الجزائر

..بأي حال “عُذّت” يا عيد؟


..بأي حال “عُذّت” يا عيد؟
نفس العنوان كنت قد اخترته لعمود في مناسبة عيد سابقة ،ولأنه لا شيء بقى من أعياد الأمس غير معزوفة بالأمس كنا، والأصح كانوا، عمالقة ، فإن مناسبة عيد انتصار الرجال لنا عادت، لكن بغير ما كان يشتهي من استشهدوا عملاقة لأجله لتكون الخيانة خيانتنا وبكاء النساء بكاءنا ، وبالطبع فإن الشهداء ،الذين لن يعودوا هذا العيد، ، ليس لهم من حال، سوى لسان..لقد أبكيتم فينا وطنا لم تصونوه كالرجال..
هل يحق لنا أن نحتفي ونزايد ونتبضع من عيد نصر مستلب ونحن نعايش كيف حول الكبار من حاكمين تضحيات الرجال إلى أضاحي أطفال ،اخترق غيابهم وشذوذهم براءة ونقاوة وطهارة وطن لم يعد فيه رائحة النصر سواء أن بين المخطوف والخاطف خلو شارع من مارته وبعدها “المرارة” مآل مفتوح على أن “إبراهيم” كان هنا و”هارون” كان هناك، لكن الآن وفي هذه اللحظة، لا يوجد في شوارع قسنطينة بمناسبة عيد نصرنا سوى سفير فرنسي تنقل على جناح السرعة إلى “سيرتا” ، ليقدم بالتزامن مع احتفالات عيد نصرنا عليهم، تعازي فرنسا التاريخية لعائلة إبراهيم وهارون والجزائر المنتصرة “؟؟”..
ببؤس ما بعده من رجس ، هل هذا هو الوطن الذي ذبح على مشعل حريته مليون ونصف مليون شهيد؟، نظن ، والظن كله جزم في حالتنا و”حانتنا “هذه أن الجميع، نحن وحكام آخر زمن، خنا أمانة النصر، ومن يدعي أن الوطن غير الوطن والناس غير الناس و التاريخ غير التاريخ فليعد لهذه الأرض هطولها وقيمها وعبق الشهداء فيها، فيا سادة نصر مستلب، ألغوا مظاهر الاحتفال بعيد اغتلتموه داخلنا، فإن مشكلتنا الكبرى لم تعد في الاحتفال بنصر الوطن ولكنها في العثور على هذا الوطن أولا وبعدها من السهل جدا أن نفكر في النصر ومن صادر أهازيج عيده؟؟
نقطة صدام
يكتبها : أسامة وحيد
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)