ما هي العلاقة التي قد تجمع بين سونلغاز والمؤسسة العسكرية الجيش ؟ هذا السؤال قد يبدو صادرا عن شخص هلكه الحمّان أو تعرض لضربة شمس شديدة. لكن إذا تأملنا جيدا ردود الفعل الشعبية التي تولدت عن انقطاع التيار الكهربائي، يمكن القول إن هناك علاقة كبيرة بين سونلغاز والعسكر، لأن الاثنين بإمكانهما القيام بانقلاب في الجزائر. فيكفى أن ينقطع التيار الكهربائي في هذه الجهة أو تلك، حتى يخرج المواطنون إلى الشوارع لمحاصرة مقرات البلديات وغلق الطرق بالمتاريس وإضرام النيران في العجلات المطاطية في الشرق والغرب والوسط، كأنهم تلقوا رسالة أس. أم. أس بذلك.
كيف لا يمكن لسونلغاز أن تطيح بـ السيستام بواسطة إطفاء الضوء، وقد تحولت قضية الكهرباء إلى حديث عام يتم تداوله على ألسنة 35 مليون جزائري، وهو ما لم تتمكن من تحقيقه لا إصلاحات الرئيس ولا مشاورات بن صالح ولا حتى أخبار تنقلات لا عبي الخضر ومدربهم حاليلوزيتش. ولم يحدث أيضا، حسب روايات المواطنين، أن حظيت شركة وطنية عمومية بنفس القدر من الدعاوي عليها، بمثل ما لقيت شركة سونلغاز بسبب الظلمة التي تسببت فيها شبكاتها المهترئة.
كل المعطيات تقول إن شركة سونلغاز طبقت توزيع التيار الكهربائي بـ التناوب بين المدن والأحياء، بسبب عجز وعدم توازن بين الإنتاج والاستهلاك. وهي المشكلة التي قيل إنها طويت نهائيا منذ سنتين عقب نجاح الشركة في القرض السندي الذي طرحته على المواطنين، ومكنها من جمع ملايير الدينارات. فأين ذهبت أموال القرض السندي الذي قيل إنه سيمول مشاريع إنتاج الكهرباء في الجزائر؟
البعض يقول إن إدارة سونلغاز قد انتقلت إلى هذا النوع من الشونطاج بقطع الكهرباء، لفرض سياسة الأمر الواقع، ودفع الحكومة إلى رفع تسعيرة الكهرباء، مثلما يطالب به مديرها العام. في حين لا يستبعد البعض الآخر أن استعمال سلاح الظلمة لإجبار جميع الجزائريين على بلع حكاية الزيادة وقبول التسعيرة الجديدة دون أي مقاومة كما وقع مع الزيت والسكر، بينما يرى آخرون أن وراء تطمينات وزير الطاقة بعدم انقطاع الكهرباء في الصيف وحدوث العكس يومين فقط بعد ذلك، تندرج في سياق جر سونلغاز إلى طابور الخوصصة، على نفس طريقة خوصصة تسيير شبكة مياه الشرب من قبل الأجانب، لأنها لا تحسن التسيير .
وأمام مثل هذه الخيارات الصعبة، لم يبق للجزائريين سوى الدعاء لشركة سوناطراك أن لا يكون حالها كحال سونلغاز، لأن سقوطها لا ينفع معه لا إشعال الشموع ولا لعن الظلام. والسؤال المهم: متى تتحرك السلطة لتنفيذ الإصلاحات، هل عندما تجف آبار حاسي مسعود وحاسي الرمل ؟
h-slimane@hotmail.com
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/07/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : ح. سليمان
المصدر : www.elkhabar.com