الجزائر

"باب الوادي" في قلب التغيرات الإجتماعية




تعود فضيلة بودريش في روايتها الجديدة "شواطئ الثلج" الصادر هذا العام بالقاهرة إلى مخلفات الأزمة الأمنية عبر حي باب الوادي الشعبي في الجزائر، حيث تغوص الكاتبة في قاع المجتمع الجزائري من خلال قصة شاب يجد نفسه متهما في جريمة لم يرتكبها من خلال استدراجه من قبل عصابة "الديناصور" تاجر المخدرات، بعد سعيه الحثيث للبحث عن عمل. عليلو الشاب الذي كان يمتهن النحت يجد نفسه طريح مستشفى الأمراض النفسية، هناك يلتقي حبيبته القديمة "فرح" الطبيبة التي تتحول إلى محقق بغية إنقاذه من ورطته. عبر هذه القصة تقودنا فضيلة بودريش لنكتشف ما خلفته العشرية السوداء في الجزائر من انهيارات نفسية وتفشي الجريمة والبطالة والتفسخ الاجتماعي والتسرب المدرسي في مدينة "ترعاها الملائكة ولا تغادرها الشياطين، المدينة القنبلة كل شيء فيها ممكن" إنها باب الوادي.كثيرة هي الروايات التي تحدثت عن الإرهاب، لكن قليلة هي الكتابات التي غاصت في مخلفات الإرهاب وما خلفته الأزمة الأمنية في النفوس والمجتمع. رواية "شواطئ الثلج" واحدة من الروايات التي تغوص في مرحلة ما بعد الإرهاب استعملت فيها صاحبة "ليل المدينة" لغة قريبة من الشعر لا تخلو من المرارة والسواد على ما وصلت إليه أحوال جزائر ما بعد العشرية السوداء. "شواطئ الثلج" رواية صادمة غير رحيمة و لا مهادنة، يختلط فيها الهم الاجتماعي بالسياسي ويتقارب فيها الوجع الشخصي بالمحنة العامة، تضعنا وجها لوجه مع الجزائر انهياراتها الأخلاقية والاجتماعية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)