كيف تحوّل شخص عادي وذكي إلى شخص عنيف ومنبوذ؟".
كما أضاف ألكسي أنّ السبب الكبير في تحوّل أشخاص عاديين إلى قتلة هو النظام الكولونيالي الذي سبّب الكثير من الشرور وإراقة الدماء، مشيرا -في السياق- إلى قدرة أيّ كان في التحوّل إلى العنف، أمّا معارضته لسياسة ديغول فقال ألكسي إنّه يقرّ بقدرة ديغول البالغة في إيصال رسائله عبر كلمات قويّة، إلّا أنّه يؤكّد أنّ كلّ شخص بما في ذلك ديغول يتصرّف وفق سياقه الزمني ولا يمكن أن يكون لخطابه تأثير واقعي في زمن آخر.
وأكّد ألكسي أنّ الكتّاب ليسوا فلاسفة ولا علماء اجتماع يشرحون أفكارهم، بل يكتبون كما يشعرون وفي الكثير من الأحيان دون تفكير ولا أفكار مسبقة حول موضوع ما، وهكذا يصل الكاتب إلى الواقع، مضيفا أنّه ليس من السهل كتابة الحقائق ولا حتى إيجادها إلاّ أنّ الحقيقة نصل إليها عبر الرواية وليس عبر السير الذاتية، كيف ذلك؟ ربما هو سرّ لا يعرفه حتى الأدباء أنفسهم.
بالمقابل؛ تطرّق سليم باشي في ندوة ''مغامرة الأدب'' إلى مغامرته في كتابه الأخير ''قصص حب ومغامرات سندباد البحري'' وكذا إلى أعماله السابقة مثل ''اقتلوهم جميعا'' و''كلب اوليس'' و''الكاهنة''، فقال إنّه يُحبّ أن يدفع القارئ إلى التساؤل عن فحوى الأحداث المقبلة في صفحات رواياته وهو ما يمكن أن يعتبره قاعدة من قواعد كتابة المغامرات والمتمثّلة في ''السوسبانس'' والبحث عن خفايا الأحداث، مضيفا أنّه يتابع أحداث شخصيات أعماله مثل القارئ تماما وكأنّه ليس هو الذي صنعها.
وأكّد باشي أنّه يحب أن يقدّم الكلمة لشخصيات أعماله، مضيفا أنّ أكثر ما يشدّه في الأدب هو طرحه لأسئلة عميقة مثل ''لماذا العنف القاتل؟''، ''ما الذي يدفع شخصا ما إلى الجنون وإلى ارتكاب أفعال شنيعة؟''، مشيرا -في السياق- إلى وجود جزء في حياة الإنسان مخفي قد يدفعه أحيانا إلى القيام بأمور لم يكن باعتقاده أنّه قادر على فعلها، وأضاف باشي أنّ الكاتب يتناول في مسيرته الأدبية العديد من المواضيع حتى تلك التي لا تمسّ الأدب بطريقة مباشرة مثل الإرهاب، وهذا عن طريق إعطائه أبعادا وعمقا أكبر، أمّا عن قدرته على إعطاء الكلمة لشخصيات أعماله الرهيبة مثل إرهابي أو ما شابه ذلك؛ قال باشي إنّه لا يرى حرجا في ذلك ومن الضروري أن يتناول الكاتب كلّ الشخصيات ويسلّط الضوء عليها وربما حثّ المختصين في دراسة الأسباب التي دفعت بهذا الإنسان إلى أن يتحوّل لشخص رهيب.
من جهته، تناول أرنو برتينا عمله الأخير حول مغامرة صحفي رياضي شاب وسعيه لإجراء حوار صحفي مع بطل رياضة التنس روجي فيديرار، فقال إنّه ليس من السهل أن نكتب حول رياضي ما زال يمارس رياضته، مضيفا أن أجمل ما يحبّ في الأدب هو فضول القارئ في معرفة الأحداث القادمة في عمل روائي ما ولهذا يعتمد أرنو على الكثير من السوسبانس في أعماله، وأضاف أرنو أنّ كتابه الأخير ''أنا مغامرة'' تطرّق فيه إلى معاناة الرياضيين الجسدية من خلال الممارسة الشديدة للرياضة وتناولهم للمنشطات التي تؤثر على صحتهم، بالمقابل؛ تناول المتحدّث في عمله هذا مسألة محافظة الرياضي الشهير أو النجم في أي مجال كان من الفن أو الرياضة على علاقته مع نفسه وحتى على هويته الخاصة وفي نفس الوقت تصرفه كنجم وإحاطته بالكثير من الناس.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)