الجزائر

انزلاق التربة يهدد مئات العائلات العاصمية القاطنة بالبنايات الهشة



توالت خلال الأيام الأخيرة الماضية حوادث انهيار العديد من منازل ومباني المواطنين عبر أحياء متفرقة بالعاصمة كنتيجة واحدة لظاهرة انزلاق التربة، الأمر الذي زرع الهلع والرعب في نفوس المئات من العائلات.خاصة منها المقيمة على مستوى البنايات القديمة التي يعود تاريخ تشييدها إلى الفترة الاستعمارية، والتي تصنف ضمن البنايات الهشة الآيلة للسقوط بالنظر إلى الدرجة المتقدمة من تدهور نسيجها العمراني، هذا فضلا عن موجة الخوف التي أصبحت تنتاب العشرات من العائلات التي تتخذ من المرتفعات والمنحدرات الجبلية أرضية تشيد فوقها منازلها، مما جعلها عرضة لخطر الموت ردما وحياة التشرد نتيجة حوادث انهيار سكناتها تحت وطأة انجراف التربة كما هو الحال بالنسبة إلى الحادث الأخير لانزلاق التربة المسجل صبيحة يوم أول أمس بأحد الشوارع المحاذية لحي “علي ملاح” بالعاصمة والذي تسبب في إحداث أضرار بسيارات المواطنين المركونة بالقرب من موقع الحادث، زيادة عن حادث انهيار مسكنين بالعمارة الواقعة ب138 شارع الشهداء في ذات اليوم وبفارق الساعات فقط.
وفي هذا الصدد، وفي أعقاب الحوادث المسجلة في هذين الأسبوعين، تتعالى أصوات المئات من العائلات العاصمية، مناشدة الجهات المسؤولة سواء المحلية أو الولائية بضرورة التفطن العاجل لخطر انزلاق التربة الذي ازدادت حدته، خاصة مع موجة السيول والأمطار والثلوج الكثيفة التي شهدتها العاصمة مؤخرا، الأمر الذي ترك آثارا وأضرارا بليغة أدت إلى هشاشة التربة، مما انجر عنه تسجيل انجرافات عديدة مفاجئة خلفت انهيارات كثيرة لسكنات المواطنين الهشة والواقعة، خاصة بالمنحدرات الجبلية، كما كانت سببا في تسجيل ضحيتين لفظتا أنفاسهما الأخيرة ردما بحي “كونتبات” بأعالي بلدية بوزريعة، أين خرج السكان على إثر ذلك في احتجاجات غضب انتهت برفضهم الخروج من إحدى المدارس الابتدائية التي أجليوا إليها في أعقاب انزلاق التربة داخل تجمعهم السكني، إلا بعد تهيئة لهم مكان إقامة أكثر أمانا، رافضين مقترح السلطات المحلية باختيار قطعة أرضية بإقليم البلدية لتشييد بنايات فوضوية جديدة فوقها، وهو المقترح الذي اعتبروه بالحل غير النهائي الذي لن يخرجهم من دوامة البنايات الهشة التي تهدد سلامتهم، حيث ونتيجة لما سبق ذكره تشدد العائلات العاصمية الواقعة في دائرة خطر الموت ردما أو فقدان منازلها جراء ظاهرة انزلاق التربة الآخذة في التنامي بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، كما هو الشأن بالنسبة إلى حي “عمر وهيب” القصديري المترامية سكناته على ضفاف منحدرات جبلية والذي لا يختلف واقعه عن حي “كونتبات” الهش، على الجهات المعنية بضرورة اتخاذ الإجراءات الاستعجالية لتفادي وقوع حوادث مماثلة، وذلك عن طريق إعادة إسكان العائلات المحصية في إطار برنامج القضاء على البنايات الهشة لتجنب كوارث أخرى.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)