انطلاق أيام الفيلم القصير والوثائقي بمستغانم

عرف اليوم الأول من أيام الفيلم القصير والوثائقي في طبعتها السادسة بسمتغانم عرض الفيلم الطويل " ذاكرة الحدث " للمخرج عبد الرحمان لعلاوي، وهو عمل سينمائي يروي فترة التسعينيات والأزمة الأمنية التي عرفتها الجزائر، وكيف أنها كانت تواجه الإرهاب لوحدها إلى غاية تعرض الولايات المتحدة الأمريكية يوم 11 سبتمبر 2001 لضربات قاتلة نجم عندها الكثير من الضحايا، حيث تمكن أبطال الفيلم وهم عز الدين ، نصر الدين ، يسرى ، زينب ، سليمان، وممثلين آخرين الوقوف عند أهم المحطات السوداوية و حقيقة الأفكار الخاطئة التي نسجها الكثيرون في العالم ، فقدموا مشاهد تركيبية معبّرة تهدف إلى تهذيب النفس و التطلع نحو آفاق واعدة، و أهم مشهد أثر في نفسية الحضور عندما تلقى مخرج المسرحية عز الدين تهديدات شفوية ، تحوّلت بسرعة إلى تصفية جسدية، حيث يغتال إلى جانب زوجته يسرا أمام مسكنهما، في الوقت الذي كانا يتأهبان للإلتحاق بالممثلين في مسرحية " ذاكرة الحدث " .وفي هذا الصدد أوضح مخرج العمل السينمائي عبد الرحمان لعلاوي أن موضوع الفيلم حساس وصعب في آن واحد ، كونه يعكس مشاعر قوية عاشها الشعب الجزائري خلال تسعينيات القرن الماضي ، ، ما جعله يعالج الفكرة بحكمة بالغة ويميط اللثام عن الذاكرة الجماعية حتى لا ينساها الجيل الجديد ، كما أشار لعلاوي إلى أن إنجاز " ذاكرة الحدث " لم يكن أبدا سهلا وإنما كان بمثابة كابوس حقيقي ، حيث تعرض إلى عدة مشاكل ، أهمها الوقت الذي كان يداهمه ، خصوصا أنه لم تبق بحوزته سوى 5 أسابيع لإنجازه ، فاضطر لاستخدام 3 أنواع من أجهزة التصوير وهي (30 ، 50 و80 ملم) ، كما وظف فريقين من الفنيين ، أما فيما يخص مناطق تصوير الفيلم فقد أكد لعلاوي أنها مست3 ولايات وهي سطيف ، وهران والجزائر العاصمة، وفي ظل الدعم الذي تلقاه من لدن الممثلين ، فقد استطاع أن ينقل ما يوجد في الذاكرة إلى صورة حية، رغم أن تحويل العمل الكتابي إلى مرئي كان صعبا جدا على حد تعبيره، مضيفا أن الفيلم يرجع إلى سنوات العذاب وما يحدث اليوم في بروكسل أو في أية منطقة أخرى من العالم ، كما صرح أن العمل السينمائي مقتبس من إحدى مسرحيات موليار " تارتوف "، و أن فكرته بدأت تتخمر في مطلع التسعينات لكن تدهور الأوضاع الأمنية أخرت الإخراج إلى غاية 2015 .