الجزائر

باحثون يدعون إلى بناء جسر متين بين البحث العلمي واحتياجات الاقتصاد



دعا الأستاذ طارق بوتقجيط، أستاذ بكلية الفيزياء ورئيس اللجنة المنظمة للملتقى الثاني لفيزياء المواد وتطبيقاتها، الذي نظم أمس بجامعة العلوم والتكنولوجيا بباب الزوار، الشركاء الاقتصاديين إلى التقرب من الباحثين لاستغلال نتائج الأبحاث الجامعية والعلمية بمختلف تخصصاتها، لا سيما المتعلقة بالطاقات المتجددة، مؤكدا -في السياق- أن الجزائر لا تسجل تأخرا في مجال البحث والتطور التكنولوجي، بل التأخر يوجد في التطبيق.
وأوضح المتحدث أنه من الناحية العلمية فإن الأعمال التي تقدم في مناقشات الدكتوراه والماجستير هي ذات مستوى عالمي بدليل أن كل هذه الأعمال تنشر في أكبر المجلات العلمية الدولية وبالتالي من حيث التطور ومسايرة التطور التكنولوجي، ليس هناك تأخر بل التأخر يكمن في التطبيق مما يتطلب توحيد جهود الجميع لأن الجامعة وحدها لا تفي بالغرض.
وحسب الأستاذ بوتقجيط فإن السنوات الأخيرة تعتبر حاسمة، حيث يتحدث الجميع عن الطاقات المتجددة وضرورة الاهتمام بها، لكن -في نظره- الجامعة كانت السباقة، حيث بادرت منذ ربع قرن بالاهتمام بالموضوع تحسبا للظرف الحالي والمستقبل وقطعت شوطا كبيرا في هذا المجال، خاصة في شبه الموصلات والشرائح الدقيقة التي لها تطبيقات مباشرة مع الطاقات المتجددة مثل الخلايا الفوتو-ضوئية.
وأشار الأستاذ بكلية الفيزياء بجامعة باب الزوار إلى أن الأبحاث التي أنجزت نوقشت في أطروحات الدكتوراه والماجستير في مخبر فيزياء المواد بكلية الفيزياء، لكن تبقى النقطة الأساسية هي الربط بين هذه الأبحاث والنتائج وما يحتاجه اقتصادنا، موضحا -في السياق- أن المهم هو وجود عدة مبادرات سمحت ببداية تكوين جسر بين الباحثين والشركاء الاقتصاديين أثمرت لحد الآن نتائج مرضية منها شراكة بين مجمع سونلغاز ومخبر فيزياء المواد يتعلق ببرنامج التكوين ''ماستر'' في الطاقات المتجددة وشراكة مع كلية الإلكترونيك وهندسة الطرائق قصد تكوين مهندسي سونلغاز لدى كلية الفيزياء، كما اعتمد أساتذة فيزياء في مدارس تكوين سونلغاز فضلا عن وجود علاقات طيبة مع مشاريع المصانع التي ستنجز مثل ''رويبة للإضاءة'' لصناعة الخلايا الفوتو-الضوئية. وأوضح الأستاذ الباحث أن مثل هذه المبادرات تبقى أمرا جيدا، لا سيما وأن كلية الفيزياء والمخابر الموجودة في مختلف المدارس ومخابر الأبحاث العلمية المتوفرة عبر الوطن على أتم الاستعداد للمشاركة في المجهود الوطني وبالتالي إعطاء الدفع اللازم لبرنامج ترقية الطاقات المتجددة المعتمد من طرف الحكومة والمنبثق عن إرادة سياسية يرعاها رئيس الجمهورية.
من جهته؛ أكد الباحث الجزائري الممارس بجامعة ايكس بمارسيليا (فرنسا) أنه تفاجأ بدقة المواضيع المختارة للمناقشة خلال هذا الملتقى وبالإمكانيات والقدرات العلمية التي تتوفر عليها الجامعات الجزائرية، موضحا أن المستوى مقبول في الجزائر، بل هو عالمي وأن المهم هو توفير تنظيم جيد لضمان توجيه واستغلال أحسن لهذه القدرات.
وتمحور الملتقى الثاني لفيزياء المواد على عدة مواضيع أهمها المعادن وهندستها، المواد العازلة والشرائح الدقيقة وشبه الموصلات، فضلا عن الكشف غير الإتلافي للمواد عن طريق مختلف التقنيات ما فوق الصوتيات والأشعة الصينية وغاما وغير ذلك.
ويهدف الملتقى -حسب المنظمين- إلى جمع الممارسين بالجامعات ومراكز البحث سواء كانوا أساتذة، محاضرين أو طلبة الذي حضروا لعرض خلاصة الأعمال التي توصلوا إليها وعرضها على زملائهم ومناقشتها.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)