باسل ومغوار انت يا ابا جهل

بعض زعماء دول الخليج انسحبوا مباشرة بعد اعطاء الكلمة للرئيس السوداني عمر البشير، وبعضهم اعترض عليها، وبغض النظر عن الاسباب الوجيهة او غير الوجيهة التي دعت زعماء دول عربية الى احتقار أخا لهم في الدين واللغة والمصير مهما عظم معه الاختلاف، فإن الواجب لم يكن الانسحاب حين تكلم البشير، ولكن الواجب كان يحتم على هذه الدول الانسحاب حين أخطأ وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيري وقال ان الولايات المتحدة الأمريكية ستساند اسرائيل بكل الوسائل قبل ان يتدارك ويقول ان بلاده ستساعد مصر بكل الوسائل، وما كان من هؤلاء الزعماء سوى الضحك مثل البلهاء، والظاهر ان العرب مع بعضهم البعض يستعملون الجاهلية بكل تجلياتها ويمارسونها فعلا وقولا، ويحق فيهم قول حمزة رضي الله عنه حين قال في ابو جهل "باسل ومغوار انت يا ابو جهل" وذلك حين استقوى الجاهل على ضعفاء من المسلمين في بداية هذا الدين وانتشاره، ولكن حين يتعلق الأمر بالولايات المتحدة او رئيسها او وزير خارجيتها وتعليقهم بأنهم سيدافعون على اسرائيل بكل ما اوتوا من قوة، فإن الزعماء العرب خليجا كانوا او في باقي الاقطار، فإنهم يصبحون من أهل الاسلام الذين يطبقون شرائع التسامح والتجاوز عن المخطئ، فصاروا مثل اهل الكتاب يأخذون ببعض الكتاب ويتركون بعضه، وبدلا من ان يساعد العرب بعضهم البعض، راحوا يفضحون انفسهم في مؤتمر دافوس بشرم الشيخ وهو في واقع الحال ليس سوى مؤتمرا تتسول فيه مصر وتشحت من العرب ومن غير العرب، لتظهر كل عوراتنا المالية والأخلاقية في هذا المؤتمر، وصدق اردوغان حين أعلنها من ذات المؤتمر من انه لن يعود اليه مرة أخرى وبر فعلا بوعده ولم يعد ولن يعود