الجزائر

بأقل التكاليف



لم يترك الحراك الشعبي أية شاردة أو واردة في بيت الأحزاب السياسية إلا وأحصاها بما افرزه من تداعيات ضربت أجهزة الأحزاب الاساسية. فلا حديث اليوم أو غدا سوى عن الهزات العنيفة التي تستفيق عليها من فرط الاستقالات تارة بالقبول وتارة أخرى بالرفض وأحايين كثيرة بوضعها في درج الانتظار.. لأن أمور أحزابنا ببساطة لا تسر الناظرين ولا المتتبعين لشأنهم الداخلي المرتبط وجودا وعدما بما تعرفه البلاد من حركية سياسية غير مسبوقة في تاريخها الحديث.ويتساءل أي مثقف وأي سادج بالسياسة عن الغدو والرواح في الأحزاب والذي هو طبعا ليس وليد اللحظة وإنما له جذوره المتراكمة من *فقدان للدمقرطة* داخل جل الأحزاب و*المحسوبية وتهميش الكفاءات* وفقدان الرؤية المتبصرة لمستقبلها في كنف الافق الشامل للجزائر.. أحزابنا ليست بألف خير والتي هي من المفروض تكون النخب السياسية والقيادات لان أي حزب لا يستطيع أن يحافظ على نفس الكوادر تفعيلا لأحكام الطبيعة الانسانية.. فعوامل السّن والمرض ومقتضيات التشبيب كلها توابل تعجل بتحضير الطبخة المستحدثة في مسار أي حزب . هي الدنيا كما رأيتها تسر زمن وتسيئ أزمان أخرى على قول شاعرنا العربي .
الأحزاب تغسل* نشيرها* في العلن بنشريات مقتضبة في السطور مخبئة نيرانا تتلظى تحت الهشيم.. وهذا ليس عيبا أو انتقاصا من مكانتها التي عليها أن تحفظ لها ماء وجهها خصوصا وان الوقت جاء بلا استئذان يطرق أبواب التجديد في كل شيء فكرا ومنهاجا وموردا بشريا كان أم ماديا ..
فلأحزابنا المشكورة سلفا نقول بكل تواضع قليلا من التواضع والتجمل حتى لا تفوت السانحة على الخلف كي لا يصير في الخلف ونخشر حينها ونحن في أحوج ما يكون إلى الربح وبأقل التكاليف..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)