الجزائر

بأكرم الخلق كنّا أكرَم الأمم أفضل الخلق على الإطلاق...


 إذا تأمّلتَ أحوال هذا الخلق رأيت الاختيار والاصطفاء فيه دالاً على ربوبية الله تعالى ووحدانيته، وكمال حكمته وعلمه وقُدرتِه وأنّ الله الّذي لا إله إلاّ هو، فلا شريك له يخلق كخلقه ويختار كاختياره ويدبّر كتدبيره، فلهذا الاختيار والتّخصيص المشهود أثره في هذا العالم من أعظم آيات ربوبيته وأكبر شواهد وحدانيته وصفات كماله وصدق رسله.
فخلق الله السّماوات سبعاً فاختار العليا منها، فجعلها مستقر المقرّبِين من ملائكته واختصّها بالقُرب من كرسيـه  ومِن عرشه، وأسكنها مَن شاء مِن خلقه، فلَهَا مزية وفضل على سائر السّماوات. ومِن هنا تفضيله سبحانه جنّة الفردوس على سائر الجِنان وتخصيصها بأن جعل عرشه سقفها. وفي بعض الآثار ''أنّ الله سبحانه غرسها بيده واختارها لخيرته من خلقه''.
ومن هذا اختياره من الملائكة المصطفين منهم على سائرهم كجبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السّلام، وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول في حديث روته السّيِّدة عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها وأخرجه الإمام مسلم ''اللّهمّ ربّ جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطِرِ السّماوات والأرض عالمُ الغيبِ والشّهادة أنتَ تحكُمُ بين عِبادِك فيما كانُوا فيه يختلفون، اهْدِني لِمَ اخْتَلَفَ فِيه مِنَ الْحَقّ بِإِذْنِكَ إنَّكَ تَهْدِي مَن تشاءُ إلَى صِرِاطٍ مُسْتَقِيمٍ''.
فذكر هؤلاء الثلاثة ولم يذكر سواهم لكمال اختصاصهم واصطفائِهِم وَقُرْبِهِم مِن الله تعالى. فجبريل صاحب الوحي الّذي به حياة القُلوب والأرواح، وميكائيل صاحب القطر الّذي به حياة الأرض والحيوان والنبات، وإسرافيل صاحب الصُّورِ الّذي إذا نفخ فيه أحْيَت نَفْخَتَه كلّ الأموات بإذن الله وأخرجتهم مِن قبورهم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)