حذر الخبير الاقتصادي الدولي مبارك مالك سراي من تداعيات الانتشار المتزايد لتجار "الأرصفة" الذين أدخلوا السوق في فوضى خلال شهر رمضان، وسمحوا حتى للاجئين أجانب بالانضمام إلى صفوف الباعة الفوضويين، وقال سراي في تصريح ل "الشروق"، إن بارونات المخدرات والنشاطات الوسخة يستغلون الشباب لتبييض أموالهم بعيدا عن رقابة الدولة.وأوضح المتحدث أن عودة الأسواق الفوضوية باستغلال شهر رمضان مؤشر اقتصادي خطير، يؤثر سلبا في المشاريع الاستثمارية المسطرة من طرف الدولة، حيث يرى أن 40 بالمائة من الإمكانات المالية للاقتصاد الوطني تستغل خارج النطاق الرسمي، وتكدس في الخزانات الحديدية لأرباب العمل والذين لا يساهمون في مشاريع عمومية كمشاريع السكن مثلا.وقال خبير الاقتصاد الدولي، إن أصحاب الأموال المشبوهة، بعد تضييق الدولة الجزائرية على عمليات تبييض الأموال، بحثوا عن طرق أخرى لغسل أموالهم بينها تجنيد شباب بطالين لدخول السوق الفوضوية وتجارة الأرصفة من خلال سلع متنوعة أو تحويل العملة الصعبة، و"هذا خطر أمني يهدد الجزائر"- يقول ملك سراي-.وانتقد سراي في سياق متصل، السياسة التي تنتهجها البنوك الجزائرية فيما يخص القروض وتعاملها مع الزبائن بطريقة غير ديمقراطية، مما جعل أيضا أصحاب الأموال النظيفة يفقدون الثقة فيها ولا يتعاملون معها ويفضلون النشاط بعيدا عن النطاق الاقتصادي السليم، مشيرا إلى أن التماطل الإداري على مستوى البنوك التجارية فتح مجالا واسعا لسوق الصرف الفوضوية. ودعا سراي السلطات، المعنية بمحاربة التجارة الفوضوية، إلى إحصاء الباعة الشباب ومنحهم بطاقات تجار أحرار ليتم ضمهم بطريقة تدريجية إلى سوق وطني رسمي بعيدا عن استغلال أطراف أخرى والتضييق على بارونات الأموال المشبوهة، كما يرى أن من بين عودة السوق الفوضوية بقوة خلال شهر رمضان خصوصا، نقص الأسواق الجوارية في الكثير من الأحياء .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/07/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشروق اليومي
المصدر : www.horizons-dz.com