الجزائر

"انقلاب 1962 دمر ما تم بناؤه من مؤسسات في مؤتمر الصومام"




في هذا الحوار يرى المؤرخ رابح لونيسي بأن مؤتمر الصومام كان مرحلة مفصلية في تاريخ الثورة الجزائرية وخرج بالعديد من النقاط الإيجابية، منها بناء دولة وطنية قائمة على مؤسسات، ولكن هذه المؤسسات سرعان ما انهارت بعد انقلاب 1962.أولا لماذا تم اختيار الولاية الثالثة لاحتضان المؤتمر؟المفروض قالوا بأنهم ينظمونه في منطقة الشمال القسنطيني، وقال لهم زيغود يوسف سأضمن لكم التغطية الأمنية لإقامة المؤتمر دون مشاكل، ولكن في الأخير وقعت مشاكل في الشمال القسنطيني، وتم تحويل المكان إلى الصومام، ونتصور أن منطقة محاصرة يعني الفرنسيون لم يكن يخطر في بالهم بأن التحرك على هذا المستوى ممكن، لأنه من غير المعقول تنظيم المؤتمر داخل مكان أشبه بثكنة عسكرية، بالتالي تمت عملية التمويه، وقامت قيادة الولاية الثالثة بتقديم الضمانات الأمنية، أضف إلى ذلك قرب المسافات كي يأتي الآخرون من الأوراس والوفد الخارجي، فالموقع الجغرافي ساعد كثيرا في اختيار المكان. وما هو الدور الذي لعبته قيادة الولاية الثالثة لتهيئة الجو لتنظيم المؤتمر في أحسن الظروف؟العقيد عميروش لعب دورا كبيرا في هذا، خاصة في توفير التغطية الأمنية، فهو الذي ضمن كل شيء، وكان المسؤول عن المنطقة، وطبعا ذكاء المنظمين لأن مكان الاجتماعات كان يتغير كل يوم من دار إلى أخرى، لأن المؤتمر استمر ل10 أيام. قلت بأن مؤتمر الصومام كان مرحلة مفصلية في تاريخ الثورة الجزائرية، كيف ذلك؟طبعا، لأنه هيكل ونظم الثورة بعدما كانت بعض الفوضى، وخرج المؤتمر بمؤسسات للثورة بنواة مؤسسات الدولة الوطنية، ولكن بعد أزمة 1962 فقدنا العديد من المكتسبات، وعوض البناء والاستمرار بنفس المؤسسات وقع العكس، ولو استمررنا بنفس المؤسسات لكان لدينا نظام برلماني بعد الثورة، وتنظيما إداريا وعسكريا وسياسيا بنفس التنظيم. مادام قلت بأن قائد الولاية هو السياسي والعسكري، فلماذا طرح مشكل السياسي والعسكري والأولوية بينهما؟لا، لم يطرح، ومؤتمر الصومام تحدث عن السياسية ولم يتحدث عن السياسي، النقاش كان حول أولوية العمل السياسي، والعسكري هو الداعم للسياسي، من أجل هدف سياسي، هم لم يقولوا بأن السياسيين أحسن من العسكريين، بل أطراف أجنبية لعبت هذا من أجل ضرب مؤتمر الصومام، وبالتالي هي لعبة كواليس من الخارج، وبدأ إطلاق الدعايات في حين أن هذا الكلام لم يقل، وأتساءل هل عبان رمضان سياسي أم عسكري، هو عسكري وسياسي في نفس الوقت، وقائد الولاية هو مسؤول عليها عسكريا وسياسيا وأمنيا وإداريا من كل النواحي، وبالتالي هو عسكري وسياسي وما كان يثار هو تحريف.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)