الجزائر

اهتراء شبكة توزيع المياه يؤجل فرحة سكان الأهفار بالماء مياه عين صالح وصلت إلى تمنراست لكنها لن تسيل من الحنفيات



أعطى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بمدينة تمنراست التي وصلها صباح، أمس، إشارة بدء توزيع المياه الصالحة للشرب التي وصلت إلى المدينة، انطلاقا من الآبار الجوفية بعين صالح، على مسافة 770 كلم، لكن هذه المياه لن تصل قبل أشهر أو سنوات إلى الحنفيات في المنازل!
 رغم وصول المياه إلى مدينة تمنراست لكنها لن تصل قبل أشهر أو سنوات إلى الحنفيات في المنازل، بسبب غياب شبكة لتوزيع المياه في المدينة، في مجمل الأحياء، واهتراء الشبكة القديمة في الأحياء العتيقة. وأظهرت أغلب التجارب التي أجرتها السلطات بالمدينة بعد الربط الاستعجالي للشبكة بمحطة التوزيع الممونة مع قنوات نقل المياه الصالحة للشرب من عين صالح، عن عشرات التسربات في شبكة التوزيع، ما أدى إلى تدفق المياه وسط المدينة، خاصة بالقرب من مقر بلدية تمنراست، وفي عدد من الأحياء، منها حي اجتماعي دشن حديثا. فيما اشتكى بعض السكان من نسبة الملوحة الزائدة في الكميات الأولى للمياه التي وصلت إلى بعض المنازل.
وأرجع السكان ذلك إلى عدم انطلاق مشروع تجديد شبكة توزيع المياه تزامنا مع إنجاز مشروع نقل المياه من عين صالح، وهو ما سيدفع سكان تمنراست إلى الانتظار لسنة أو سنوات قبل أن تزور المياه حنفياتهم، وتأجيل فرحتهم بوصول المياه الصالحة للشرب.
وقال مسؤول في مشروع نقل المياه من عين صالح إلى تمنراست لـ الخبر إن سبب هذا التعطل يعود إلى تركيز السلطات على الطابع السياسي للمشروع، برغم وجود تنبيهات عديدة من المختصين للسلطات بشأن ضرورة بدء مشروع مواز لإعادة إنجاز شبكات توزيع المياه في المدينة، وستضطر السلطات المحلية بولاية تمنراست إلى وقف توزيع المياه إلى غاية إعادة تجديد أو إصلاح شبكة التوزيع.
وهذه هي المرة الثانية التي تقع فيها وزارة الموارد المائية وسلطات محلية في نفس الخطأ، برغم إعلان وزير الموارد المائية، عبد المالك سلال، لدى تدشينه لسد تاقصبت في 10 جويلية 2004، عن استيائه لعدم إمكانية استغلال مياه السد في تموين سكان تيزي وزو بالمياه الصالحة للشرب، بسبب مشكل اهتراء شبكة توزيع المياه، وإعلانه عن قرار يقضي بتزامن إطلاق أي مشروع سد في أي منطقة من مناطق الوطن، مع تجديد شبكة التوزيع.
وخصصت زيارة الرئيس بوتفليقة إلى تمنراست لتدشين مشروع نقل المياه الصالحة للشرب من عين صالح إلى مدينة تمنراست، والذي وضع حجر أساسه في زيارة سابقة قام بها إلى تمنراست في السابع جانفي 2008، وبلغت تكلفة المشروع 197 مليار دينار، وهو المشروع الأكبر تكلفة خلال العهدة الرئاسية الثالثة، ويتيح المشروع نقل 100 ألف متر مكعب من المياه الجوفية يوميا، في مقابل حاجة تقدر بين 15 إلى 20 ألف متر مكعب يوميا لسكان تمنراست البالغ عددهم أكثر من 20 ألف نسمة، وتجري السلطات دراسات للتوصل إلى كيفية تسيير فائض المياه المنقولة المقدرة بـ80 ألف متر مكعب.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)